نائب الممثل الأممي الخاص السيدة أليس وولبول تستمع مباشرةً لشواغل وآمال مجتمعات المسيحيين والشبك خلال زيارتها لسهل نينوى شماليّ العراق

إذ يعكسُ ذلك التنوع الديني والإثني الاستثنائي في هذه الأرض العريقة. وقد كانت هذه الأقليات، بما فيها الآشوريون والكلدانيون والسريانيون، والذين تعود أصولهم إلى العصر البابلي والسومري، من بين المجتمعات التي عانت كثيراً من أهوال الحكم الوحشي والتمييز لتنظيم داعش الإرهابي. ومنذ هزيمة داعش، تُعاني هذه المجتمعات، إلى جانب مجتمعاتٍ غيرها، من توابع الحرب ضد التنظيم الإرهابي وتتوق إلى عودة الحياة الطبيعية. وإن مساعدتهم في البقاء والحفاظ على ثقافتهم وأسلوب حياتهم من خلال معالجة شواغلهم واحتياجاتهم لا تعمل على تعزيز التسامح والتعايش فحسب، بل تعززُ أيضاً روح المصالحة في العراق في مرحلة ما بعد النزاع.

في 3 تشرين الأول/ أكتوبر، زارت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة أليس وولبول هذه الزاوية البعيدة من شمال غرب العراق، والتي تحررت من داعش في العام الماضي، لتلتقيَ بالمجتمعات المسيحية والشبكية التي عاشت على هذه الأرض لقرون عديدة، وتستمعَ إلى شواغلهم الحالية وآمالهم للمستقبل. وكان من أهم المحاور التي ركزت عليها اللقاءات فهمُ أسباب التوتر بين المجتمعات المسيحية والشبكية، والناشئة عن التغيرات الديموغرافية الواسعة النطاق، وتحديد السبل لإيجاد الحلول الدائمة لذلك. وطلبَ قادةُ المجتمع المسيحي من بعثة يونامي الدفع باتجاه أن تسنّ السلطات في بغداد القوانين الكفيلة بالحفاظ على الطابع المسيحي لمناطقهم، ودعا كلٌّ من ممثلي المسيحيين والشبك الأممَ المتحدةَ إلى المساعدة في الجهود الرامية إلى ضمان تمكين الإدارات المحلية من وضع الأولويات للمشاريع بنفسها من أجل توفير خدماتٍ أفضلَ وفرصِ عملٍ ذات صلة لسكان القرى بهدف حماية نمط حياتهم والبقاء في أرضهم.

والتقت السيدة وولبول في ناحية برطلة وقضاء الحمدانية بممثلين عن المجتمعين المسيحي والشبكي، بمن فيهم مدير ناحية برطلة، وعضو مجلس النواب الجديد عن الكوتا الشبكية السيد قصي عباس. كذلك، زارت السيدة وولبول دير مار ماتي التابع للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وهو أحد أقدم الأديرة المسيحية الموجودة، حيث عبّر الربان يوسف عن شواغله بشأن المجتمعات المحلية وحثّ الأمم المتحدة على بذل مساعيها الحميدة في هذه المنطقة.