بيان صحفي

اليونسكو تفتتح مختبر الترميم والحفظ في المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية في العراق

١٥ ديسمبر ٢٠١٨

أربيل 15 كانون الأول / ديسمبر 2018 -افتتح مكتب يونسكو العراق في إطار مشروع "دعم المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية في العراق" الممول من هنغاريا، منشأة جديدة للصيانة كجزء من برنامج المركز المستمر لتحويل الوثائق والمخطوطات الورقية إلى نسخ رقمية (الرقمنة) والحفاظ على مجموعة نادرة من المخطوطات القديمة.

ويمثل الاحتفال بهذا الافتتاح تتويجا لمشاركة اليونسكو مع المركز في توفير المعدات والمواد الأساسية بالإضافة إلى التدريب الموظفين على تقنيات حفظ وترميم الوثائق والمخطوطات.

وقد افتتح الأب نجيب مدير المركز ولويز اكستهاوزن ممثلة اليونسكو في العراق المرفق الجديد وتم تسليم الشهادات إلى مجموعة من المتطوعين الذين تم تدريبهم على الترميم والحفظ والأرشفة والترقيم في المكتبة التي تم إنقاذها كجزء من المشروع. "تجسد محفوظات المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية روح الموصل -روح الثقة، والأمان والتعايش السلمي بين المجتمعات العراقية العديدة. ومن الضروري الحفاظ على هذه الوثائق والمخطوطات وإتاحة إمكانية وصول الجمهور إليها حتى يكون تاريخ التفاعل في بناء المستقبل محفوظًا ويكون مصدر إلهام. اليونسكو تعرب عن امتنانها لهنغاريا على دعمها الذي مكنها من زيادة تعزيز قدرة المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية على حماية هذا التراث الثقافي الغني "، كما قالت لويز اكستهاوزن.

وفي هذا الصدد سهلت المنظمة غير الحكومية SOS Chrétiens d’Orient لإغاثة المسيحيين في الشرق، تامين وتجهيز مساحة داخل المركز للغرض المحدد المتمثل في تحليل وحفظ آلاف الوثائق الموجودة حالياً في المركز. كما قدمت اليونسكو المعدات التقنية والمواد اللازمة للحفظ لهذا المركز لكي يمارس أنشطته وعززت القدرة التقنية ومعرفة الموظفين المتطوعين للعمل في المركز من خلال سلسلة من برامج التدريب المتخصصة. وأكد الأب نجيب خلال حفل الافتتاح أن "أرشيف المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية هو تراث الإنسانية -فهو جزء لا يتجزأ من تاريخ العراق والعالم وتقع على عاتقنا جميعا مسؤولية الحفاظ على هذا التراث المتنوع والشامل".

إن هذه المجموعة الفريدة من المخطوطات التي يجري حفظها الآن ورقمنتها في أربيل كانت موضوعة في الأصل في دير الدومينيكان في الموصل بعد تعرضها لسلسلة من التهديدات إذ تم نقلها إلى مدينة قرقوش المجاورة في عام 2007 لحفظها. وخلال فترة احتلال داعش للموصل عام 2014 وتقدمه السريع شرقًا استدعت المخاوف بشأن سلامة هذا الأرشيف التاريخي نقله مرة أخرى إلى مكان امن. وقد تمكن الأب نجيب مع العديد من أنصاره من نقل عدد كبير من المخطوطات والوثائق قبل تدمير الدير جزئيا وتحطيم بقايا المكتبة.

تضم هذه المكتبة الموصلية في الأصل مجموعة فريدة من المخطوطات القديمة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع بالإضافة إلى الكتب المطبوعة منذ عام 1515. ويحتوي الأرشيف طيف ديني متعدد ولا يقتصر فقط على النصوص المسيحية القديمة (السريانية والآرامية) ولكن أيضًا يضم نصوصا للمسلمين وأوراق يهودية ويزيدية. ويحتوي أيضا وثائق عن التاريخ والرياضيات والأدب ويجري حاليا رقمنة أكثر من 8000 مخطوطة من 105 من المجموعات المختلفة من العراق وتركيا وإيران، وهنالك حوالي 10،000 مخطوطة يجب ترميمها وحفظها.

يمثل مشروع "دعم المركز الرقمي للمخطوطات الشرقية في العراق" إسهامًا هامًا في الوقت المناسب وتزامنا مع العملية الجارية لحماية المناطق ذات التراث المتنوع والهش من ناحية الحفظ والترميم، والذي تم تمويله بسخاء من قبل الحكومة المجرية.

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة