النسج لعراق جديد: حلول مستدامة لسبل كسب العيش للنساء في كركوك

بتاريخ 24 كانون الثاني 2022: زار مكتب دعم التنمية التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) معمل سجاد كركوك لاستكشاف فرص كسب العيش للنازحين.
وقدم مدير المعمل إحاطةً عن آخر شراكة مبتكرة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة بعنوان: القيادة النسائية والتمكين والوصول والحماية (LEAPII). ويتولى تنفيذ هذا المشروع معهد القيادات النسائية بتمويل سخي من الحكومة اليابانية.
ويعد الفن التقليدي لنسج السجاد تراثاً ثقافياً غير مادي. ان السجاد الذي ينسج يدوياً أكثر تكلفةً، ولكنه ذي نوعية أعلى من ذلك الذي ينتج بكميات كبيرة. وأثبت المدير مهند ذلك بإظهاره سجادة منسوجة يدوياً للوفد الزائر بدت رائعة، وبعدها قال لهم ان عمر هذه السجادة أكثر من 100 عام! وبالمقارنة، بدت على سجادة منسوجة ميكانيكياً علامات الاهتراء بعد سنتين فقط من الاستخدام.
وتدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة معمل سجاد كركوك من خلال مشروعها الإبتكاري (القيادة النسائية والتمكين والوصول والحماية). ويعمل هذا المشروع على تمكين عشرين متدربة شابة من تعلم الفن القديم لنسج السجاد على يد الحائكين المهرة. ويتضمن المشروع نقل المهارات والحفاظ على التراث والتدريب المهني وخلق سبل كسب العيش. وجرى اختيار المتدربات من النسيج الغني لمختلف الطوائف العرقية والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة في كركوك.
الآنسة هانم، إحدى أكثر المتدربات الموهوبات وهي صماء. بيد انها ليست إعاقةً على الإطلاق! فالآنسة هانم تقوم بنسج قطع جميلة ومعقدة تتكون من ثلاثمائة عقدة دون أن تفقد تركيزها الفائق الدقة على التصميم. وأشار المدير إلى أنه تلقى ما يزيد على 200 طلب وكان التنافس ضارياً على الشواغر الـ 20 المتاحة. ومن المثير للاهتمام أنه على الرغم من ارتفاع الأجور وظروف العمل الجيدة لم يقدم أي رجل طلب للانضمام الى برنامج التدريب الصناعي.
ويمكن أن يشكل الحفاظ على التراث الثقافي الممزوج بالتسويق والتصميم الأساس لمشروع معيشي ممتاز لمجتمع العائدين. وتود كركوك رؤية المزيد من هذه الأنواع من برامج التدريب المهني المبتكرة للنساء في كركوك، لا سيما في مجال العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات.
وأوضح المدير مهند أن العراق كان ينتج حتى التسعينيات أجمل أنواع السجاد المنسوج يدويًا والتي كانت تحظى بتقدير كبير من قبل الشخصيات الأجنبية ورجال الأعمال. وحتى التجار الأتراك كانوا يشترون السجاد من العراق في ذلك الوقت. ولسوء الحظ، أدت عقود من العقوبات والحرب الأهلية إلى تدمير تجارة السجاد العراقي. ومن بين الشركات الحكومية السبع المرخصة رسميًا، لم يتبق سوى الشركات الموجودة في كركوك وبغداد وبابل. حاليًا، الشركة العامة للسجاد المنسوج يدويًا تابعة لوزارة الصناعة والمعادن، والتي لا تهتم كثيرًا بترويج وتسويق سجاد بلاد ما بين النهرين كعلامة تجارية دولية. وتم الاقتراح أنه ربما يمكن تنظيم ورش عمل السجاد المصنوعة يدويًا بشكل أفضل تحت إشراف وزارة الثقافة، بحيث يمكن الربط مع التراث غير المادي لليونسكو. وبهذه الطريقة، يمكن تسويق السجاد العراقي على أنه قطع أثرية ثقافية، سواء في الداخل أو في الخارج.
وثمة اقتراح يمكن أن يساعد في هذا الصدد هو أن يقوم مصنع سجاد كركوك بتوسيع إنتاجه من خلال تطبيق قائم على الإنترنت يمكن أن يسمح للعملاء (من جميع أنحاء العالم) بتحميل صورة أو تصميم يرغبون في تحويله إلى سجادة مصنوعة يدويًا وجاهزة للطلب في غضون 15 يومًا. و للأسف، لا توجد وكالات سياحية أو شركات شحن تعمل في كركوك حتى الآن لجعل هذه الأنواع من المبادرات الريادية ممكنة، ما يجعل الكثير من السجاد المنسوج يدويًا لا يُباع ...
بقلم: مارتن دالهيزجن/ يونامي
المصور: حارث العبيدي/ يونامي