حل قضايا النزاع على الممتلكات والأراضي في محافظة نينوى سلمياً من خلال الوساطة

الإنجازات كانت ملحوظة وكان التأثير الإيجابي في المجتمعات جلياً حيث تم بدعم من المشروع حل 286 من أصل 343 حالة مستلمة.
تم بنجاح حل أكثر من 80 في المائة من الحالات المسجلة لحل المنازعات المتعلقة بالممتلكات والأراضي في قضائي الحمدانية وتلكيف بمحافظة نينوى من خلال عملية الوساطة، مما يسهل عملية المصالحة وبناء السلم في المنطقة.
نفذ برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، بالشراكة مع مؤسسة كاريتاس التشيكية، مبادرة في هاتين المنطقتين بعنوان "الوساطة والحل السلمي للمنازعات المتعلقة بالأراضي والممتلكات"، والتي استمرت من تموز 2019 ولغاية شباط 2020.
أثناء الحفل الختامي الذي أقيم في الحمدانية في العشرين من شباط 2020 بمناسبة الإنجاز الناجح للمبادرة، شكر السيد مسلم كاظمي/ منسق حقوق السكن والأراضي والممتلكات في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية السلطات المحلية على "دعمها وثقتها طيلة العملية التي ساهمت في بناء المعرفة المؤسسية والقدرة على الوساطة والتلاحم الإجتماعي في المجتمعات التي لم تكن الوساطة موجودة فيها كممارسة في الماضي".
تعد الوساطة التي تستهدف المنازعات المتعلقة بالسكن والأراضي والممتلكات، مع التركيز بشكل خاص على دعم الأقليات العرقية والدينية، إحدى الآليات المبتكرة في العراق والتي تهدف الى تمكين أفراد المجتمع من حل نزاعاتهم بطريقة ودية.
للمرة الأولى في العراق، اجتاز 14 شخصاً من الشباب من بينهم 6 فتيات من المجتمعات المحلية، بنجاح تدريبات متخصصة حول الآليات البديلة لحل المنازعات والمعروفة أيضًا بالوساطة على أساس المعايير الدولية وأصبحوا وسطاء معتمدين من المجتمع المحلي. كنتيجة للتدريب الناجح وعلى الرغم من التحديات التي واجهها الوسطاء أثناء العمل على قضايا نزاعات الملكية المتنوعة، فإن الإنجازات كانت ملحوظة وكان التأثير الإيجابي في المجتمعات جلياً حيث تم بدعم من المشروع حل 286 من أصل 343 حالة مستلمة.
وخلال الاحتفال، شارك وسطاء المجتمع المحلي قصصهم وتحدياتهم التي واجهوها طوال العملية، واصفين صعوبة شرح نهج الوساطة الجديد لأفراد المجتمع على أنه الجزء الأصعب. وكان التحدي الكبير الآخر الذي واجههم في البداية هو شرح الكيفية التي يعمل بها الحل السلمي للنزاع، وما هي أدوارهم عند معالجة أي نزاع، وما هي الفائدة التي تعود على جميع الأطراف المعنية. كما أن الوسطاء من النساء كن يشعرن بالقلق إزاء الكيفية التي قد ينظر بها المجتمع إليهن، بل إن البعض منهن كن يخشين عدم دعم أسرهن لهن.
قالت سالي ماتو بهنام، أحد وسطاء المجتمع المحلي الأربعة عشر "إن التدريب المهني الذي تلقيناه أدى الى تحسين الثقة بالنفس ومهارات التواصل لدي. كما ساعدني على أن أكون أكثر شجاعة. ونتيجة لهذا فقد أدركت كيفية التعامل مع التحديات أثناء الحالات التي تطبق فيها المعرفة والمهارات المكتسبة من الوسيط الدولي المدهش الذي دربنا".
لقد عمل الوسطاء من الجنسين على نحو وثيق لمعالجة أي تصورات متعلقة بالنوع الاجتماعي، وأظهروا أنهم جميعا يعملون على قدم المساواة في الفريق. أما عن الأسر فقد أصبحت الآن تشكل الداعم الرئيسي للوسطاء.
تعد إنجازات وسطاء المجتمع المحلي أكثر قيمة لكونهم يتعاملون مع حالات معقدة في مجتمعات غير متجانسة للغاية، بينما هم أنفسهم من خلفيات عرقية ودينية متنوعة.
لقد اكتسب وسطاء المجتمع المحلي، الذين تدربوا على تطبيق المعايير الدولية الخاصة بالوساطة، بالإضافة الى مبادئ الحياد والنزاهة الواضحة للغاية، ثقة الناس في وقت قصير، الأمر الذي سمح لهم بمعالجة النزاعات التي لا يمكن حلها من خلال قنوات أخرى.