أصحاب المعالي،
الزملاء،
السيدات والسادة،
صباح الخير
نحن هنا لنحيي، بحزن شديد، الذكرى السنوية العشرين للهجوم على مقر الأمم المتحدة آنذاك في بغداد: فندق القناة.
حيث لقي 22 شخصاً مصرعهم في الانفجار، بما في ذلك الممثل الخاص للأمين العام آنذاك، سيرجيو فييرا دي ميلو. ودعونا لا ننسى أن كثيرين آخرين أصيبوا أو تأثروا بطرق أخرى، بما في ذلك بفقدان الزملاء والأصدقاء الأعزاء.
وبينما استهدف هذا الهجوم الأمم المتحدة، فإن الرعب الذي مثّله لم ينحصر داخل حدود فندق القناة.
وبدلاً من ذلك، كان الحادث بمثابة موجة مبكرة من موجات العنف، التي استمرت في تمزيق البلاد، وجلبت ألماً ومعاناة لا يمكن تصورهما للكثير من العراقيين.
وهكذا، ونحن نجتمع في هذه المناسبة الحزينة، يجب أن نتذكر جميع أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الصراع في العراق.
الآن، وكما قلت في مناسبات عديدة، يجب ألا تكون الذكريات العديدة ساكنة. بل ينبغي أن تدفعنا إلى العمل وإلى إعادة الالتزام ببذل كل ما في وسعنا سعياً لتحقيق السلام والاستقرار.
وهذا أمر مناسب للغاية حيث أننا نحتفل اليوم أيضاً بما أصبح يعرف باليوم العالمي للعمل الإنساني. وبقيامنا بذلك، فإننا نقدّر الأشخاص الذين يعملون في جميع أنحاء العالم - أحياناً في أصعب الظروف، وفي ظل مخاطر شخصية كبيرة – إننا نقدّر الأشخاص الذين يعملون لمساعدة من هم في أمس الحاجة.
السيدات والسادة،
وكما أشرت في إحاطاتي الأخيرة لمجلس الأمن، فإن السنوات العشرين الماضية قد أحدثت تغييراً في العراق. وقليلون هم الذين ينكرون أنه كان طريقاً وعراً للغاية. ولكن طوال هذه السنوات، لم تتخل الأمم المتحدة عن جهودها للمساهمة في السلام والاستقرار في العراق.
وفي الوقت نفسه، ومن هذا الموقع، الذي كان مغطى بأنقاض فندق القناة، ولد مركز القناة للتأهيل الاجتماعي. ويوفر المركز، كما وضحنا سابقاً قبل لقائنا هذا، عيادات داخلية وخارجية لعلاج تعاطي المخدرات.
نعم إنه مثال جيد جداً على الخدمة العامة المصممة خصيصاً للمجتمعات المحتاجة. ومع خطط وزارة الصحة لتوسيع المركز، سيستفيد المزيد من المرضى من العلاج التأهيلي المتخصص.
وفي الوقت ذاته، أعربت الحكومة العراقية عن عزمها على تكثيف تقديم الخدمات في جميع أنحاء البلاد، وتقديم حلول للتحديات الرئيسية - سواء المتعلقة بالأمن المائي أو الكهرباء أو الحوكمة أو الإصلاحات المالية والاقتصادية والاجتماعية. ونأمل أن يخترق المزيد والمزيد من أشعة الضوء الظلام الذي لا يزال يخيم على حياة الكثير من العراقيين.
إن الجراح التي خلفّها هجوم عام 2003 والعنف الذي أعقبه عميقة. والحقيقة هي أنها قد لا تلتئم تماماً.
وعلى الرغم من صعوبة تذكر الألم، إلا أنه من واجبنا ألا ننسى أبداً زملائنا الذين فقدوا أرواحهم. وقد يكون إحياء هذه الذكرى أيضاً بمثابة تذكير لنا جميعاً بدورنا في تهيئة الظروف لسلامة جميع العراقيين وأمنهم وازدهارهم.
وأود اليوم أن أعرب عن خالص التعازي لأولئك الذين يفتقدون الزملاء والأصدقاء والأحباء ليس اليوم فحسب بل كل يوم.
فلنقم جميعا بدورنا لتجسيد قيم السلام والتسامح التي دافع عنها أولئك الذين فقدوا أرواحهم في الهجوم على فندق القناة. وكما قال زميلي مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مؤخراً:
لا يمكننا إعادة أولئك الذين أُخذوا منا. ولكن يمكننا تكريم ذكراهم من خلال بذل كل ما في وسعنا لدعم أولئك الذين يواصلون عملهم.
شكراً لكم.