العراق يقطع أشواطاً كبيرة في إعداد استراتيجيتي قطاعي الطماطة والدواجن

وستنعكس فوائد هذه المشاورات على الاستراتيجيتين الوطنيتين للقطاعين المذكورين، واللتان ستغدوان بمثابة البوصلة للقطاعين الحكومي والخاص، ولشركاء التنمية لدى تحسين تنافسية المزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاعين، مما يسهم في مسيرة البلد نحو انتهاج النظم الغذائية المستدامة والنمو الشامل وخلق فرص العمل لمواطني العراق. وباتساق الاستراتيجيتين مع أطر التخطيط الوطني، ستتمخضان عن أولويات واضحة لتقدّمان في نهاية المطاف خطة عمل خمسية ملموسة (2022-2026) ستحدد وتوزّع أدوار المؤسسات التنفيذية، ليس هذا فحسب بل وتؤسس لإطار الإدارة التنفيذية.

لقد شارك في جلسات التشاور ممثلون عن القطاعين العام والخاص، بمن فيهم المزارعون وموردو المدخلات (من أسمدة وبذور وغيرها)، ومصنعون، وتجار جملة وتجزئة، ومجهزو الخدمات الساندة للمشاريع الزراعية. وقد ناقش هؤلاء الوضع الراهن والفرص المستقبلية لتنمية سلسلة القيمة في قطاعي الدواجن والطماطة. وأسست هذه الجلسات منصة للمشاركة في ترتيب واقعي للأولويات يقوم على فهم توجهات السوق ومتطلباته، ومناقشة سبل النهوض بالتعاون بين المؤسسات المعنية في سبيل توفير البيئة الصالحة اللازمة للنمو القطاعي المستدام.

يقوم مركز التجارة الدولية (ITC) بتيسير إعداد استراتيجيتي قطاعي الدواجن والطماطة في إطار مشروع يموله الاتحاد الأوربي تحت عنوان (سافي  SAAVI) "تعزيز سلاسل القيمة للزراعة والأغذية الزراعية وتحسين السياسات التجارية في العراق" وهو مشروع تقوده الحكومة العراقية.

صرّح مدير مشروع مركز التجارة الدولية في العراق السيد أريك بوشوت: "إننا ممتنون للفرصة التي أتيحت لنا بسماع آراء ممثلي القطاعية الحكومي والخاص ومنهم المزارعون بعرض عملنا مع شركائنا لتدعيم المشاريع الزراعية في العراق. من أنجع السبل للقطاع الخاص في الإسهام كجزء لا يتجزأ من هذه الجهود الاستراتيجية الشاملة التي تضم الشركاء في الحكومة والسلسلة الغذائية والمؤسسات التنموية".

وأفاد سفير الاتحاد الأوربي في العراق السيد مارتن هوت قائلاً: "إن الاتحاد الأوربي ملتزم بتعهداته في العمل مع الحكومة العراقية لضمان فرص عمل أفضل للعراقيين كافة. تعتبر المشاورات مع أصحاب المصلحة عنصراً مهماً في عناصر تصميم المشروع إلى جانب الأهمية البالغة لآراء القطاع الحكومي والقطاع الخاص والجمعيات الفلاحية والمجتمع المدني والمنظمات الداعمة للمشاريع. يجب أن تتنسق جهودنا، وبخاصة المشاريع، مع الظرف المحلي وتلبي احتياجات أصحاب المصلحة".

في بغداد، وفي وقت سابق، انعقد الاجتماع الأول للفريق الأساسي القطاعي أيضا بحضور ممثلين من وزارات التخطيط والزراعة والتجارة، الى جانب أصحاب المصلحة من القطاع الخاص كالجمعيات الفلاحية وغرف التجارة. يمارس هذا الفريق مهام قيادية وإرشادية طوال فترة عملية إعداد الاستراتيجيتين المذكورتين.

تقوم هذه المشاورات على ما يقرب من 18 جلسة تشاورية فئوية محلية أجريت في وقت سابق مع بعض المزارعين وأصحاب المشاريع الصغيرة، ومنها المشاريع النسائية الصغيرة في الموصل وكوردستان العراق والبصرة والناصرية.

كما تم انجاز أكثر من 500 استطلاع بشأن القدرة التنافسية بالتركيز على المشاريع الزراعية والمزارعين في مختلف أنحاء العراق. وأُجريت أكثر من 300 مقابلة على الصعيد القطري مع المستهلكين وممثلين فئات متنوعة من أصحاب المصلحة كتجار الجملة والتجزئة، في سبيل فهم الطلب في السوق والتعرف على مجالات التحسين وفرص السوق.

كما ستجري جولة أخرى من المشاورات على الصعيد القطري تخص استراتيجيتي قطاعي الدواجن والطماطة في أوائل شهر أيلول المقبل.