بيان صحفي

تحتفل السلطات المحلية في هيت بتسليم المشاريع والأنشطة المناطقية والتكميلية التي أنجزها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة الوليد للإنسانية

٠٩ يونيو ٢٠٢١

هيت، العراق - 9 حزيران 2021 : بعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على الإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) رسميا وبشكل نهائي، لا يزال إيجاد حلول دائمة للأسر النازحة أمرًا بالغ الأهمية، ولا تزال المنازل المتضررة والمدمرة والإفتقار الى الخدمات الأساسية من العقبات الرئيسية التي تحول دون عودة النازحين المستدامة الى ديارهم.

إن غياب السكن الملائم والوظائف والخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والمدارس فضلاً عن الأماكن العامة الآمنة للأطفال يعني أن الأسر النازحة لا زالت تواجه تحدياتٍ في العودة الى ديارها. وقد تفاقم هذا الأمر بسبب جائحة كورونا، حيث فقد العديد من الأشخاص وظائفهم، كما أغلقت المدارس مما يعني أن الأسر أصبحت مضطرة لإبقاء الأطفال في المنزل.

في 8 حزيران 2021، نظم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية احتفالاً ضم كل من النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي وممثلين من مكتب محافظ الأنبار وممثلين عن هيت وكذلك السيدة ميمونة محمد شريف/ المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، للاحتفال بإنجاز هذه الأنشطة وتأثيرها الملموس على حي البكر وافتتاح متنزه النجوم المنشأ حديثاً بتمويل من الاتحاد الأوروبي. هذه هي الزيارة الأولى للمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الى العراق.

افتتح النائب الشيخ عادل خميس المحلاوي الحفل بقوله: "اتقدم بالشكر الوافر والإمتنان العظيم للقائمين على هذا البرنامج، والممولين له ]الوليد للأنسانية والإتحاد الأوربي[، والذين أسعدونا و جعلونا اليوم نجتمع في متنزه النجوم في منطقة حي البكر في قضاء هيت ... لنساهم في افتتاحة ليكون مرفقاً وصرحاً في هذه المنطقة ... ونتطلع الى المزيد من بناء المشاريع وتقديم الخدمات ... يداً بيد".

بهدف تشجيع العودة المستدامة للنازحين وتحسين ظروف المعيشة وأسباب كسب الرزق في المحافظات المتضررة من الصراعات، أقام الاتحاد الأوروبي في عام 2019 شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ( الهابيتات) لتنفيذ مشاريع التعافي المحلية في خمسة مجتمعات محلية مستهدفة بضمنها مدينة هيت.

قال سعادة السيد مارتن هَث/ سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق: "إن ضمان خدمات أفضل للنازحين في الأنبار هو مثال جيد آخر على التزام الاتحاد الأوروبي القوي بدعم المجتمعات المحلية والسلطات المحلية في تشكيل تنمية أكثر شمولاً بالنسبة للعراق. ومما يزيد من سرورنا هو أن الأنشطة قد أنجزت على الرغم من الأوقات الصعبة التي مرت خلال جائحة كورونا. ولا تزال تحديات التعافي، التي تؤثر على المجتمعات العراقية بعد ثلاث سنوات من هزيمة داعش، قائمة. وسيواصل الاتحاد الأوروبي شراكته مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسلطات المحلية العراقية من أجل إعادة بناء مساحات أكثر صحة للمجتمعات المحلية، وضمان فرص أفضل للحصول على الخدمات، ومواصلة الإسهام في تحقيق الاستقرار والتنمية الاجتماعية في البلد على المدى الطويل".

تمكن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية من الحصول على موطئ قدم قوي في حي البكر الغربي وإكتساب ثقة المجتمع المحلي وإقامة علاقة ممتازة مع سلطات هيت من خلال تنفيذ مجموعة أولى من مشاريع إعادة التأهيل المؤثرة في مجالات الإسكان وإمدادات المياه والمساحات المفتوحة والتي يمولها الاتحاد الأوروبي.

قالت السيدة إيرينا فوجاكوفا – سولورانو/ نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الانسانية في العراق في كلمتها: "يسعدني أن أكون هنا اليوم، وأفخر بأن أرى نتائج النهج المناطقي الذي يتبعه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الذي تم تنفيذه في هيت والذي ركز على عمليات العودة المستدامة للنازحين وساهم في تحقيقها."

وساعد ذلك على تأمين شراكة إنمائية أخرى في منتصف عام 2020 مع مؤسسة الوليد للإنسانية تركز على الأنشطة التكميلية الرامية الى التخفيف من تداعيات تفشي جائحة كورونا وتعزيز قدرة المجتمع المحلي على مواجهتها في حي البكر الشرقي.

قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد سعود آل سعود/ الأمين العام وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الوليد للإنسانية: "يسعدنا أن نرى أن مشروعنا قد اكتمل في مدينة هيت، وأن السكان يعودون أخيرًا إلى منازلهم ليعيدوا إرساء وجودهم هناك. نشكر شركاءنا في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على عملهم وتفانيهم طيلة هذه العملية. واليوم، وفي ظل وجود أكثر من مليار شخص يعيشون في عشوائيات و 1.6 مليار شخص يعيشون في وحدات سكنية غير لائقة، تقع على عاتقنا مسؤولية ضمان حقوق السكن للجميع؛ فالمنزل هو ضرورة إنسانية أساسية وجوهرية".

ضمن إطار هذين المشروعين مجتمعين، قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بإعادة تأهيل 180 منزلاً دمرتها الحرب؛ تجديد مدرسة ابتدائية؛ إنشاء متنزه جديد ومنشأتين رياضيتين؛ تحسين وتوسيع شبكات مياه الشرب التي تخدم أكثر من 600 منزل و 4,125 شخصًا؛ إعادة تأهيل محطتين لمعالجة المياه؛ تطوير سبعة مرافق للرعاية الصحية بما في ذلك مستشفى هيت العام لحماية حوالي 130 ألف شخص من العاملين في قطاع الصحة وأفراد المجتمع خلال أزمة الوباء الحالية؛ خلق أكثر من 6,500 يوم عمل لسكان هيت في مجالات البناء والأعمال المدنية وتنسيق الحدائق؛ تنظيم عدة فعاليات رياضية؛ تنفيذ حملة غرس أشجار مع مجموعة من المتطوعين المحليين؛ تقديم تدريب مهني  لـ 120 شاباً من العاطلين عن العمل؛ وإشراك المقاولين العراقيين ومجموعات المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية المحلية في خلق فرص للتآزر بين المشاريع وفرص العمل وبناء القدرات.

قالت السيدة ميمونة محمد شريف/ المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية: "نتطلع لمواصلة العمل عن كثب مع نظرائنا في الأنبار، وتحديداً مكتبي المحافظ وقائمقام هيت والدوائر ذات الصلة والبلدية، ونعول على دعمكم لضمان نجاح واستدامة هذه المشاريع البالغة الأهمية التي تبرز أهمية الربط بين الأنشطة الإنسانية والإنمائية وأنشطة بناء السلام من أجل الحفاظ على استدامة السلام على المدى الطويل". واختتمت السيدة شريف كلمتها بالقول: "إنها زيارتي الأولى للعراق، وقد لمست دفء المشاعر وطيبة  القلب لدى أبناء هيت".

لم تقتصر نتيجة هذه  المشاريع على تحسين ظروف المعيشة وإمكانية الوصول الى البنية التحتية الأساسية فحسب، بل زادت أيضاً من شعور السكان بالكرامة والأمن والأمان.

أبرزت الأسر التي تعيلها نساء على وجه التحديد أهمية الجدران والأبواب الخارجية القوية لمنحهن شعورًا بالأمن والأمان لهن ولأطفالهن، الذين أصبح لديهم الآن مساحة آمنة للعب وأصبح بإمكانهم "أن يكونوا" مجرد أطفال.

والأهم من ذلك أن هذه المشاريع قد أسهمت في تعزيز الروابط بين مكتب محافظ الأنبار  والسلطات المحلية في هيت، ولا سيما مكتب القائمقام والدوائر ذات الصلة  والبلدية، لضمان استدامة مبادراتها المقررة على المدى الطويل بهدف الوصول الى الأشخاص الأكثر ضعفاً.

قال المهندس جاسم محمد الحلبوسي/ كبير مستشاري محافظ الأنبار "كان برنامج الهابيتات حاضراً في بدايات التحرير، حيث كان له دور في استعادة الاستقرار وتمكين الأسر العائدة من خلال تأمين الوظائف وتوظيف الشباب، مما كان له تأثير على إنعاش الوضع الاقتصادي لتلك المناطق. أخذت الحكومة المحلية على عاتقها مسؤولية إعادة الاستقرار، وإعادة النازحين، وتأمين الحد الأدنى من الخدمات في أسرع وقت ممكن، وبسبب نقص المخصصات المالية، كان من الضروري البحث عن شركاء دوليين، وعلى الأخص برنامج الهابيتات.  كان القرار هو الحفاظ على التعاون واستثمار خبراتهم في هذا المجال، وقد نجحنا في هذا المسعى واليوم نجني ثمار هذا النجاح بافتتاح هذه المشاريع".

قال السيد مهند زبار العبيدي "اليوم كان هناك كرنفال راقي من قبل برنامج الهابيتات بإفتتاح متنزه النجوم في حي البكر الغربي و مشروع دعم الاستجابة لجائحة كوفيد ١٩ في حي البكر الشرقي. حي البكر الذي عانى كثيراً من الدمار والخراب من عناصر داعش الارهابي. وكانت هناك بصمة رائعة للمشروع. اتقدم بالشكر والعرفان للابطال الذين قاتلوا ولم يدخروا جهدا من اجل اكمال المشاريع لاعادة الحياة لهذا الحي".

معلومات أساسية

تقع مدينة هيت التي يتجاوز عدد نفوسها  70,000 نسمة على نهر الفرات شمال غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار. سقطت المدينة بيد تنظيم داعش في تشرين الأول  2014 واستعيدت السيطرة عليها بعد هجوم عسكري شنه الجيش العراقي في نيسان 2016. وتعرضت المدينة لأضرار مادية جسيمة طالت المنازل والمرافق العامة، وعانى سكانها من أسوأ الفظائع والشدائد أبان احتلالها. أرسى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وجوده في هيت في عام 2019 لدعم عمليات العودة المستدامة، وفي الآونة الأخيرة للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا في الأحياء الفقيرة. تم تحسين الظروف المعيشية للعائدين الجدد في حي البكر بدعم من الشركاء المنفذين، الأمر الذي  سمح للكثيرين ممن كانوا لا يزالون في المخيمات، أو يعيشون مع أقاربهم أو في مساكن مستأجرة بالعودة الى منازلهم، والحصول على ظروف العيش الكريم واللائق والمناسب.

Aryan Star Muheddin Al-Jammoor

أريان محي الدين

برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية
الإتصالات والاعلام والنشر

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة