التاسعُ عشَرَ من شهرِ آب/ أغسطس هو يومٌ محفورٌ في عمق الذاكرة الجماعية لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) وللأمم المتحدة ككُل. ففي مثل هذا اليوم من عام 2003، استهدف تفجيرٌ مقرَّ بعثة الأمم المتحدة ببغداد، مما أسفر عن مقتل 22 من زملائنا، بمن فيهم الممثل الخاص سيرجيو فييرا دي ميلو، وإصابة نحو 150 آخرين.
وكان الضحايا هم موظفو الأمم المتحدة الذين يعملون على دعم تعافي البلاد في مرحلة ما بعد النزاع. ومنذ عام 2009، خُصّصَ هذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للعمل الإنساني، ليجري إحياؤه سنوياً تقديراً للعمل الأساسيّ الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم.
ونحن في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إذ نستذكرُ الأرواح التي فُقدت والمصابين والأُسر التي ما تزال تحمل ندوب تلك المأساة، نتذكّرُ أيضاً الهدف من تضحياتهم الأسمى، وهو ذات الهدف الذي نجدّدُ تأكيده اليوم: الدعم لشعب العراق.
لقد واجه العراقُ مصاعبَ لا حصر لها في السنوات الأخيرة، وما الأزمةُ السياسيةُ القائمةُ إلا آخرُ تحدٍّ مطوّل منها. ومع ذلك، ليس من بين الخلافات الراهنة ما هو عصيٌّ على الحل، ولا يمكن اعتبارها أكثرَ أهميةً من المصلحة الوطنية.
إن التضحيات العديدة التي بُذلت لاستعادة مكانة العراق يجب ألا تذهب سُدىً: إنما يتعين حشدُ كل الجهود من أجل الحوار والحلول خدمةً للصالح العام للشعب.