منشور
١٣ أغسطس ٢٠٢٥
الأمم المتحدة العراق - التقرير السنوي لنتائج عام 2024
كلمة المنسق المقيم للأمم المتحدةبالنيابة عن فريق الأمم المتحدة القطري في العراق، يسعدني أن أقدّم التقرير السنوي لنتائج عام 2024.يعكس التقرير حصيلة الإنجازات المشتركة ل 23 جهة تابعة للأمم المتحدة، وقّعت على إطار عمل الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة للفترة 20202024 - ، بالشراكة مع حكومة العراق. وفي العام الأخيرمن تنفيذ هذا الإطار، عملت الأمم المتحدة بشكل وثيق مع الحكومة وشركاء آلتنمية لدفع مسيرة العراق نحوالسلام والتنمية والازدهار.يستند هذا الالتزام المشترك إلى نهج موحد يجمع بين جهود التنمية المستدامة والعمل الإنساني وبناء السلام. كما استندت جهود الأمم المتحدة في العراق إلى هذا النهج في تنفيذ الأولويات الاستراتيجية الخمس لإطار التعاون، بما يتماشى مع الأهداف الوطنية للتنمية في العراق.في عام 2024 ، حققنا تقدم ملموس في تعزيز التماسك الاجتماعي. حيث ساهمت جهودنا المشتركة في تعزيز بناء السلام بقيادة المجتمع، وتمكين المرأة والشباب كعناصر فاعلة في عملية السلام،وتسهيل العودة الآمنة وإعادة الإدماج الكريمة للأسر النازحة. كما ساهمت مبادرات الأمم المتحدة في حماية حقوق الأقليات، بما في ذلك حقوق ملكية الأراضي لمجتمع الإيزيديين، وتقديم المساعدات المالية للفئات الهشّة، وتقييم أهلية النازحين للحصول على الضمان الاجتماعي.دعمت الأمم المتحدة حكومة العراق في إجراء التعداد السكاني لعام 2024 ، وهو أول تعداد وطني للسكان والأسر منذ أكثر من ثلاثةعقود.شملت المبادرات أيضًا دعم تطوير السياسات، وتعزيز قطاع التعليم والتدريب الفني والمهني، وتحفيز ريادة الأعمال وتوفير فرص العمل، بما يُسهم في بناء اقتصاد أكثر مرونة واندماجًا. وعملت كذلك على دعم السياسات الوطنية المتعلقة بالتوظيف والمشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والأعمال الخضراء، وإطلاق منصة لربط الباحثين عن عمل بالوظائف المتاحة، وتيسيرالوصول إلى التمويل وخدمات تطوير الأعمال، خصوصًا للنساء والفئات الهشّة، مما أسهم في فتح مسارات جديدة نحو سبل عيشمستدامة وتعزيز التمكين الاقتصادي للجميع.وفي جانب الخدمات العامة، شمل الدعم إلاصلاحات التشيعية، وتعزيز القدرات المؤسسية، وتطبيق استراتيجيات الحوكمة الرقمية. ومن أبرز الإنجازات في هذا الصدد كان رقمنةالعودة إلى التعلم، بالإضافة إلى حملة وزارة التربية ومكتب رئيس الوزراء، والتي ساعدت في إعادة دمجالأطفال المتسربين من المدارس بالتعليم. وساهمت الأمم المتحدة في تعزيز حركة التجارة في العراق من خلال تسهيل أتمتة الإجراءات الجمركية عبر النظام الآلي للبيانات الجمركية )الأسيكودا(، بماانعكس إيجابًا على القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع العراقي بأكمله.ساهم دعم الأمم المتحدة في تعزيز منظومة الإدارة البيئية وزيادة القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية في العراق. حيث تم تحقيق إنجازات محورية شملت صياغة الاستراتيجية الوطنية للبيئة واعتماد أهداف للتنوع البيولوجي. وقد تم استعراض هذه الجهود، إلى جانب مبادرات أخرى، خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ .(COP29) شكّل هذا المنبر العالمي فرصة استراتيجية للعراق للمساهمة الفاعلة في النقاشات الدولية حول المناخ، وتعزيز أولوياته الوطنية في بناء القدرة على التكيف مع التغير المناخي.في إطار الدعم الذي قدمته الأمم المتحدة لتعزيز القدرات والدعم اللوجستي، أبرز العراق جهوده نحو التحول الأخضر، فيما عبرّ وفد الشباب العراقي عن صوت مستقبل البلاد في المحافل العالمية، حيث قدموا أفكارًا مبتكرة وحلولً عملية في الحوار العالمي حول المناخ، تعكس تطلعات جيل جديد طامح للتغيير.إلى جانب هذه الإنجازات، حققت الأمم المتحدة خلال عام 2024 تقدمًا ملموسًا في دعم الحلول المستدامة للنازحين في العراقوالعائدين من سوريا، بما في ذلك إعادة تأهيل المساكن، وتسهيل العودة وإعادة التوطين، وتعزيز الوصول إلى الوثائق الرسمية والمساعدة القانونية، إضافة إلى دعم سبل العيش المستدامة. وتجُسّد هذه الجهود، بالشراكة مع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والجهات المانحة، التزام الأمم المتحدة الراسخ بالمساهمة في بناء مستقبل أكثر تماسكًا وعدالة وشموليةً وازدهارًا للعراق.ومع ختام الدورة الحالية لإطار عمل الأمم المتحدة للتعاون في مجال التنمية المستدامة، يبقى التزام الأمم المتحدة بدعم مسيرةالعراق التنموية ثابتًا، وستواصل العمل مع الحكومة والشركاء لمواجهة التحديات الناشئة واستثمار الفرص الجديدة، لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة.