في أحد زوايا شارع قديم في منطقة الكرادة في العاصمة بغداد، يقع بيتٌ عراقيٌ تقليدي رائع، منه ينبعث جمال موسيقى الجاز.
في هذا المكان الذي يحتضن سنتر السلام الاجتماعي الشبابي الذي تم افتتاحه حديثًا، شبابٌ من الموهوبات والموهوبين في بغداد يبدؤون بتوليف آلات التشيلو والكمان والغيتار وتزييت مفاتيح الساكسوفون وتصفية حناجرهم، بينما يتجمّع جمهور الشباب حول الغرفة للاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز يوم الإثنين، 30 نيسان/ أبريل 2018. وعلى خلفية أضواء خافتة، كانت أصوات موسيقى الجاز العميقة التي تعزفها الفرقة تملأ الغرفة بأنغام فريدة - مزيجٌ من موسيقى الجاز الحديثة مع النغم الهادئ للعود التقليدي، الآلة الوترية الأكثر تفضيلاً ورمزيةً للعراق، ما يمنح نكهة عراقية لمفهوم الجاز.
يهدف اليوم الدولي لموسيقى الجاز إلى زيادة الوعي بمزايا موسيقى الجاز كأداةٍ تثقيفية وقوةٍ للتعاطف والحوار وتعزيز روح التعاون بين الناس. والعديد من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية وعامة المواطنين المهتمين حالياً بالترويج لموسيقى الجاز سيغتنمون الفرصة لتشجيع تقديرٍ أكبر ليس للموسيقى بذاتها فحسب، بل لما يمكنها الإسهامُ به في بناء مجتمعاتٍ أكثر شمولاً.
علي نضال، عازف الساكسوفون الشغوف، يعانُق موسيقى الجاز بكلّ حماسٍ ويشعر أنها "تحمله إلى عالم آخر، خارج القواعد المألوفة في بغداد." ويذهب عازف الغيتار حسين سماح لمثل تعبير زميله علي فيقول: "أتاحت لي موسيقى الجاز التعبير عن مشاعري، فالعزف على الغيتار إلى جانب عليّ والفرقة يشعرني بقدرٍ كبيرٍ من السلام والسعادة. تذكّرنا الموسيقى التي نعزفها أنه عندما تعجز الكلمات، تنطق الموسيقى."
وتجلى الشغف بموسيقى الجاز بوضوحٍ عندما بدأت المجموعة حملةً خلال الحدث لاستفتاء رأي الجمهور حول ما إذا كان يجب أن يكون لدى بغداد أو لدى المركز نادي لموسيقى الجاز. وقد اتضح ذلك أكثر من خلال التعليقات وأوراق الملاحظات التي علّقها الجمهور على الجدار معربين عن أملهم في أن يكون هناك نادي للجاز في بغداد.
وكما قال العظيم لويس أرمسترونج مرة، "تُعزف موسيقى الجاز من القلب. يمكنك حتى أن تحيا بها. أحبها دائما."
النص والصور للمكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)