المياه والمحافظة عليها وحقوق الانسان لا ينفصلان في أهوار العراق: دعوة للعمل من أجل اهوار العراق في اليوم العالمي للأراضي الرطبة
٠٢ فبراير ٢٠٢١
بغداد، 2 شباط 2021 - يصادف اليوم الذكرى الخمسين لاتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة، التي تهدف إلى حماية المياه وسبل العيش والأراضي الرطبة.
في عام 2008، صادق العراق على الاتفاقية التي تحدد أربعة أراضٍ رطبة ذات أهمية دولية في جنوب العراق: الأهوار الوسطى (تقع في محافظتي ذي قار والبصرة)، هور الحمّار (يقع في محافظتي ذي قار والبصرة)، أهوار الحويزة (تقع في البصرة، ميسان وإيران) وبحيرة ساوة (تقع في محافظة المثنى). الأراضي الرطبة مناطق برية مشبعة أو مغمورة بالمياه إما بشكل دائم أو موسمي. وكانت الأهوار العراقية تشكل في السابق أكبر النظم البيئية للأراضي الرطبة، حيث شكلت منظراً طبيعياً مائياً نادراً في الصحراء، وتم إدراج الأهوار العراقية على قائمة التراث العالمي في عام 2016 من قبل اليونسكو.
في الأراضي الرطبة في العراق، تترابط حياة سكان الأهوار، التي تشمل مجتمع صغير من الصابئة المندائيين، مع البيئة الطبيعية: حصاد القصب، نسج الحصائر، بناء بيوت القصب، صيد الأسماك، رعي جاموس الماء، صنع الجبن، إدارة مطاعم الأسماك الصغيرة وجولات القوارب للسياح. خلال زيارة حديثة إلى أهوار الحمَار في محافظة ذي قار في جنوب العراق، أشارت السيدة دانييل بيل، ممثلة مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في العراق، إلى أن: "الحفاظ على أهوار العراق الرائعة وحمايتها لا يعزز التنوع البيولوجي والاستدامة فحسب، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإعمال العديد من حقوق الإنسان المتعلقة بالبيئة والصحة وسبل العيش". لذلك، فإن الأهوار تعدُ مورداً حاسماً ذو قيمة اقتصادية وثقافية وعلمية وترفيهية كبيرة، ولا يمكن تعويض خسارتها.
يسلط موضوع هذه السنة، "الأراضي الرطبة والمياه"، الضوء على مساهمة الأراضي الرطبة في كمية ونوعية المياه العذبة على كوكبنا.
سلط الدكتور صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، الضوء على أهمية الأراضي الرطبة في العراق بقوله:"إن الأراضي الرطبة في العراق كانت مأهولة بالعائلات الريفية منذ قرون، تعيش المجتمعات المتنوعة وتمارس الأساليب التقليدية للزراعة وهو أمرٌ بالغ الأهمية لمواجهة التحديات في هذه المجالات.
إن منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بتحقيق نظام غذائي أكثر مرونة ودعم جهود الحكومة العراقية لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وزيادة سبل كسب العيش لسكان المناطق الريفية في العراق في جنوب العراق بما في ذلك مناطق الأهوار. ويتحقق ذلك من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية المحلية المستدامة وتوليد الدخل في سلاسل القيمة الاستراتيجية ذات الأولوية لفقراء الريف مع تعزيز موارد الأراضي والمياه والتنوع البيولوجي ".
تعتبر الأهوار في بلاد ما بين النهرين من المناظر الطبيعية المائية النادرة ومنطقة للتنوع البيولوجي وجذب الطيور المهاجرة الرئيسية وكانت ذات يوم أكبر ألاراضي الرطبة في الشرق الأوسط. يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة حكومة العراق منذ عام 2004 في جهودها لإدارة مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية في العراق من إدراج الأهوار العراقية كموقع للتراث العالمي ووضع خطة إدارة بيئية للمنطقة. يعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة اليوم عن كثب مع وزارة الصحة والبيئة وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين على إنشاء شبكة من المواقع المحمية في البلاد مع الإعلان عن منطقتين رئيسيتين للتنوع البيولوجي كمواقع محمية طيب و دلماج ، وهي أرض رطبة طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي. صرح السيد سامي ديماسي، المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا: "إن إنشاء شبكة من المناطق المحمية في العراق يعد خطوة رئيسية نحو الوفاء بالتزامات وأهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي لم لها من التأثير الإيجابي لهذه الشبكة على سبل العيش ورفاهية الإنسان".
صرحت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، السيدة زينة علي أحمد: "لعِبت هذه الأراضي الرطبة المتنوعة دوراً رئيسياً في التنمية الحضرية وظهور المجتمعات عبر التاريخ. وإن الحفاظ على هذا الجزء الغني من التنوع البيولوجي الطبيعي والتاريخ الثقافي في العراق أمرٌ ضروري للتقدم إلى الأمام بشكل أفضل. نؤكد التزامنا، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالعمل مع المجتمعات المحلية في الأهوار لتعزيز المرونة والتكيف مع تحديات تغير المناخ، إضافة الى خلق فرص معيشية مستدامة للمجتمعات".
من خلال الدعم المناسب، يمكن أن تصبح الأهوار مصدراً لتطوير قطاع ثالث يعتمد على إدارة الموقع، والسياحة والضيافة، والتي ستساهم على المدى الطويل في حماية واستدامة النظم البيئية والمناظر الطبيعية للأهوار. سيُطلِق موئل الأمم المتحدة قريباً مبادرة ذات شقين: فمن ناحية، سيتعاون بشكل وثيق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء البنية التحتية المجتمعية والمرافق التي من شأنها تحسين وصول السياح إلى أهوار الحويزة وأهوار الحمّارالشرقية وتوفير المرافق الأساسية للتسويق من السلع المحلية. ومن ناحية أخرى، سيعمل مع السلطات المحلية على وضع خطة مكانية إستراتيجية للتنشيط الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات التي تعيش في الأهوار في محافظة ميسان، بهدف زيادة عدد زوار المواقع الدينية والطبيعية الواقعة جنوب مدينة العمارة وتعزيز فرص كسب العيش في قطاعي السياحة والخدمات.
صرحت المنسقة المقيمة للعراق، السيدة إيرينا فوياشكوفا-سوليورانو: "من المتوقع أن يؤدي التغير المناخي في العراق إلى تقليل هطول الأمطار السنوي وزيادة ملوحة المياه من خلال ارتفاع مستويات سطح البحر، مما سيؤدي إلى زيادة العواصف الترابية، وانخفاض الإنتاجية الزراعية، والزيادة في نقص المياه. كل هذه التحديات سيكون لها آثار خطيرة على الأهوار. أن الأهوار العراقية ذات أهمية أساسية وذات مساحة بيئية فريدة إلى جانب تنوعها البيولوجي حيث تمثل كنز دولي. سنكون معرضين لخطر فقدان الأهوار خلال حياتنا اذا لم تتم زيادة الجهود للحفاظ على موقع التراث العالمي لليونسكو" هذا وحثت على اتخاذ مزيد من التدابيرالوقائية لضمان استدامة الأهوار وزيادة الجهود لمكافحة أزمة المناخ بشكل عام.
علي عمران السعيدي

أريان محي الدين

