تقول غالية: " مقابلة الأفراد الذين مروا بنفس التحديات أعطتني الثقة والقوة للمضي قدماً والتوقف عن التفكير في ما كسرني"
تقول غالية: " مقابلة الأفراد الذين مروا بنفس التحديات أعطتني الثقة والقوة للمضي قدماً والتوقف عن التفكير في ما كسرني". © 2018 / صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق
تشكّل غالية، 33 سنة من حلب، واحدة من آلاف الناس الذين وجدوا أنفسهم هاربون في أعقاب معركة الحسكة، شمال شرق سورية، في عام 2016، فاستقرت مع عائلة عمها في مخيم دوميز 2 للاجئين في دﻫﻮك ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن في العراق.
بعد وفاة والديها وشقيقها في غارة جوية على حلب قبل بضع سنوات، انتقلت غالية للعيش مع عائلة عمها في الحسكة وبعد فترة قصيرة، وقعت في حب رجل عراقي، ونظراً للوضع الأمني في سورية في ذلك الوقت قرّروا الزواج عرفيًّا وبعد مرور سبعة أشهر على زواجها، تخلى عنها الرجل الذي وثقت به، وسرق مجوهراتها وبعض الهدايا التي ورثتها عن والدتها والمال الذي وفّرته من عملها في مخبز في الحسكة.
وتقول غالية: "'خسرت كل ما أملك، فهو لم يأخذ فقط ممتلكاتي بل أخذ شعوري بالاستقرار والأمان والسعادة. لم أتمكن من الذهاب إلى المحكمة للحصول على حقوقي نظرًا لعدم وجود مستند قانوني يدعم قصتي والأمر الذي أحزنني أكثر هو أنني كنت حاملاً عندما تركني. وبسبب التوتر الشديد والأثر السلبي الذي تركته الصدمة عليّ خسرت الطفل. ومن هناك ساءت الأمور".
بعدها أجبر القتال المتزايد في الحسكة العائلة على الفرار إلى مخيم دوميز 2 في العراق وبعد فترة وجيزة من انتقالها الى العراق عانت غالية من انهيار عصبي مما أدى بها إلى محاولة الانتحار في عدة مناسبات فاتصلت عندها زوجة عمها بمركز النساء في المخيم سعياً لمساعدتهن. وعلى الفور التقت الأخصائيات الاجتماعيات بغالية واستمعن إلى قصتها.
وتشرح غالية: “لقد استغرقت بعض الوقت لكي أثق في الأخصائيات الاجتماعيات، فحضرت الاجتماع الأول فقط لأن زوجة عمي دفعتني إلى ذلك وبعد عدة جلسات، لمست التعاطف والدعم من الأخصائيات اللواتي اسدينني النصائح حول كيفية التصرف عندما أشعر بأنني حزينة وعلى مشارف الانهيار من جديد وقلن لي إنني لست الوحيدة الذي كان تمرّ بهذه الصعوبات لكنني لم أصدقهن في البداية ".
ثمّ بدأت غالية في حضور جلسات التوعية ودورات المهارات الحياتية التي يقدمها مركز النساء حيث التقت بنساء أخريات لكلّ منهن قصص مؤثرة: "بدأت في تطوير شعورًا بالانتماء وتوقفت عن الشعور بالوحدة وبدأت أستمتع بصحبة الفتيات، خاصة عندما اكتشفت أن لديهن أيضا قصص مشابهة لقصتي".
مقابلة نساء مررن بنفس التحديات أعطت غالية الثقة والقوة التي كانت تحتاجها للمضي قدماً والتوقف عن التفكير في ما حطمها في البداية. وتضيف: "أعمل الآن كمتطوعة في المركز فأخبر قصتي وأتحدث عن اكتئابي للواتي يمرن بمرحلة صعبة وأشاركهم بما تعلمته من هذه التجربة على أمل أن يعطيهن شعوراً بالراحة".
يعيش ما يقارب 8700 لاجئ سوري فروا من الحرب في مخيم دوميز 2 في إقليم كردستان بحثاً عن ملاذ آمن. يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان وحدة ولادة، وعيادة للصحة الإنجابية، ومركز للشباب، ومركز اجتماعي للمرأة يقدم المشورة والدعم النفسي والاجتماعي، وجلسات التوعية، والأنشطة الترفيهية ودورات المهارات الحياتية للمئات من النساء بشكل شهري.
***********
للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع القسم الإعلامي، الآنسة سلوى موسى smoussa@unfpa.org