معالي الدكتور صالح الحسناوي، وزير الصحة المحترم
السيدة المحترمة الدكتورة حَنان البلخي، المدير الإقليمي لشرق البحر المتوسط – مُنظمة الصحة العالمية
زملاؤنا الأعزاء من وزارة الصحة،
الشركاء والحُضور الكرام،
يُشرفني الانضِمام إليكم اليوم في هذا الاجتماع الهام، الذي يَجمع قادة رفيعي المستوى ومُمثلي الحكومة والشركاء لِمُناقشة أحد أكثر التحديات إلحاحاً التي تواجه العراق – قضية المُخدرات وتأثيرُها على الصحة والأمن والمجتمع.
نجتمع اليوم لِمُناقشة التحدي المُتنامي لتعاطي المُخدرات والاِتجار بِها. هَذِه القضية ذات أهمية قُصوى لاستِقرار العراق، وصَحة المُجتمع، وحِماية الشباب – الذين يُشَكِلون أساس مُستقبل البِلاد.
في السنوات الأخيرة، تَحَول العِراق من كَونِه دولة عُبور رئيسية للمُخدرات إلى بلد استِهلاك، مع تسجيل آلاف الحالات سَنوياً، مُعظمُها بين الشباب.
نُثَمِن جُهود الحُكومة العِراقية، وبِخاصة وزارة الصحة، في مُواجهة هذا التحدي مِن خِلال إِعداد تقرير حول وَضْع تعاطي المُخدَرات في العراق، وتَطوير البروتوكول الوطني لإدارة اضطِرابات تعاطي المَواد المُخَدِرة، ودليل التوعية المُجتَمعية، وإنشاء مراكز مُتَخَصِصة مِثل هذا المركز - مركز القناة للتأهيل، الذي يقع في مَوقع فُندق القَناة السابِق، حيثُ فَقَد عدد من زُملائنا في الأمم المتحدة حياتَهُم قبل اِثْنانِِ وَعِشرونَ عاماً .
إنَّ تَحويل مَوقع هذا الحَدث المأساوي إلى مركزٍ لإعادةالتَأهيل، وحُضور إطلاق هذه التَقارير من هذا المَكان تحديدًا يُعَدُّ تَكريماً كبيراً لِضَحايا هذا الحَادث الأليم.
تواصل الأمم المتحدة التِزامِها بِدَعْم العراق في مواجهة تَحدي المُخدرات. هذا العمل يُساهمِ مُباشرةً في تَحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وخُصوصاً الهدف الثالث المُتَعلِق بالصحة والرفاهية، ويتماشى مع أولويات إطار التعاون الإنمائي للأمم المتحدة في العراق.
نُحِثّ الحكومة على مواصلة توسيع خدمات العلاج والتأهيل لِتَشمل جميع المُحافظات، وضَمان إتاحَتِها لِكُل مِن يحتاج إليها دون استثناء. ومن الضروري أن تُرَكِز جميع التَدخُلات على الشباب، مع التأكُد من عَدَم تَرك أي مجموعة ضعيفة خارج نِطاق الدَعم، بِما في ذلك النساء والفئات المُستضعفة.
الأمم المتحدة مُستعِدة لِتعزيز شَراكتِها مع الحكومة لتقوية جُهود الوِقاية والعِلاج وإنفاذ القانون. معاً يُمكِنُنا بِناء اِستجابة وطنية قوية ومُستدامة كما ونَتَطلع إلى مواصلة تعاونِنا لِضمان بِناء عراق أكثر صحةً وأماناً ومرونة.
في الخِتام، أودُ أن أشكُر أصحاب المعالي وجميع المُشاركين على قيادتِهم والتزامِهم في مواجهة تحدي المُخدرات. هذا الجُهد الجماعي هو حجرُ الأساس في حِماية شباب العراق، وضمان الصحة العامة، وتعزيز الاستقرار الوطني