الاثنين 15 آذار/ مارس 2021
سيادة النائب الأول لرئيس مجلس النواب السيد حسن الكعبي
المفوضة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات السيدة أحلام الجابري
المديرة العامة لدائرة تمكين المرأة وكالةً د. يسرى كريم محسن
السيدة رئيسة المعهد العراقي السفيرة رند الرحيم،
حضرات أعضاء البرلمان،
ممثلو المجتمع المدني،
الزملاء من أُسرة الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع الدولي،
الضيوف الكرام، السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أتشرف، كأول واجبٍ رسمي لي بصفتي نائبة للممثل الخاص للأمين العام، بالترحيب بكم في هذه الندوة عبر الإنترنت للاحتفال باليوم الدولي للمرأة. والأكثر من ذلك لأنني كنتُ سياسيةً في بلدي الأُم على مدى رُبع قرن، وقد شهدتُ وساهمتُ في قفزةٍ كبيرةٍ في المشاركة السياسية للمرأة خلال تلك الفترة.
الموضوع العالمي لليوم الدولي للمرأة لهذا العام هو "المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالمٍ تتفشى فيه جائحة كوفيد-19"، ولكن في نفس الوقت الذي نتطلع فيه إلى دور المرأة في المستقبل، فإننا نكّرم أيضاً النساء العراقيات في الماضي والحاضر ونقدّر إنجازاتهن في مختلف مجالات المجتمع. نكرم جهودهن المستمرة نحو تحسين حياة أُسرهنّ، وتعزيز المصالحة المجتمعية، والدعوة إلى مجتمع أكثر مساواة وعدالة، ودورهنّ الحيويّ في مكافحة جائحة كوفيد-19.
وفي سياق العراق، يُعد الموضوع العالمي لهذا العام وثيق الصلة نظراً لأنه من المقرر إجراء انتخاباتٍ مبكرةٍ في 10 تشرين الأول/ أكتوبر. ومن المتوقع أن تتأثر مشاركة المرأة في هذه الانتخابات بعاملين مختلفين، فمن ناحية، سيكون لجائحة كوفيد-19 تأثيرها، ومن ناحية أُخرى، فإن نشاط النساء المتزايد سيؤثر على مشاركتهن. ومن المتوقع أن تشارك نساءٌ أصغرُ سناً ناشطاتٌ في المجتمع المدني- بما في ذلك في الحركة الاحتجاجية - ويترشحن للمناصب العامة لأول مرةٍ في ظل أحزاب وتحالفات سياسية جديدة وأُخريات كمرشحات مستقلات.
وتوفر الانتخابات الوطنية المقبلة فرصة مهمة لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة من خلال الجهود الجماعية والإجراءات المستهدفة. وستكون الدراسة البحثية التي أجرتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) والمعهد العراقي المرجع الرئيسي في مناقشتنا اليوم، لكنها تقدم صورةً مُقنعةً عن التحديات التي تواجه النساء عند دخولهن الميدان السياسي.
وتؤكد نتائج دراستنا البحثية أن العنف ضد المرأة التي تطمح إلى دخول السياسة يمثل مشكلة خطيرة، وهو يأتي بأشكال مختلفة. ويظل التشهير على منصات وسائل التواصل الاجتماعي عقبة رئيسية أمام تمكين مشاركة المرأة، وبالتالي فهو يشكّل أيضاً عقبة رئيسية على الطريق نحو ديمقراطيةٍ حقيقيةٍ وإدارةٍ فاعلة للحكم.
وعلى الجانب الإيجابي، تُظهر النتائج أن المرأة أكثرُ من قادرةٍ على الفوز في عمليةٍ سياسيةٍ تنافسيةٍ حقيقيةٍ وكل ما تحتاجه هو أن تُتاح لها المزيد من الفرص على قدم المساواة والتكافؤ.
ولذلك نرحب بتشكيل اللجنة العليا لمراقبة مشاركة المرأة في الانتخابات مؤخراً. وتشمل مهام اللجنة دراسة قضايا العنف ضد المرشحات كعنصر أساسي يحد من مشاركة المرأة العراقية الكاملة والمتساوية في العملية الانتخابية.
والشعار السياسي القديم "لا شيء عنّا بدوننا" ينطبق على مشاركة المرأة السياسية. فالمشاورات مع النساء العراقيات من جميع مناحي الحياة أمرٌ بالغُ الأهمية، بما في ذلك مشاركةٌ أكبر مع النساء ذوات الإعاقة. وفي هذا السياق، من المهم فهم توقعاتهن واحتياجاتهن قبل الانتخابات بهدف إزالة العقبات التي قد تمنع مشاركتهن في العملية الانتخابية.
وسيقوم مكتب المساعدة الانتخابية في يونامي، في الفترة التي تسبق الانتخابات، بالتواصل مع مجموعات المجتمع المدني العراقية إلى جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لتعزيز عمليةٍ انتخابيةٍ تراعي النوع الاجتماعي، بما في ذلك من خلال توفير تثقيفٍ مدني وتثقيفٍ للناخب بشكل يستهدف الناخبات. كما سيقدم تدريباً متخصصاً لوسائل الإعلام والأحزاب السياسية حول كيفية مواجهة خطاب الكراهية وزيادة الوعي حول العادات والممارسات التمييزية ضد الناشطات والمرشحات السياسيات.
بالإضافة إلى ذلك، فإننا ندعم برامج بناء القدرات الخاصة باللجنة العليا لتعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات، ونحن في أسرة الأمم المتحدة على استعدادٍ لتقديم المساعدة بما يتماشى مع تفويضنا.
وأخيراً، آملُ أن النقاش حول نتائج الدراسة البحثية والتوصيات المقترحة للنهوض بمشاركة المرأة سيُلزمنا جميعاً بالعمل معاً والقيام بالمزيد لتعزيز تمثيل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة. فمن دون تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة في صنع القرار، فإن المجتمع يشبه طائراً بجناح مكسور - لن يكون بوسعه الطيران. فلنوحد قوانا ونبذل قصارى جهدنا لضمان أن يحلّق العراق عالياً.
أتمنى لكم مناقشة مثمرة.
شكرا لكم.