اليوم هو يوم نتذكر فيه ضحايا الإبادات الجماعية في جميع أنحاء العالم والناجين منها ونشيد بهم. إنه يوم نعيد خلاله النظر في إخفاقنا الجماعي في منع هذه الجريمة في الماضي، ونضاعف جهودنا لمنع وقوعها في الحاضر والمستقبل.
وبعد مرور أكثر من 70 عاما على اعتماد اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، لا يزال خطر الإبادة الجماعية قائما في العديد من الأماكن حول العالم. فالتمييز وخطاب الكراهية، وهما علامتا الإنذار المبكر باحتمال حدوث إبادة جماعية، آخذان في الارتفاع في كل مكان.
ويجب أن نفعل المزيد لتعزيز القيادة السياسية القوية والعمل الحازم ضد هذه الاتجاهات الخطيرة. ويجب أن نفعل المزيد للوفاء بالتزامنا بتحرير البشرية من ويلات الإبادة الجماعية.
وقد زرت مؤخرا متحف تول سلينغ للإبادة الجماعية في بنوم بنه، بكمبوديا، حيث كان لي شرف مقابلة الناجين من الجرائم الفظيعة.
وكانت شهادتهم المؤثرة تذكرة قوية بما تحمّله كل فرد من معاناة وألم ورعب من جراء الإبادة الجماعية والجرائم الفظيعة.
وأدعو كل دولة عضو إلى اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المجتمعات المعرضة للخطر، بما في ذلك الأقليات، والتصدي للتمييز والاضطهاد.
ومع أن الالتزام الأساسي بمنع الإبادة الجماعية يقع على عاتق الدول، فإن للزعماء الدينيين وقادة المجتمعات المحلية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ووسائل الإعلام، بما في ذلك منصات وسائل التواصل الاجتماعي، دور أساسي في هذا الصدد.
وفي هذا اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا جريمة الإبادة الجماعية وتكريمهم، أحث جميع الجهات المعنية على استخدام جميع الوسائل المتاحة لها لمنع هذه الجريمة ووضع حد لها.