كلمة السيد كلاوديو كوردوني نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في منتدى المرأة السياسي مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية
الأربعاء الموافق 2 آب 2023
حضرات المشاركين الكرام،
سيداتي وسادتي،
يشرفني أن أوجه كلمتي لكم في هذه المناسبة، والتي تأتي خلال فترة الإستعدادات لإجراء إنتخابات مجالس المحافظات المقررة بتاريخ 18 كانون الأول.
اسمحوا لي أن أبدأ بالقول ما ينبغي أن يكون واضحاً وهو أن المرأة، شأنها شأن الرجل، لها حقوق وإمكانات متساوية للمساهمة في التنمية الإجتماعية وفي الحياة السياسية. ومع ذلك، وكما نعلم، تواجه المرأة العديد من التحديات عندما يتعلق الأمر بدورها في الحياة العامة والسياسة بما في ذلك المشاركة في الإنتخابات. ومن المهم أن نغتنم فرصة الإنتخابات المقبلة لتعزيز بيئة تستطيع فيها المرأة تحققيق إمكاناتها وتقديم مساهمتها الخاصة بها.
وفي هذا السياق، نشيد بتشكيل الحكومة العراقية اللجنة العليا المعنية بدعم المرأة سياسيًا في إنتخابات مجالس المحافظات القادمة. ونرحب بإطلاق خطة عمل اللجنة مؤخراً، ونتطلع للعمل مع اللجنة، وبالتنسيق الوثيق مع المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، وهي المؤسسة المكلفة بالإشراف على الإنتخابات، والتي تتبنى أيضاً مبادرات لتعزيز دور النساء كمرشحات وكناخبات.
ويسرني أن خطة عمل اللجنة العليا تستند إلى الممارسات الجيدة والدروس المستخلصة من عمل اللجنة السابقة التي تم تشكيلها بخصوص الإنتخابات في تشرين الأول/أكتوبر 2021. ومن بين تلك الممارسات الجيدة تخصيص وزارة الداخلية لخطوط هاتفية ساخنة لإستلام الشكاوى المتعلقة بالأمن من المرشحات، وتعيين لمحققين قضائيين من قبل مجلس القضاء الأعلى للنظر في الشكاوى المتعلقة بالعنف ضد المرشحات على شبكة الانترنت وخارجها.
المشاركات والمشاركين الأعزاء،
ويستند عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) فيما يخص الإنتخابات على نص القرار 2682 (2023) الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أيار/مايو الماضي، والذي يتطلب منا تقديم المشورة والدعم والمساعدة إلى حكومة العراق والمفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والمؤسسات العراقية الأخرى في الجهود المبذولة من أجل ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وضمان مشاركة المرأة وانخراطها وتمثيلها على نحو كامل ومتساوٍ ومجدٍ في كافة مستويات صنع القرار، بما في ذلك في سياق الانتخابات.
وكأمثلة على عمل بعثة يونامي، أودّ أن أسلط الضوء على عملية المراجعة الخاصة التي أُجريت مؤخراً للحصول على فهمٍ أعمق حول دعم الأحزاب السياسية لتعزيز قيادة المرأة داخل الهياكل الحزبية. بُني هذا المشروع على مبادرات سابقة لبعثة يونامي، بما فيها إجراء بحث حول الإحتياجات والتحديات التي تواجهها المرأة العراقية التي تدخل ميدان السياسة؛ وتقديم دورات تدريبية للمرأة في مجال القيادة؛ ورصد خطاب الكراهية والعنف ضد المرشحات خلال الفترة التي سبقت انتخابات عام 2021.
وتشمل بعض التوصيات الصادرة عن هذه المراجعة اعتماد تضمين بند المساواة وعدم التمييز في الوثائق التأسيسية للأحزاب السياسية ومساعدة المرأة في إعدادها للقيام بأدوار قيادية وتعزيز بيئة آمنة للترشح للمناصب السياسية، على سبيل المثال من خلال التوقيع على مدونات قواعد السلوك التي تحظر التمييز وخطاب الكراهية ضد المرأة.
وكما نعلم، أسفرت الإنتخابات البرلمانية لعام 2021 عن انتخاب 97 امرأة، ما يعادل 29% من الهيئة التشريعية، أي أكثر من الحصة البالغة 25% كحد أدنى. ويمكن تكرار الإنجازات التي تحققت عام 2021 إذا حشدت النساء جهودهن وأظهرت الأحزاب السياسية حسن نيتها والتزامها بدعم المرشحات.
أما بالنسبة للحكومة، أودّ أن أرحب بتضمين برنامج حكومة دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التزاماً بـ "تمكين المرأة ودعمها وفق ما كفله الدستور والقانون العراقي وحمايتها".
في الختام، أود أن أؤكد من جديد التزام الثابت لبعثة يونامي بالعمل معكم ومع جميع الأطراف المعنية، في الحكومة والمجتمع المدني، للنهوض بمشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والهادفة في الإنتخابات المقبلة وما بعدها.
شكراً جزيلاً