الأمين العام | لقاء مع وسائل الإعلام - العراق
بغداد، 1 آذار/مارس 2023
حضرات الصحافيات والصحافيين، السلام عليكم.
عندما زرت العراق قبل 6 سنوات، كانت مناطق شاسعة من البلاد يعمها الخراب. وكان ملايين الناس قد أجبروا على الفرار من ديارهم.
زيارتي آنذاك كانت زيارة تضامن في ظروف الطوارئ. أما زيارتي اليوم فهي زيارة تضامن وأملٍ في مستقبل العراق.
فمع تنصيب حكومة جديدة، هناك فرصة سانحة لإحراز التقدم.
وفي وقت سابق من هذا اليوم، أجريت اجتماعات مثمرة مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس النواب، ومع ممثلي المجتمع المدني.
وقد أعربت عن امتناني لتضامن العراق مع ضحايا الزلزالين المدمرين اللذين ضربا سوريا وتركيا ودعمه لهم.
ورحبت بجهود العراق الرامية لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الدبلوماسية والحوار. فالتحديات المطروحة اليوم لا تعترف بحدود البلدان. ويقتضي التصدي لها إبداء التعاون والتنسيق على الصعيد الإقليمي.
وقد ناقشنا أيضا خطة الإصلاح الطموحة والتطلعية للحكومة الجديدة.
وأعربت عن التزامنا الثابت بالعمل، من خلال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وكامل أسرة الأمم المتحدة العاملة عبر البلد، على دعم الإجراءات التي تعود بالفائدة على جميع العراقيين:
إجراءات توطيد المؤسسات الديمقراطية والحوكمة على جميع المستويات لأجل بناء الثقة.
وإجراءات تحسين الخدمات العامة والتصدي للفساد.
وإجراءات تعزيز حماية حقوق الإنسان بشتى أوجهها وضمان المساءلة.
والإجراءات الرامية إلى وقف عمل الجهات المسلحة خارج سيطرة الدولة.
وإجراءات تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على عائدات النفط.
وإجراءات خفض مستويات البطالة المرتفعة وخلق فرص العمل اللائق للشباب.
وأخيرا إجراءات بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية وندرة المياه التي تهدد الأرواح وسبل العيش في قلب الهلال الخصيب، حيث ازدهرت الزراعة لآلاف السنين.
وفي كل هذه المساعي وغيرها، تكتسي الوحدة الوطنية ومصالح الشعب العراقي أهمية قصوى.
ولا يقل عن ذلك أهمية دور جميع ممثلي العراق المنتخبين.
ولقد وجدت ما يشجعني بشكل خاص في زيادة مشاركة النساء كمرشحات في الانتخابات الأخيرة - وهي الزيادة التي تجسدت في العدد التاريخي للنساء اللاتي انتخبن أعضاء في مجلس النواب. ونتطلع جميعا إلى أن يتولى المزيد من النساء مهام صنع القرار على جميع المستويات.
السيدات والسادة الإعلاميون،
إني أثني على حكومة العراق لما تبذله من جهود لإعادة مواطنيها من شمال شرق سوريا إلى الوطن، ولا سيما من مخيم الهول، حيث لا يزال عدد كبير جدا من العراقيين والسوريين ومواطني الدول الأخرى عالقين في ظروف يلفها اليأس - ومعظمهم من النساء والأطفال.
إن الجهود التي يبذلها العراق مثال جدير بأن يحتذي العالم به.
ويجب علينا مواصلة العمل من أجل إيجاد حلول تحفظ الكرامة تستند إلى مبدأي إعادة الإدماج والمساءلة.
واستمرار الالتزام فيما يتعلق بإعادة المواطنين العراقيين من مخيم الهول إلى الوطن وإعادة إدماجهم بصورة مستدامة أمر لا غنى عنه.
ومن هنا في العراق، أود أن أبعث برسالة إلى كافة الدول الأعضاء التي يوجد أفراد من مواطنيها في هذه المخيمات. لقد آن الأوان لها لكي تكثف الجهود إلى حد كبير لتيسير عودة مواطنيها في ظروف آمنة تحفظ كرامتهم إلى أوطانهم، بما يتماشى مع القانون الدولي المعمول به، وبالاسترشاد بمصالح الأطفال الفضلى.
السيدات والسادة الإعلاميون،
سأزور أيضا أربيل، وأتطلع إلى الالتقاء بالسلطات الإقليمية في إقليم كردستان.
وأشجع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على مواصلة السعي نحو إقامة حوار منظم ومؤسسي وإبرام اتفاقات عملية - لا سيما بشأن المسألة الملحة التي تشكلها الميزانية الاتحادية لعام 2023، وأيضا بشأن القوانين المتعلقة بالنفط والغاز.
فالانتقال من إدارة الأزمات بشكل دائم إلى الأخذ بترتيب أكثر متانة واستدامة هو أضمن طريق نحو السلام والازدهار لجميع العراقيين.
