نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يشهد تمكين النساء والشباب العائدين الى المناطق الريفية وشبه الحضرية من خلال مشروع الفاو والاتحاد الأوروبي
نينوى,العراق – 30 آب / أغسطس 2023
في 28 آب / أغسطس 2023، قام السيد غلام محمد اسحق زى، نائب الممثل الخاص، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق ، و بزيارة إلى عدة مواقع من نينوى، حيث نفذت مختلف وكالات الأمم المتحدة مشاريع مؤثرة.
وشملت هذه الجولة زيارة بعض مواقع مشروع "تعزيز سبل العيش للمزارعين العائدين في المناطق الريفية وشبه الحضرية في محافظة نينوى" لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، و التي تعرض بشكل فعال إنجازاته . وقد أدى هذا المشروع ، الذي يموله الاتحاد الأوروبي وتنفذه منظمة الفاو بالشراكة الوثيقة مع وزارة الزراعة، إلى تحسين سبل عيش النساء والشباب العائدين في نينوى بشكل مميز .
بمواكبة وفد من مكاتب الأمم المتحدة في بغداد وأربيل والموصل، كذلك الدكتور ربيع يوسف صوران، مدير الزراعة في نينوى، والمرشدين الزراعيين، وممثلي منظمة الأغذية والزراعة، لاحظ السيد إسحاق عن كثب التأثير الملموس لجهود المنظمة في الحمدانية وبرطلة.
في المحطة الأولى من زيارة الوفد، شاركت ناريمان ومريم، شابتان من الحمدانية، قصتهما الملهمة، والتي تركت اثرا عميقًا لدى جميع الحضور.
ومن خلال الاستماع إلى قصتيهما، علم الممثل الخاص للأمين العام السيد اسحق زى أن هتين الشابتين الصامدتين قد هجّرتا مرتين بسبب الصراعات وفي كل مرة كانتا تفقدان جميع ممتلكاتهن اضافة الى منازلهن وأراضيهن.
وعلى الرغم من هذه النكسات، فقد تمكنتا من خلال تدخلات منظمة الأغذية والزراعة من إعادة بناء حياتهن واسترجاع سالف نشاطهما من خلال العمل في مجال تصنيع الألبان من خلال توفير المعدات والتدريب، اكتسبتا مهارات لا تقدر بثمن.
ومن خلال اعتماد معدات معالجة الحليب الحديثة وممارسات التغذية المستدامة، كاستعمال الأعلاف الخضراء لتغذية المواشي. و تمكنت ناريمان ومريم من استصلاح أراضيهما وزراعة الأعلاف الخضراء مما أدى إلى تحسن صحة الأبقار و ارتفاع جودة الحليب و الزيادة في الكميات المنتجة .
علاوة على ذلك، وبفضل دعم مشروع منظمة الفاو، تطور مشروعهما الصغير لتصنيع الألبان بشكل كبير. وزاد عدد أبقارهما من ثلاث إلى اثنتي عشر ، حتى أنهما استأجرتا أرضًا مجاورة لمزيد زراعة الأعلاف الخضراء. ولم يؤمّن هذا التطور سبل عيش أسرتيهما فحسب، بل بين أيضًا إمكانية النمو المستدام داخل المجتمع ككل.
و بينت الدكتورة فيروز محمد أحمد، المرشدة الزراعية والتي أشرفت بشكل مباشر على تنفيذ المشروع في الحمدانية، النجاح الملحوظ الذي حققه الشركاء المستفيدون من تدخلاته. وقد أدى هذا النجاح الواضح إلى ارتفاع طلب المزارعين اللذين لم يشملهم المشروع للانتفاع منه، مما دفعها إلى الدعوة إلى توسيع المشروع حتى يشمل عددا أكبر من المستفيدين. ونظراً للدور المحوري الذي تلعبه نينوى كمركز للثروة الحيوانية في العراق، فقد أكدت أن توسيع المشروع سيتجاوز تمكين النساء والشباب العائدين إلى تنشيط مشاريع تصنيع الألبان الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.
المحطة الثانية للزيارة كانت مركز تجميع و تصنيع الحليب الذي يديره خالد إلياس، مع زوجته وشقيقته، و الذي يعتبر تطورهم من جامعي حليب إلى مصنعين ماهرين للألبان والأجبان عالية الجودة بمثابة شهادة ملهمة.
وبفضل دعم منظمة الأغذية والزراعة، أصبحوا اليوم يجمعون أكثر من طنين من الحليب يوميًا. و يتم تحويل هذا الحليب الوفير إلى منتجات ألبان عالية الجودة، مما يعزز قيمة المنتج وفرص التسويق، ليصل إلى مناطق مختلفة في جميع أنحاء العراق.
وقد لخص الدكتور الشاذلي كيولي، الخبير الدولي في الثروة الحيوانية لدى منظمة الأغذية والزراعة، جوهر هذا التحول بإيجاز: "إن التدريبات المقدمة حول استخدام المعدات الحديثة وعالية الجودة التي وفرتها المنظمة، إلى جانب تقنيات زراعة الأعلاف المبتكرة، تمثل لركيزة الأساسية لتطور و نمو أنشطة المستفيدين."
من جانبه ثمن السيد غلام محمد إسحق زى، نائب الممثل الخاص للأمم المتحدة، تأثير المشروع حيث قال: "خلال زيارتي، شهدت بنفسي التأثير التحويلي الذي أحدثه دعم منظمة الأغذية والزراعة على المجتمعات المحلية من خلال مشروع دعم سبل المعيشة للمزارعين العائدين في نينوى. وتذهب هذه المبادرة إلى ما هو أبعد من إعادة الإعمار، الا وهو إثارة موجة من المشاريع المبتكرة التي تخلق فرص عمل للعديد من الأسر وتوفر حلولاً عملية و مستدامة يتردد صداها في جميع أنحاء المجتمعات المتضررة من النزاع. "
وشدد الدكتور صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، على الدور الحيوي الذي تلعبه الشراكات، قائلاً: "إن التآزر بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأغذية والزراعة والحكومة العراقية هو أساس هذا النجاح. و هو أكثر من مجرد استثمار - إنه شهادة على الجهود التعاونية التي تؤدي إلى خلق فرص عمل وسبل العيش المستدامة. ويشكل تطوير سلسلة القيمة العمود الفقري لهذا التحول، كما يتجلى ذلك من خلال إنشاء حوالي 200 مجموعة نسائية متخصصة في إنتاج الألبان. و هذه المبادرة لا تقتصر على تأمين سبل العيش فحسب؛ بل تمهد الطريق للنمو الاقتصادي والتغيير الدائم، خاصة بالنسبة للنساء والشباب، في قطاع الألبان العراقي.
تؤكد هذه الزيارة على القوة التحويلية للمبادرات المستدامة، وتسلط الضوء على قدرة الشراكات ، على غرار التعاون بين منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي و الحكومة العراقية، على إحداث تغيير إيجابي في السياقات الصعبة، والمساهمة بشكل خاص في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة الـ 1 و2 و5 و8 التي تهدف إلى القضاء على الفقر والجوع، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل.
لمزيد المعلومات، يرجى الاتصال بـ :
خولة بن عائشة، مسؤولة الاتصال والاعلام : khawla.benaicha@fao.org
د. صلاح الحاج حسن: ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق: salah.elhajjhassan@fao.org