مستشفى هيفي للأطفال التعليمي: من قصص الخدمات المنقذة للحياة
١٤ أكتوبر ٢٠٢٠
دهوك، العراق 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020: خلال الأشهر التسعة عشر الماضية تبنت محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق خطة قوية لتحسين خدمات الرعاية الصحية، بالتنسيق مع المديرية العامة للصحة في المحافظة وبدعم من منظمة الصحة العالمية وشركائها المنفذين والمانحين الأسخياء.
ومن بين المشاريع التي نفذتها المحافظة في إطار هذه الخطة، تجديد مستشفى هيفي للأطفال التعليمي بتركيز خاص على توسيع وحدة العناية المركزة وتنسيق وصيانة أجنحة الأطفال في هذا المستشفى الذي تم تشييده قبل ستة عشر عاما".
يقول المدير العام لدائرة صحة محافظة دهوك الدكتور نزار عصمت: "نفذت محافظة دهوك عدداً من المشاريع المتعلقة بخدمات الصحة النفسية وخدمات الرعاية الصحية الأساسية. وقد تم تنفيذ هذه المشاريع وفقاً لرؤية المديرية العامة للصحة ولأولويات الاحتياجات الصحية للمجتمع في دهوك حيث لا يزال يعيش عدد كبير من اللاجئين والنازحين".
وقد استفاد ما يزيد عن مليوني شخص حتى الآن من العديد من مشاريع تجديد وتوسيع وبناء المرافق الصحية المخصصة لتقديم خدمات الصحة الأولية والثانوية في المحافظة.
وبهذا الصدد قال الدكتور أدهم رشاد إسماعيل عبد المنعم ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في العراق: "لقد استثمرت منظمة الصحة العالمية الكثير من الموارد الفنية والمالية لدعم العديد من برامج الصحة في دهوك. ونحن نثمّن المساهمة السخية التي قدمها مانحونا وشركاؤنا التنفيذيون ونشيد بدور المديرية الغامة للصحة في دهوك لما قدمته من تعاون ناجح وتوجيه بشأن أولويات الاحتياجات الصحية في المحافظة".
حتى تاريخ 20 سبتمبر/أيلول من هذا العام تم ادخال أكثر من 3200 مريض يعانون من أمراض خلقية حادة إلى وحدات الرعاية الحرجة والمركزة للحصول على الخدمات الصحية المتخصصة. الطفل هيمان عدنان البالغ من العمر سبع سنوات أدخل إلى مستشفى هيفي وهو يعاني من التهاب في الدماغ وحالة صرعية (وهي حالة طبية طارئة يمكن أن تؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الوفاة). وبقي في وحدة الرعاية الحرجة في المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع، وخرج من المستشفى قبل أقل من شهر في حالة صحية جيدة. وقال والده عدنان فؤاد "لقد كنا في حالة يأس وعجز. ولكن ابني حصل على فرصة ثانية في الحياة بفضل جهود الطاقم الطبي والسلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية التي جعلت هذه الخدمات المنقذة للحياة متوفرة لمواطني دهوك".
أما يارا سليم فكانت تعاني من تاريخ من الإصابة بمتلازمة غيلان باريه (اضطراب نادر يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الأعصاب). وأصيبت بشلل تام في عضلات الجهاز التنفسي. بقيت يارا على جهاز التنفس الاصطناعي لمدة ستة أسابيع وعلى جهاز قنية الأنف عالية التدفق (HFNC) لمدة ستة أسابيع أخرى. ولكنها خرجت من المستشفى في مارس/آذار 2020 بحالة أفضل. وبالمتابعة مع عائلتها علمنا أن يارا الصغيرة ذات الاربع اعوام قد تعافت تماماً.
القصص الإنسانية الدالة على نجاح هذا المشروع الصحي الحيوي في دهوك كثيرة. فقد تم انقاذ العديد من أرواح الأطفال، وتعافى آخرون ليعيشوا حياة صحية مرة أخرى بفضل المديرية العامة للصحة في دهوك ومنظمة الصحة العالمية والمساهمة الكريمة من مانحين ومن بينهم صندوق الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، والشريك المنفذ مؤسسة التضامن بين الشعوب الإيطالية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو اس ايد)، ومكتب السكان واللاجئين والهجرة في وزارة الخارحية الأمريكية وحكومتي وشعبي المانيا واليابان.