قصة شيماء في التصدي الى تأثيرات التغير المناخي والمفاهيم الشائعة حول النوع الاجتماعي
مهندسة شابة تكرس شغفها ووقتها للعمل مع أقرانها الشباب على التصدي لتأثيرات التغير المناخي في محل سكنها
أربيل ، العراق - شيماء فارامارز مهندسة تبلغ من العمر 26 عاماً حاصلة على شهادة جامعية في هندسة الموارد المائية ، وتعمل مع منظمة "هەسار" ، وهي منظمة محلية غير حكومية يديرها شباب ومتطوعون يعملون معاً للتصدي لتغير المناخ في إقليم كردستان العراق. في مجال عملها ، واجهت شيماء بعض الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالنوع الاجتماعي والتي تؤثر سلباً على الفتيات والنساء في البلاد . "من أهم التحديات التي تواجهها النساء في العراق هو المفهوم السائد بأن العمل في مجالات معينة مثل الهندسة والإدارة يناسب الرجال لا النساء "، تقول شيماء.
لم تمنع المفاهيم والانماط الاجتماعية الشائعة شيماء ومن مثلها من النساء من المشاركة الفاعلة في تصميم وتنفيذ المشاريع التي تساهم في التصدي لآثار التغير المناخي. انضمت"شيماء" للعمل في المشروع كمتطوعة استناداً الى خلفيتها الأكاديمية وثقتها بنفسها وحرصاً منها على التعلم ، ثم تولت في نهاية الأمر إدارة مشروع إعادة تدوير المياه.
وتؤكد شيماء "في هەسار ، تغلبت القيادات النسائية على هذه الصور النمطية ، لتكون بمثابة دليل على أن مثل هذه التحيزات غير مدعومة. وبصفتي إمرأة بمنصب قيادي ، لقد تحديت هذه المعتقدات التقليدية ويسعدني أن أكون جزءاً من حل أزمة المياه ". بدعمٍ من اليونيسف ، تقوم منظمة هەسار بإعادة تدوير مياه الصرف الصحي في مناطق محددة في أربيل في إقليم كردستان العراق ، واستعمالها لأغراض مختلفة للحفاظ على موارد مياه الشرب الجوفية. وهنا ساهمت معرفة شيماء وشغفها وتصميمها في إيجاد حلول محلية لبعض المشاكل الناجمة عن أزمة المياه في البلاد، وذلك من خلال تهيئة البيئة المواتية والساندة التي تتيح للشباب ، وخاصة النساء الشابات، استكشاف شغفهم ومهاراتهم في المجالات الحاسمة مثل قطاع المياه - "لدي شغف كبير للعمل في قطاع المياه بعد أن أدركت مدى حراجة أزمة المياه في العراق وأريد أن أساهم في تقليص آثار هذه الأزمة على السكان."
يطمح الشباب في العراق الى لعب دور أكبر من المعرفة والمشاركة السلبية ، بل إنهم يطمحون إلى الحصول على فرص حقيقية للمشاركة في صنع القرارات الاستراتيجية للقضايا التي تهمهم وتهم بلدهم. "عندما يتعلق الأمر بالشباب ، فإن التحدي الأكبر هو أنه على الرغم من إشراك الشباب في المشاريع ، إلا أنهم غالباً لا يُمنحون الفرص لتولي أدوار قيادية أو إدارية أو اتخاذ قرارات إستراتيجية" ، كما تشرح شيماء. تُعد المشاركة الفاعلة للشباب ، والشابات على وجه التحديد، في مثل هذه الأدوار أمراً أساسياً في توفير حلول مستدامة ومحددة السياق لتخفف من المخاطر الناتجة عن تغير المناخ.
تلخص شيماء شغفها بالمشروع برسالة إلى مجتمعها - "رسالتي إلى الشباب وزميلاتي من النساء الشابات اللواتي لديهن الرغبة في المساهمة في معالجة أزمة المياه وتغير المناخ ، هي أنني أحثهم وأشجعهم على الاستمرار وعدم الاستسلام أبداً. يعتمد كوكبنا ، ولا سيما بلدنا ، على دعم مجتمعه ، ويحتاج هذا المجتمع إلى شبابه للبدء في التدابير التي تهدف إلى حل التحديات الكبرى ".