ألمانيا تدعم الجهود المبذولة للحَدِّ من تفّشي جائحة كورونا، وتساهم في الانتعاش الاقتصادي في العراق

وتعتمد هذه المساهمة على الشراكة القائمة منذ عام 2018 بين بنك التنمية الألماني والمنظمّة الدوليّة للهجرة في العراق، والتي ترّكز على الانتعاش الاقتصادي وخلق فرص العمل المستدامة.

ساهمت الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) في التمويل المخصّص من قبل بنك التنمية الألماني. وكانت الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية قد خصصّت منذ عام 2018 ومن خلال بنك التنمية الألماني، مبلغ 36 مليون يورو لدعم أنشطة المنظّمة الدوليّة للهجرة في العراق، الهادفة إلى المساهمة في تحقيق الانتعاش الاقتصادي من خلال دعم خلق فرص العمل وإعادة تأهيل البُنى التحتيّة المجتمعيّة الرئيسية، كالأسواق والمناطق الصناعية.

كان الوصول إلى الفرص الاقتصادية في العراق، يمثّل تحدياً رئيسياً قبل انتشار جائحة كورونا. إذ كانت الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوّسطة التي توظّف غالبية شريحة العمّال في العراق، قد تأثرّت بشِّدة من جرّاء الصراع ضد داعش. وبعد أن بدأت تلك الأعمال والمشاريع تتعافى تدريجياً، تفشّت جائحة كورونا، وتسببّت في تفاقم نقاط الضعف وزيادة التحديّات الاقتصادية التي تواجه تلك الأعمال والمشاريع. هذه العوامل، إلى جانب أزمة الصحّة العامة عالمياً، والتحديات الاقتصادية ذات الصِلة، زادت بشكل كبير من الحاجة إلى دَعم العمّال العراقيين والمشاريع الصغيرة في العراق.

وأظهرت دراسة مشتركة حديثة أجرتها المنظمّة الدوليّة للهجرة (IOM) ومركز التجارة الدوليّة (ITC) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO) أنّ الأعمال والمشاريع العراقية الصغيرة والمتوسطة تعاني من انخفاض بنسبة 53٪ تقريباً في الإنتاج منذ شهر أيلول 2020. كما انخفضت أعداد الأيدي العاملة وقت إجراء هذه الدراسة بنسبة 27% كمعدّل، بما في ذلك العمّال المُجازون والذين أُنهيَت خدماتهم.

يقول السيّد جيرارد وايت، رئيس بعثة المنظمّة الدوليّة للهجرة في العراق: "تسببّت جائحة كورونا في أزمة صحيّة حادّة عامة وتحديات اقتصادية، في بَلد يحاول جاهداً أن يتعافى من آثار الصراع مع داعش. وتتمتّع المنظمّة الدوليّة للهجرة بشراكة طويلة الأمَد مع الحكومة، ويسعدها أن تزيد من دعمها للشعب العراقي في ظلّ هذه التحديات الجديدة. كما أن المنظمّة الدوليّة للهجرة ممتَّنة للغاية لدعم حكومة ألمانيا المستمّر من خلال بنك التنمية الألماني، وبالتعاون الذي أسفرَ بالفعل عن نتائج إيجابية".

ستوّفر الاتفاقية الجديدة بين بنك التنمية الألماني والمنظمّة الدوليّة للهجرة في العراق، تمويلاً تكميلياً لدعم المشاريع الصُغرى والصغيرة والمتوّسطة التي تضررّت من جائحة كورونا، بشكل أساسيّ من خلال آليّة صندوق تطوير المشاريع (EDF). كما ستدعم المنظمّة الدوليّة للهجرة الأفرادَ من خلال إشراكهم في دورات تدريبيّة تعزّز من إمكاناتهم المهنيّة وتطوّر مهاراتهم اللازمة للتصدّي لجائحة كورونا. إضافة إلى ذلك، من شأن التمويل أن يتيح للمنظمة الدولية للهجرة تنفيذ أنشطة النَقد مقابل العَمل (CfW) لاحتواء تفّشي جائحة كورونا على المستوى المحليّ، وتقديم مساعدات نقديّة سريعة للأفراد المحتاجين. وأخيراً، ستقوم المنظمّة الدوليّة للهجرة بإعادة تأهيل البنية التحتيّة، والخدمات المجتمعيّة الأساسيّة، كالماء والصَرف الصحيّ ومراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة.

تقول الدكتورة آنا يانكي، المديرة القُطريّة لمكتب بنك التنمية الألماني في العراق: "نيابة عن الحكومة الألمانية، يَسُّر بنك التنمية الألماني أن يدعم العراق على المدى القريب والمتوّسط، في جهوده الجارية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تسببّت بها جائحة كورونا. ومن شأن التمويل الإضافي المقدّم من خلال بنك التنمية الألماني في إطار هذه الشراكة، أن يتمّم الأنشطة الحاليّة، ويقلّل من الآثار الاقتصادية السلبيّة، وأن يدعم الاستجابة الشاملة لجائحة كورونا".

دعمت ألمانيا والمنظمّة الدوليّة للهجرة في العراق من خلال صندوق تطوير المشاريع، حوالي 199 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً منذ كانون الأوّل 2018، ما أدّى إلى خلق 1037 فرصة عمل. كما تلّقى 886 شخصاً تدريباً مهنياً أو الدعم اللازم للمشاريع الصُغرى، وشارك 665 شخصاً في أنشطة النَقد مقابل العَمل التي تهدف إلى تحسين الأمن الماليّ للفَرد.