إن زيارتي هذه هي زيارة تضامن مع سكان الموصل الذين عانوا من اضطهاد تنظيم داعش في ظروف مروعة، والذين يعانون الآن من العمليات العسكرية الضرورية لهزيمة الإرهاب في الموصل.
لقد عانى الناس معاناة كبيرة ومازالوا يعانون وإننا بحاجة إلى مزيد من تضامن المجتمع الدولي. وتبذل حكومة إقليم كردستان والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة جهودا كبيرة، بيد إننا لا نمتلك الموارد اللازمة لمساعدة هؤلاء الناس، ولا يتاح لنا التضامن الدولي الضروري لتهيئة الظروف الملائمة للعيش الإنساني لسكان الموصل ولأن يتوفر لهم الحد الأدنى من التعويض عن المعاناة التي مروا بها، في الوقت الذي يتعين علينا أن نخلق فيه الظروف الملائمة للمصالحة ضمن المجتمعات وعلى المستوى الوطني بعد تحرير الموصل بالكامل.
هذه هي اللحظة التي يتعين على المجتمع الدولي التعبير فيها عن تضامنه العميق مع العراق، وللأسف فإن برنامج الأمم المتحدة هنا لم يحصل إلا على 8% من إجمالي التمويل المطلوب له، وهذا يظهر جلياً مدى محدودية مواردنا بالمقارنة مع المآسي التي يواجهها هؤلاء الأشخاص.
هذه هي اللحظة التي يحتاج فيها شعب العراق وسكان الموصل إلى تضامن المجتمع الدولي، فلا يجوز حرمانهم من هذا التضامن لأن هؤلاء الجنود الذين شاهدناهم إنما هم يحاربون من أجل الدفاع عن أمننا في كل مكان من العالم. إن محاربة الإرهاب في الموصل تساوي محاربة الإرهاب في أي مكان بالعالم لأن الإرهاب أصبح خطراً عالمياً، فقد أصبحت كل الجماعات الإرهابية في يومنا هذا مرتبطة بعضها ببعض.
لنتضامن مع من يحررون الموصل.
لنتضامن مع المدنيين الذين يعيشون المعاناة.
لنتعاون من أجل ضمان حماية المدنيين، وفي ذات الوقت لنتضامن مع الضحايا، ولنخلق الظروف الملائمة للمصالحة.
كل شيء يتطلب التزاما أكبر من المجتمع الدولي، وهذا الالتزام ليس سخاء فحسب، ولكنه قرار مستنير يصب في المصلحة الخاصة للجميع، لأن التهديدات الإرهابية التي نراها في الموصل هي نفسها التي نراها في كل مكان من العالم.