معالجة فقد وهدر الأغذية من أجل عراق مستدام

 كشف تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023 عن حقيقة قاسية:  حيث واجه ما بين 691 و783 مليون شخص الجوع في عام 2022، أي بزيادة قدرها 122 مليون شخص منذ عام 2019، قبل الجائحة. و تشير أنظمة رصد الجوع التابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى أن 33 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا يحصلون على ما يكفي من احتياجاتهم الغذائية

على المستوى العالمي، يتم فقدان حوالي 13% من جميع الأغذية المنتجة في سلسلة الإمداد الغذائي، ويتم اهدار 17% أخرى من قبل الأسر والمطاعم والمتاجر. ولا تمثل هذه الخسائر فرصة ضائعة للتخفيف من حدة الجوع فحسب، بل تمثل كذلك ضغطًا كبيرًا على بيئتنا ومواردنا.

إن النظم الغذائية والزراعية العالمية، المسؤولة عن ثلث إجمالي انبعاثات الغازات المسبِّبة للاحتباس الحراري وتساهم في فقدان التنوع البيولوجي، مهددة. مع استمرار نمو سكان العالم، فإننا نواجه حقيقة مروعة متمثلة في أننا بحلول عام 2050 سوف نحتاج إلى ما يقارب ثلاثة كواكب بحجم الأرض للحفاظ على أنماط الحياة الحالية. ومن الضروري أن نحول أنظمتنا الغذائية لتصبح أكثر كفاءة، وشمولا، واستدامة، ومرونة.

في إطار التزامنا المشترك بمعالجة فقد الأغذية وهدرها من أجل عراق مستدام، نساند جهود حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان في تطوير وتنفيذ أهداف واستراتيجيات وطنية تتماشى مع الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة. ويشمل ذلك تعزيز التعاون في سلسلة الإمداد الغذائي للحد من هدر الطعام في كل مرحلة، بداية من الإنتاج ووصولا إلى المعالجة والتخزين. كذلك تشجيع العادات والممارسات الجديدة لتغيير وتقليل كمية الطعام التي يتخلص منها العراقيون كفضلات.

كما نشجع القطاع الخاص على المشاركة بنشاط في دعم سلاسل الإمدادات الغذائية المستدامة وتعزيز الاستهلاك المسؤول والشركات على الاستثمار في تحديث سلاسل الإمدادات الغذائية واعتماد ممارسات مستدامة. ونؤكد على أهمية منصات التوريد بين الشركات التي تعتمد على تطبيقات الهواتف المحمولة نظرا لدورها الحيوي في تعزيز الكفاءة.

كذلك  فإننا نسلط الضوء على فوائد تقليل هدر الطعام ونقدم نصائح عملية للمستهلكين. كما ندعو الأفراد إلى اتخاذ خيارات واعية تقلل من هدر الطعام داخل منازلهم. بالإضافة إلى ذلك، نشجع المستهلكين على المشاركة الفاعلة في الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تهدف إلى الحد من فقد الأغذية وهدرها.



بينما نحتفل بـ اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية لهذه السنة، نؤكد كمنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي التزامنا بمعالجة فقد الأغذية وهدرها في العراق. ونظراً للإحصاءات المثيرة للقلق بشأن نقص التغذية وتكلفتها البيئية، فإن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة. معًا، نتصور مستقبلًا منيرا في العرق حيث لا ينام أحد جائعًا ويتم تقدير الغذاء وعدم إهداره، وتكون نظمنا الزراعية الغذائية فعالة ومستدامة ومرنة.