تقدم منظمة العمل الدولية أداة تدريبية لتقوية التعاونيات في القطاع الزراعي في العراق

بدعم من الاتحاد الأوروبي، أدخلت منظمة العمل الدولية (ILO) أدواتها التدريبية العالمية Think.Coop و Start.Coop في العراق، المصممة لتعزيز دور التعاونيات في النهوض بالعمل اللائق وزيادة الإنتاجية

البصرة، العراق (أخبار منظمة العمل الدولية) تمّ تدريب 28 خبيرًا من مختلف المجالات كمدربين على أداتي التدريب العالميتین Think.Coop و Start.Coop التابعتين لمنظمة العمل الدولية، المصممتين لتعزيز التنمية التعاونية في مختلف القطاعات.



في العراق، تم تكييف الأداتین مع سياق البلد وتم التركيز على القطاع الزراعي، الذي يوفر مصدرًا مهمًا للعمالة والدخل، بما فيه المصادر الخاصة بالنساء اللواتي يمثلن 20 في المائة من القوى العاملة في القطاع.



التدريب الذي إستمر لمدة خمسة أيام هو الأول من نوعه في العراق. وقد تم إجراؤه في البصرة، حيث تقوم منظمة العمل الدولية، بدعم من الاتحاد الأوروبي، بتنفيذ سلسلة من الأنشطة التي تسعى إلى تحسين ظروف العمل في القطاع الزراعي. ويشمل ذلك تشجيع دور التعاونيات في تعزيز العمل اللائق وتحسين قدرتها التنظيمية لرفع الإنتاجية في المزارع.



" التعاونيات في العراق لديها القدرة أن يكون لها دور أكبر في عالم العمل المتغير" ، قالت رشا العاصى مديرة المشروع بمنظمة العمل الدولية."في منظمة العمل الدولية ومن خلال دعم الاتحاد الأوروبي ، نقوم بتطوير نموذج امتثال لقطاع الزراعة لتحسين ظروف المعيشة والعمل لعمال القطاع. ويركز جزء من هذه الجهود على كيفية الاستفادة من التعاونيات للمساعدة في تعزيز الحقوق في العمل وتحسين نوعية العمل وتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية ".



تم تطوير الأداتین كأدوات تدريب منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام للأشخاص المشاركين في إنشاء تعاونية أو إطلاقها أو الانضمام إليها. فأداة الـ Think.Coop تساعد المشاركين على فهم النموذج التعاوني ومزاياه وتحدياته المحددة واتخاذ قرار مستنير حول مدى ملاءمة النموذج التعاوني. والأداة Start.COOP توجه المشاركين من خلال الخطوات المختلفة للتخطيط وإنشاء تعاونية.



"التعاونيات مهمة في تحسين ظروف المعيشة والعمل للنساء والرجال في جميع أنحاء العالم. عقد دورة تدريب المدربين هذه في البصرة ستمكن المشاركين بالقيام بتدريب أو المساعدة بتدريب المزارعين الذين هم من الأعضاء في التعاونيات أو المهتمين بتكوين تعاونيات أو الانضمام إليها ومساعدتهم في بناء فهم قوي للتعاونيات في الجهود المبذولة لدعم تنميتها. بالإضافة إلى ذلك، إن هذه التدريبات تساعد في نشر التوعية حول أهمية التعاونيات في المجتمعات وتشجع المزارعين على الاشتراك في تأسيس تعاونية أو الانضمام لأحد التعاونيات الموجودة. شوكت صرصور – خبير تدريب التعاونيات في منظمة العمل الدولية..

كان المشاركون في البصرة خبراء في مجال الزراعة وأعضاء نقابات وأكاديميين وأعضاء تعاونية من بين مشارکین آخرين. إنصبّ تركیز التدريب على المفاهيم المتعلقة بالتعاونيات في مجال الزراعة والصناعات الغذلئية والمنتجات الزراعية؛ ومبادئ التعاونیة؛ وعناصر التمويل من خلال المساهمات وتوزيع الحصص والإيرادات، وفقًا للآليات المستخدمة في التجارب العالمية، ولا سيما تلك المتعلقة بالمبادئ التي تدعمها منظمة العمل الدولية وتعتمدها.



قالت زينب فاضل التميمي، وهي أستاذة جامعية ورئيسة منظمة الحياة للتنمية المتخصصة في القضايا الزراعية والبيئية " أنا متخصصة في مجال الزراعة، لذلك كان هذا التدريب مفيدًا حيث حدّد المفاهيم الأساسية المتعلقة بالتعاونيات، من حيث كيفية إنشاء تعاونية وأهدافها، من بين أمور أخرى".



وقال احمد منذر شاكر المستشار في نقابة المهندسين الزراعيين بالبصرة الذي شارك أیضًا في تدريب المدربين" سيساعد تنفيذ هذا التدريب على تحسين البيئة الحالية وواقع القطاع الزراعي. سننقل هذه المعرفة إلى أفراد المجتمع لأنها ستساعد في مواجهة بعض التحديات في هذا القطاع ".



وعقب الانتهاء من التدريب، تم اختيار سبعة مدربين لإجراء تدريبهم الأول، والذي ضمّ 25 شخصًا من المزارعین والمزارعات والعاملین والعاملات في المزارع، بما فیهم مزارعي ومزارعات النخیل والطماطم والخضروات ومربيي ومربیات النحل، ومربيي ومربیات الماشية من جميع أنحاء البصرة.



تحت إشراف ومتابعة من خبير التدريب في مجال التعاونيات في منظمة العمل الدولية، أقام المدربين السبعة المختارين تدريب للمستفيدين لمدة ثلاثة أيام. حيث قدّم التدريب بعض الخطوات العملية لتأسيس التعاونيات الزراعية والمبادئ الأساسية للعمل التعاوني وأسسه والقضايا المتعلقة بالتمويل والإيرادات بناء على أدلة و نماذج تدريب التعاونيات.



قالت نادية علي فتح، وهي مزارعة نخیل من منطقة أبو الخصيب في البصرة والتي شاركت في التدريب " لقد عرّفنا هذا التدريب على الطرق التي يمكننا من خلالها تعزيز عملنا والتصدي لبعض التحديات التي نواجهها من خلال إنشاء تعاونيات زراعية. كانت المفاهيم جديدة بالنسبة لي وأنا متحمسة للمشاركة في العمل التعاوني".



وقال زياد سعد إسماعيل وهو من مربيي النحل في البصرة " سلّط التدريب الضوء على أهمية بناء علاقات تعاون من شأنها معالجة بعض التحديات الاقتصادية التي نواجهها ، وكذلك توجيه الأنشطة الزراعية التي من شأنها أن تسهم في التنمية المستدامة في مجتمعنا".



جرت التدريبات في إطار مشروع منظمة العمل الدولية بعنوان " تعزيز الحوكمة والتفتيش وظروف العمل إستجابة لجائحة كوفيد-   19"، الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي. وقد تم تنفيذه بالاشتراك مع منظمة السلام والحرية (PFO).