اللقاحات تنقذ حياة الأطفال في المناطق النائية من العراق
بقلم مونيك عوض
وزارة الصحة تقوم بتطعيم أكثر من 500,000 طفل باللقاحات المنقذة للحياة بدعمٍ من منظمتي اليونيسف والصحة العالمية
بغداد - العراق ، 18 تموز 2023 - يقوم أولياء الأمور بإحضار أطفالهم الى المراكز الصحية لتحصينهم من خلال الحملة الوطنية متعددة اللقاحات التي نفذتها وزارة الصحة العراقية بالتعاون مع اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية.
في أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية في جنوب البلاد ، تصدح أصوات الأطفال في قاعة الانتظار وتتسارع النساء اللواتي يحملن أطفالهن لتلقيح أطفالهن وحمايتهم من الأمراض الفتاكة.
أسماء علي ، 36 سنة ، إحدى الأمهات التي تنتظر دورها في تلقيح طفلتها "روان" البالغة من العمر 3 أشهر، وقد أتت الى المركز بصحبة والدة زوجها "فرات" حرصاً منها على تحصين طفلتها الرضيعة.
تقول "أسماء" "أحرص على إحضار أطفالي الى المركز لتلقيحهم في الأوقات المحددة. أريد أن أحميهم من جميع الأمراض وأمنحهم أفضل بداية في الحياة."
تم أثناء الحملة، التي استمرت عشرة أيام، إعطاء 1,303,587 جرعة من اللقاحات الى 523,584 طفلٍ ، أكثر من نصفهم من الفتيات، بضمنهم 332,023 طفلاً تم تطعيمهم ضد الحصبة ، وهي من أكثر الأمراض المعدية.
يؤكد الدكتور فلاح وادي ، مسؤول برنامج الصحة في منظمة اليونيسف في العراق ، "تُعدُّ الحملة الوطنية متعددة اللقاحات من الحملات الضرورية لحماية الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات. وهو أمرٌ بالغ الأهمية خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة لقاح من قبل."
تزوجت "أسماء" في سن مبكرة بسبب العوز والأعراف والتقاليد الاجتماعية، وهي أمٌ لستة أطفال؛ خمس فتيات وولد واحد.
تذكر أسماء "لقد تركت المدرسة في سن الرابعة عشرة. وبفضل نشاطات التوعية التي تقوم بها الكوادر الصحية ، أدركتُ أهمية تطعيم أطفالي ولهذا أتيت اليوم هنا."
الوصول إلى من لم يتم الوصول إليهم
غالباً ما يصعب الوصول إلى الأطفال في المناطق النائية ، لذا أقامت اليونيسف شراكات مع شرائح المجتمع المختلفة لتحث أولياء الأمور على تلقيح أطفالهم وبالتالي استيعاب المزيد من اللقاحات.
بتمويلٍ من مؤسسة الوليد للانسانية، تمكنت اليونيسف من تعبئة وإشراك أكثر من 3,800 عامل صحي ومحفز مجتمعي ورجل دين في النشاطات التوعوية لغرض انجاح الحملة.
وأضاف الدكتور وادي قائلا "لقد عملنا مع الناشطين الاجتماعيين ورجال الدين للوصول باللقاحات إلى الأطفال الأكثر حاجة . وهذا الأمر حاسم لكي لا يُترك الأطفال مثل "روان" غير محصنين ضد الأمراض".
يعتبر الوصول الى الأطفال الذين بسكنون مناطق الأهوار في جنوب العراق الأكثر صعوبة. تقع مدينة الجبايش على هور الحمار بين نهري الفرات ودجلة وهي الأكثر تأثراً وتضرراً جراء تغير المناخ، الأمر الذي دفع العديد من العائلات إلى الانتقال إلى المناطق التي يوجد بها المزيد من المياه، مع بقاء بضع عائلات في الجبايش.
يقول دهام جاسم ، أحد أعضاء فرق التلقيح المتنقلة "هذه العائلات هي الأكثر فقرًا" ، مشيراً إلى العائلات التي تسكن الأهوار. "إنهم يعيشون في مناطق نائية ويجدون صعوبة في الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية."
دهام جاسم وهو واحد من الكوادر المشاركة في فرق التلقيح المتنقل في الحملة، وقد عمل على مدار العشرين عاماً الماضية في تلقيح الأطفال ، خاصة أولئك الذين يصعب الوصول إليهم.
وأضاف جاسم "جئت إلى هنا لتطعيم هؤلاء الأطفال وضمان حماية كل طفل من الأمراض".
بفضل جاسم والكوادر الصحية الأخرى، تم خلال هذه الحملة تلقيح 49,981 طفل ممن لم يتم تلقيحهم سابقاً أو ممن فاتتهم بعض التلقيحات.
ما بين عامي 2019 و 2021 لم يتمكن 67 مليون طفل في العالم ، أي ضعف عدد سكان كاليفورنيا ، من تلقي اللقاحات. إلا أن نسب التغطية بالتحصين في العراق قد وصلت خلال تلك المدة إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين من الزمن . فمن خلال خدمات التحصين المكثفة والمتكاملة، تم الوصول الى 90 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة بالجرعة الثالثة من اللقاح الثلاثي (ضد الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز) وبالجرعة الأولى من لقاح الحصبة.
ومن خلال خدمات التوعية المكثفة والمتكاملة للتحصين وصلت إلى 90 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة مع الجرعة الثالثة من الدفتيريا والسعال الديكي والتيتانوس والجرعة الأولى من لقاحات الحصبة ، وهي أعلى معدل للتغطية باللقاحات منذ عقدين،املين ان يؤدي ذلك الى التسريع في التقدم نحو اهداف التنمية المستدامة.
"تهدف الحملة الوطنية متعددة اللقاحات إلى الوصول إلى هؤلاء الأطفال الذين لم يتلقوا هذه اللقاحات وغيرها ، بهدف الحد من عودة ظهور الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات وزيادة نسبة التغطية بالتحصين إلى أكثر من 95 في المائة " ، كما أكد الدكتور وادي.