وأكرر توجيه نداءات ممثلتي الخاصة من أجل التنفيذ السريع والكامل لاتفاق سنجار. فوجود هياكل أمنية مستقرة وإدارة موحدة أمر أساسي.
ونحن مدينون لسكان سنجار الإيزيديين بتحسين الوضع الأمني على الأرض، وضمان الحوكمة الرشيدة، وتشجيع عودة النازحين الطوعية والكريمة إلى ديارهم.
وأودّ أن أعبر عن تضامني الكامل مع الشعب الإيزيدي الذي عانى معاناة شديدة.
السيدات والسادة الإعلاميون،
إن العمليات السياسية والانتخابية الشاملة للجميع هي الضامن للاستقرار والتقدم.
وإني أتطلع قدما إلى إجراء الانتخابات البرلمانية التي تأخر تنظيمها في إقليم كردستان وكذلك إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في جميع أنحاء العراق.
وتقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم المؤسسات الانتخابية في العراق، وفقا لولاية تقديم المساعدة التقنية المسندة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.
السيدات والسادة الإعلاميون،
بعد مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان العراق النصر على داعش، لا تزال مكافحة الإرهاب مسألة تحتل أولوية جماعية في العراق وفي العالم.
ويجب علينا التركيز على عنصر الوقاية، ومعالجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تقود إلى الإرهاب في المقام الأول.
ويجب علينا إعطاء الأولية لإشراك الجميع، لضمان مراعاة استراتيجيات مكافحة الإرهاب لطائفة واسعة من الأصوات والمجتمعات الأهلية والفئات المعنية، بما في ذلك الأقليات والنساء والشباب.
ويجب أن نضع حقوق الإنسان وسيادة القانون في صميم أعمالنا هذه كافة.
السيدات والسادة،
يصادف هذا العام حلول الذكرى السنوية العشرين ليوم من أحلك الأيام في تاريخ أممنا المتحدة، ألا وهو الهجوم الإرهابي المروع المنفذ ضد فندق القناة في بغداد، الذي أودى بحياة 22 من زملائنا وأدى إلى إصابة الكثيرين بجراح.
لقد غير ذلك اليوم الأمم المتحدة إلى الأبد.
ولكنه لم يكسر عزمنا على البقاء وتقديم الخدمات لشعب العراق.
واليوم، وفي حين ينتقل العراق من مرحلة المساعدة الإنسانية إلى مرحلة المساعدة الإنمائية، جئت إلى هنا للتأكيد على التزام الأمم المتحدة الثابت بالنهوض بالسلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لفائدة جميع العراقيين.
شكرا لكم. شكرا جزيلا.
عندما زرت العراق قبل 6 سنوات، كانت مناطق شاسعة من البلاد يعمها الخراب. وكان ملايين الناس قد أجبروا على الفرار من ديارهم.
زيارتي آنذاك كانت زيارة تضامن في ظروف الطوارئ. أما زيارتي اليوم فهي زيارة تضامن وأملٍ في مستقبل العراق.
فمع تنصيب حكومة جديدة، هناك فرصة سانحة لإحراز التقدم.
وفي وقت سابق من هذا اليوم، أجريت اجتماعات مثمرة مع الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس النواب، ومع ممثلي المجتمع المدني.
وقد أعربت عن امتناني لتضامن العراق مع ضحايا الزلزالين المدمرين اللذين ضربا سوريا وتركيا ودعمه لهم.
ورحبت بجهود العراق الرامية لتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الدبلوماسية والحوار. فالتحديات المطروحة اليوم لا تعترف بحدود البلدان. ويقتضي التصدي لها إبداء التعاون والتنسيق على الصعيد الإقليمي.
وقد ناقشنا أيضا خطة الإصلاح الطموحة والتطلعية للحكومة الجديدة.
وأعربت عن التزامنا الثابت بالعمل، من خلال بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق وكامل أسرة الأمم المتحدة العاملة عبر البلد، على دعم الإجراءات التي تعود بالفائدة على جميع العراقيين:
إجراءات توطيد المؤسسات الديمقراطية والحوكمة على جميع المستويات لأجل بناء الثقة.
وإجراءات تحسين الخدمات العامة والتصدي للفساد.
وإجراءات تعزيز حماية حقوق الإنسان بشتى أوجهها وضمان المساءلة.
والإجراءات الرامية إلى وقف عمل الجهات المسلحة خارج سيطرة الدولة.
وإجراءات تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على عائدات النفط.
وإجراءات خفض مستويات البطالة المرتفعة وخلق فرص العمل اللائق للشباب.
وأخيرا إجراءات بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية وندرة المياه التي تهدد الأرواح وسبل العيش في قلب الهلال الخصيب، حيث ازدهرت الزراعة لآلاف السنين.
وفي كل هذه المساعي وغيرها، تكتسي الوحدة الوطنية ومصالح الشعب العراقي أهمية قصوى.
ولا يقل عن ذلك أهمية دور جميع ممثلي العراق المنتخبين.
