فثمة حواجز هيكلية ومجتمعية تمنع المرأة والفتاة من دخول ميدان العلوم والتقدّم فيه.
وقد ولّدت جائحة كوفيد-19 مزيدا من أوجه عدم المساواة بين الجنسين، من إغلاق المدارس إلى ازدياد العنف وتحمّل قسط أكبر من أعباء الرعاية في المنزل.
وهذا التفاوت يحرم عالمنا من مواهب وابتكارات هائلة غير مستغلة. فنحن بحاجة إلى منظورات المرأة إذا ما أردنا للعلم والتكنولوجيا أن يكونا في خدمة الجميع.
ويمكننا - بل ويجب علينا - أن نتحرّك لتغيير هذا الوضع.
علينا أن نضع السياسات الكفيلة بملء الفصول الدراسية بفتيات يدرسن التكنولوجيا والفيزياء والهندسة والرياضيات.
وعلينا أن نتخذ تدابير محددة الهدف لإتاحة الفرصة للمرأة لكي تزدهر وتتولّى القيادة في المختبرات ومؤسسات البحوث والجامعات.
وعلينا أن نعقد العزم على إنهاء ما تعانيه المرأة في مجال العلوم من تمييز وقولبة نمطية.
وعلينا تكثيف الجهود لزيادة الفرص المتاحة للنساء من مجتمعات الأقليات.
وكل هذا يتسم بأهمية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي ذي الدور المحوري.
فهناك ارتباط مباشر بين المستويات المتدنية لعمل المرأة في مجال الذكاء الاصطناعي وبين هيمنة خوارزميات غير منطقية في تحيّزها الجنساني تفترض أن الرجل هو الأساس والمرأة هي الاستثناء.
إننا بحاجة إلى نساء بأعداد أكبر يشاركن في تطوير ذكاء اصطناعي يكون في خدمة الجميع ويصبّ في اتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين.
وإننا بحاجة أيضا إلى عَكْس الاتجاهات التي تمنع الشابات من خوض مجالات مهنية تساعدنا على معالجة الأزمات المناخية والبيئية.
لقد سبق لي أن اشتغلت بتدريس الهندسة. وأعلم من خبرتي الشخصية أن الشابات والشبّان متساوون في القدرات وفي الشغف باستكشاف ميدان العلوم، وفي توليد الأفكار بغزارة والاستعداد للدفع بعالمنا إلى الأمام.
وبالتالي يجب علينا أن نكفل لهم الحصول على نفس فرص التعلّم والعمل في بيئة تسمح بالمنافسة العادلة.
وفي هذا اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، أدعو الجميع إلى تهيئة بيئة تستطيع فيها المرأة تحقيق إمكاناتها الحقيقية وتستطيع الفتاة أن تصبح رائدة العلوم والابتكارات في المستقبل، وهو ما سيشكّل مستقبلا عادلا ومستداما للجميع.