"ألهمنا آباؤنا وإخواننا أن نخدم من أجل السلام"
تلك هي الكلمات التي تخلق رابطةً قويةً بين مجموعةٍ من سبع جندياتٍ شاباتٍ ملهمات وشجاعات وماهرات من فوج المشاة الفيجي الأول الذي يعمل حالياً مع وحدة الحراسة التابعة للأمم المتحدة (UNGU) في العراق.
في خضمّ أشعة شمس منتصف الصباح الشديدة، قامت الجنديات - واثنتان منهنّ ضابطاتُ بحريةٍ رائداتٍ في الوحدة البحرية في فيجي - بتعديل قبعاتهنّ الزرقاء المنقوشة بشعار الأمم المتحدة واتخاذ مواقعهنّ جنباً إلى جنبٍ مع 55 جندياً من وحدة الحراسة التابعة للأمم المتحدة الفيجية. وبينما تتسابق دقات قلوبهنّ – من الحماسة لتلقّي أول ميداليةٍ من الأمم المتحدة تكريماً لخدمتهنّ الأولية التي استمرت ثلاثة أشهر – كنّ يرفعن رؤوسهن عالياً ويضبطن مسير أقدامهنّ على إيقاع الطبول. فها قد بدأ الحفل.
من الأهمية بمكان أن هذه المناسبة الميمونة تصادفُ الذكرى 51 لاستقلال جمهورية فيجي، لتكرّم تفاني وتضحية وخدمة القوات الفيجية - الماضية والحاليّة - التي خدمت في العراق منذ عام 2004.
ترأست الحفل كضيفةِ شرفٍ رئيسيةٍ نائبةُ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة إنغيبيورغ سولرون غيشلادوتير. وتفقّدت حرس الشرف بكل زهوٍ، لتتولى بعد ذلك تثبيت ميداليات الأمم المتحدة الفضية اللامعة على جيب الصدر الأيسر للجنود المستحقين. وفي كلمتها، هنأت نائبة الممثل الأممي الخاص السيدة سولرون غيشلادوتير الكتيبة الفيجية وأثنت عليها "لالتزامها وتفانيها وكياستها وتواضعها" في توفير السلامة والأمن لمباني بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وسائر مقراتها في عموم أنحاء البلاد.
وانفضّ الاستعراض إيذاناً بانتهاء حدثٍ زاهٍ ومهيب، لكنها كانت أيضاً انطلاقةً لتجمّعٍ غير رسميٍ تقليدي ورمزي. وإن سبق للمرء أنه استمتع برفقة الفيجيين، أو لقي منهم الترحيب الحار التقليدي بعبارة "بولا، بولا"، فمن المؤكد أنه لن يتفاجأ برؤية وحدة الحراسة الفيجية وهي تنخرط بعفويةٍ على شكل جوقة تترنم بكل تفاؤلٍ وبهجة، حفاوةً منهم بجوهر الخدمة والتضحية؛ وبلذة السعادة والفخر.
وعند النظر في أرجاء معسكر وحدة الحراسة الفيجية، فإن الابتسامات البادية على وجوه هؤلاء الشابات السبع الجديرات بالثناء، وجميعهنّ تتراوح أعمارهنّ بين 24 و28 عاماً، لّتمحو قلق المرء من بقاءه بعيداً جداً عن منزله وعن احتضان أحباءه. إنهنّ يتناسبن حقاً وأجواء حفظ السلام، وهنّ واثقاتٌ من أن مشاركة وقتهنّ وخبراتهنّ في الميدان تولّدُ إحساساً كامناً بالرضا الذي ربما لن يلمسنه في بيئة منزلية. وكما تُشير على استحياءٍ إحدى النساء: "لقد ألهمني العمل من أجل السلام؛ لجعل العالم مكاناً أفضل".
شكرا لك يا فيجي على خدمتك وتضحياتك!
إعداد: ليلى شامجي، المكتب الإعلامي ليونامي
ترجمة: محمد الياسري
بغداد، العراق
14 تشرين الأول/ أكتوبر 2021