ولقد وجدت ما يشجعني بشكل خاص في زيادة مشاركة النساء كمرشحات في الانتخابات الأخيرة - وهي الزيادة التي تجسدت في العدد التاريخي للنساء اللاتي انتخبن أعضاء في مجلس النواب. ونتطلع جميعا إلى أن يتولى المزيد من النساء مهام صنع القرار على جميع المستويات.
السيدات والسادة الإعلاميون،
إني أثني على حكومة العراق لما تبذله من جهود لإعادة مواطنيها من شمال شرق سوريا إلى الوطن، ولا سيما من مخيم الهول، حيث لا يزال عدد كبير جدا من العراقيين والسوريين ومواطني الدول الأخرى عالقين في ظروف يلفها اليأس - ومعظمهم من النساء والأطفال.
إن الجهود التي يبذلها العراق مثال جدير بأن يحتذي العالم به.
ويجب علينا مواصلة العمل من أجل إيجاد حلول تحفظ الكرامة تستند إلى مبدأي إعادة الإدماج والمساءلة.
واستمرار الالتزام فيما يتعلق بإعادة المواطنين العراقيين من مخيم الهول إلى الوطن وإعادة إدماجهم بصورة مستدامة أمر لا غنى عنه.
ومن هنا في العراق، أود أن أبعث برسالة إلى كافة الدول الأعضاء التي يوجد أفراد من مواطنيها في هذه المخيمات. لقد آن الأوان لها لكي تكثف الجهود إلى حد كبير لتيسير عودة مواطنيها في ظروف آمنة تحفظ كرامتهم إلى أوطانهم، بما يتماشى مع القانون الدولي المعمول به، وبالاسترشاد بمصالح الأطفال الفضلى.
السيدات والسادة الإعلاميون،
سأزور أيضا أربيل، وأتطلع إلى الالتقاء بالسلطات الإقليمية في إقليم كردستان.
وأشجع الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان على مواصلة السعي نحو إقامة حوار منظم ومؤسسي وإبرام اتفاقات عملية - لا سيما بشأن المسألة الملحة التي تشكلها الميزانية الاتحادية لعام 2023، وأيضا بشأن القوانين المتعلقة بالنفط والغاز.
فالانتقال من إدارة الأزمات بشكل دائم إلى الأخذ بترتيب أكثر متانة واستدامة هو أضمن طريق نحو السلام والازدهار لجميع العراقيين.
وأكرر توجيه نداءات ممثلتي الخاصة من أجل التنفيذ السريع والكامل لاتفاق سنجار. فوجود هياكل أمنية مستقرة وإدارة موحدة أمر أساسي.
ونحن مدينون لسكان سنجار الإيزيديين بتحسين الوضع الأمني على الأرض، وضمان الحوكمة الرشيدة، وتشجيع عودة النازحين الطوعية والكريمة إلى ديارهم.
وأودّ أن أعبر عن تضامني الكامل مع الشعب الإيزيدي الذي عانى معاناة شديدة.
السيدات والسادة الإعلاميون،
إن العمليات السياسية والانتخابية الشاملة للجميع هي الضامن للاستقرار والتقدم.
وإني أتطلع قدما إلى إجراء الانتخابات البرلمانية التي تأخر تنظيمها في إقليم كردستان وكذلك إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في جميع أنحاء العراق.
وتقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم المؤسسات الانتخابية في العراق، وفقا لولاية تقديم المساعدة التقنية المسندة لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق.
السيدات والسادة الإعلاميون،
بعد مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان العراق النصر على داعش، لا تزال مكافحة الإرهاب مسألة تحتل أولوية جماعية في العراق وفي العالم.
ويجب علينا التركيز على عنصر الوقاية، ومعالجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تقود إلى الإرهاب في المقام الأول.
ويجب علينا إعطاء الأولية لإشراك الجميع، لضمان مراعاة استراتيجيات مكافحة الإرهاب لطائفة واسعة من الأصوات والمجتمعات الأهلية والفئات المعنية، بما في ذلك الأقليات والنساء والشباب.
ويجب أن نضع حقوق الإنسان وسيادة القانون في صميم أعمالنا هذه كافة.
السيدات والسادة،
يصادف هذا العام حلول الذكرى السنوية العشرين ليوم من أحلك الأيام في تاريخ أممنا المتحدة، ألا وهو الهجوم الإرهابي المروع المنفذ ضد فندق القناة في بغداد، الذي أودى بحياة 22 من زملائنا وأدى إلى إصابة الكثيرين بجراح.
لقد غير ذلك اليوم الأمم المتحدة إلى الأبد.
ولكنه لم يكسر عزمنا على البقاء وتقديم الخدمات لشعب العراق.
واليوم، وفي حين ينتقل العراق من مرحلة المساعدة الإنسانية إلى مرحلة المساعدة الإنمائية، جئت إلى هنا للتأكيد على التزام الأمم المتحدة الثابت بالنهوض بالسلام وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة لفائدة جميع العراقيين.
شكرا لكم. شكرا جزيلا.