برنامج للأمم المتحدة يعزز ثقة اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة في بدء مشاريع تجارية

كبارقة امل في الاقتصاد المتعثر في إقليم كوردستان العراق، وبمساعدة (اليونيدو)، استطاع عدد من رواد الأعمال من الشابات والشباب انشاء مشاريع خاصة بهم.
كبارقة امل في الاقتصاد المتعثر في إقليم كوردستان العراق، وبمساعدة من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، استطاع عدد من رواد الأعمال من الشابات والشباب انشاء مشاريع خاصة بهم.
قام برنامج اليونيدو لتنمية ريادة الأعمال وبتمويل من حكومة اليابان بتوفير التدريب لما مجموعه 164 مشاركًا (103 في أربيل و 61 في كوية) في بداية هذا العام. 90 منهم من المجتمع المضيف ، 25 منهم من النازحين و 49 من اللاجئين. وشكلت الاناث 78 من مجموع المشاركين.
نوه سيروان جميل، كبير مستشاري الأعمال في اليونيدو بان "هذا البرنامج مهم لأن معظم المشاركين من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل".
وأوضح سيروان أنه بسبب الأزمة المالية، لم تعد حكومة إقليم كوردستان توظف خريجين جامعيين جدد.
وتابع بانه "مع الدعم، يمكن للخريجين تأسيس أعمالهم الخاصة وربما توفير المزيد من فرص العمل داخل مجتمعهم، خصوصًا أن جميع الموارد اللازمة لنجاح المشروع متوفرة محليًا."
بعد التدريب على ريادة الاعمال، تنافس المشاركون على منحة توفر المستلزمات المطلوبة من الأدوات والمعدات لبدء أعمالهم التجارية.
تلقى ما مجموعه 30 من رواد الأعمال في أربيل و 17 في كوية الدعم من أجل تحويل أفكارهم إلى مشاريع.
من بين المستفيدين الـ 17 الذين تم اختيارهم في كوية، كان أكثر من نصفهم من النساء.
شوين دلاور صدرالدين هي واحدة من هؤلاء. بفضل الدعم الذي تلقته، تمكنت من بدء مشروع انتاج العسل، مما جعلها أول امرأة في كوية تعمل في صناعة غالبية محترفيها من الرجال.
"هذا المشروع مهم لأن العسل صحي، ولا سيما العسل الطبيعي والعضوي الذي يصعب العثور عليه هنا في كردستان" ، أوضحت شوين مبينة أن كل خلية نحل يمكن أن تنتج من 5 الى 7 كيلوغرامات من العسل.
وجدت شوين، خريجة جامعة كوية، صعوبة في العثور على عمل بعد التخرج في العام الماضي لذلك كانت سعيدة بالمشاركة في برنامج ريادة الاعمال الذي تم اقامته بالشراكة مع جامعة كوية، والذي وفر 120 ساعة من التدريب على مدار ثمانية أسابيع بما في ذلك التدريب على المهارات الفنية والشخصية.
منذ أن بدأت عملها في حزيران، قالت شوين إنها جمعت 90 كيلوغراما من العسل ويباع الكيلوغرام بسعر 60 دولارا.
واعربت بانها ستواصل "العمل في هذا المجال" ، وقالت شوين، البالغة من العمر 25 عامًا، "آمل أن أفتح متجري قريبًا."
ديهات عبد الرحمن خريجة أخرى من جامعة كوية، ومستفيدة من البرنامج الذي وفر لها فرصة تنفيذ فكرتها المتمثلة في انشاء حوض الأسماك.
منذ تخرجها في عام 2015، عملت ديهات في مصانع الآيس كريم وصنع الخبز، على أمل امتلاك مشروعها الخاص في يوم من الأيام.
في غضون شهرين من إكمال برنامج ريادة الاعمال وتلقي المساعدة، أصبحت ديهات أول امرأة في كوية تدير مزرعة أسماك.
لديها الآن أكثر من 4000 سمكة في اثنين من الأحواض. قالت ديهات إن شقيقها يدعما ويساعدها في إدارة الأحواض، وقد عينوا مساعدا لإطعام الأسماك يوميًا.
واردفت ديهات "الأسماك التي اربيها هنا تحصل على طعام جيد، وبما أننا لا نطعمهم أي مواد كيميائية، فهي عضوية وصحية ".
وأوضحت ديهات أن السمكة تربى في الاحواض من 6 الى 7 أشهر حتى تكون جاهزة للبيع، وتتطلع إلى تحقيق ربحها الأول قريبا.
"لقد ساعدني تدريب اليونيدو معنويا وماديا"، أوضحت ديهات مضيفة "الآن بعد أن أعرف المزيد عن كيفية إدارة عملي الخاص، إذا كان لدي فكرة جديدة في المستقبل، فإن المعلومات والتدريب الذي قدموه لي سيظلون مفيدين".
عبد العزيز عثمان وهو لاجئ سوري شارك ايضا في تدريب ريادة الاعمال الذي اقيم في أربيل.
عبد العزيز، البالغ من العمر 32 عامًا من الحسكة، تخرج من الجامعة متخصصا في علم الأدوية، ثم انتقل إلى إقليم كوردستان منذ سبع سنوات ونصف.
عبد العزيز ومنذ أن كان عمره 12 عامًا وفي اثناء الدراسة الجامعية، ساعد والده وشقيقه الأكبر الذين كانا يعملان في صنع وتركيب قوالب الخرسانات، مما ساعده على تطوير مهارات بناء المنازل.
حتى حزيران من هذا العام، كان يعمل في مجال البناء لصالح شركات واشخاص.
أوضح عبد العزيز بانه "قبل التدريب، كان من الصعب العمل في هذا المجال وكسب المال، كنت مكتئبا للغاية. بعد التدريب اصبحت أثق في نفسي لأفعل أي شيء أريده."
دعمت اليونيدو فكرة عمله في صنع وتركيب قوالب الخرسانات بتزويده عوارض الدعم والخشب مما ساعده على بدء العمل.
وذكر أيضًا أنه "قبل امتلاكه لعمله الخاص، لم يكن معروفا في مجتمعه. الآن، تغيرت نضرة الناس إليه ويسعده أن يكون قادرًا على توفير فرص عمل للأشخاص الذين لم يتمكنوا من العثور على عمل ثابت". وأضاف عبد العزيز أن "تدريب اليونيدو كان له فوائد أكثر بكثير من مجرد الدعم المادي".
برنامج ريادة الاعمال هو جزء من مشروع اليونيدو لتعزيز قابلية توظيف الشباب بين اللاجئين السوريين والنازحين والمجتمعات المضيفة في إقليم كوردستان العراق بدعم من حكومة اليابان.