تدريب اليونيدو على ريادة الأعمال يعزز ثقة اللاجئين السوريين
بهدف بناء الثقة التي يحتاجها اللاجئين السوريين لتأمين المستقبل المالي لأسرهم قامت منظمة اليونيدو بتنظيم برنامج تدريب على ريادة الأعمال.
في بادئ وصولها الى الإقليم، بعد مغادرتها مسقط راسها في عامودا السورية عام 2013، كانت نور وهاب متوجسة من محيطها الغير مألوف وفي غاية الخجل. احتاجت لعدة سنوات للاستقرار في منزلها الجديد في مخيم عقرة للاجئين.
قبل ثلاث سنوات، بدأت في تصميم وتصنيع فساتين كردية تقليدية لنفسها، عائدة إلى هواية كانت تمارسها عندما كانت تعيش في سوريا. ورأت نساء أخريات نور ترتدي تصاميمها وطلبن منها أن تصنع لهن فساتينا مماثلة. تدريجيا، طورت عملها عن طريق الدعاية الشفهية.
لتطوير عملها إلى مستوى آخر ، التحقت نور ببرنامج اليونيدو التدريبي، حيث ازدهرت. أوضحت الشابة البالغة من العمر 33 عامًا: "الشيء الرئيسي الذي كان مفيدًا بالنسبة لي هو التحدث إلى الناس، حتى اتخطى حاجز الخجل". "لدي مشاكل في التحية أو التحدث إلى أشخاص من عائلتي الكبيرة. كنت خجولة. لكن هذا التدريب علمني كيف أكون واثقًة وحازمًة ".
في التدريب، تقوم بتجميع خطة عمل وتصميم علامات تجارية وتخطيط إستراتيجية تسويق وإنشاء ميزانية. كما أنها تقيم صداقات لتستمر بعد انتهاء التدريب. واضافت "الآن، أتيحت لي الفرصة للجلوس والتحدث مع الآخرين، وأصبحنا أصدقاء مقربين".
بعد عشرة أيام من بدء البرنامج التدريبي والممتد ل15 يومًا، أصبحت القاعة الدراسية مكانًا صاخبًا وينبض بالحياة حيث يتحدث المشاركون الخمسة عشر الذين تتراوح أعمارهم من أوائل العشرينات إلى منتصف الخمسينيات من العمر ويضحكون أثناء استراحة القهوة. أوضح رزكار طه، مدرب اليونيدو ، أن الجو كان مختلفًا جدًا في اليومين الأولين.
واردف قائلا: "لاحظت أنهم كانوا خجولين منذ اليوم الأول، وتجنبوا التواصل البصري". وأوضح أن اللاجئين، الذين اقتلعوا من ديارهم، ويعيشون في مكان غير مالوف لديهم، ويشاهدون الصراع يتجدد في الوطن، وغير متأكدين من مستقبلهم ، فقدوا الثقة. إعادة بناء تلك الثقة هو جزء أساسي من البرنامج.
في مسقط رأسه في الحسكة في سوريا، عمل حامد محمد كعامل باجر يومي، حيث كان ينتظر أي عمل يعرض عليه في مواقع البناء وفي الحقول. قبل ثماني سنوات، غادر سوريا وجاء إلى إقليم كردستان العراق كلاجئ.
في عقرة، بدأ حامد البالغ من العمر 32 عامًا وأب لأربعة أطفال مرة أخرى العمل باجر يومي. كان قادرًا على الحصول على عمل منتظم مع كهربائي وتعلم المهنة. وهو الآن يعمل لحسابه الخاص، ويقوم بأعمال صيانة الكهرباء في المنازل، ويريد تنمية عمله، والاضطلاع بمشاريع أكبر وتوظيف اخرين. للقيام بذلك، يحتاج إلى دعم. "أنا أعمل حاليًا بنفسي فقط وأحيانًا أوظف شخصًا أو شخصين. ولكن لكي أتوسع في العمل، أحتاج إلى تعلم كيفية إدارة الموظفين" قال حامد.
الان هو يحصل على تلك المساعدة في برنامج اليونيدو التدريبي.
واضاف حامد: "الشيء الرئيسي الذي تعلمته هنا هو كيفية احترام الآخرين، وكيفية تسويق عملي للآخرين، وكيفية تحديد هدف لنفسي والتخطيط لذلك". "لدي ثقة في نفسي وإن شاء الله سوف تنمو الأعمال."
بفضل ثقته الجديدة، يحلم اللاجئ الذي كان يعمل باجر يومي بمستقبل يصبح فيه أطفاله أطباء أو محامين. "لقد بدأت حياة جديدة هنا. الناس يعرفونني ويقدرون عملي".
يتضمن البرنامج، الذي تموله وكالة التنمية النمساوية، التدريب على تحليل مهاراتهم الشخصية، وتقييم احتياجات السوق، وتطوير استراتيجيات للوصول إلى الأهداف، والإدارة المالية. الهدف هو أن يتمكن المشاركون من إدارة أعمالهم التجارية الصغيرة. في نهاية البرنامج، سيحصلون أيضًا على بعض المساعدة المالية لشراء المعدات أو الإمدادات التي تساعدهم في بدء او تطوير أعمالهم التجارية.