قشلة وقلعة كركوك، موقعان تراثيان ثقافيان يرمزان إلى تاريخ المنطقة المتعدد الثقافات
كركوك، العراق، 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 - قشلة وقلعة كركوك، موقعان تراثيان ثقافيان يرمزان إلى تاريخ المنطقة المتعدد الثقافات، ولكنهما تأثرا بتقادم الزمن وبالنزاعات، وهما بحاجة ماسة إلى الترميم للحفاظ عليهما للأجيال القادمة.
وتماشياً مع دعم الأمم المتحدة لتنوع البلاد والحفاظ على مواقعها التاريخية كرموز تعزز المصالحة والتعايش، قادت نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيدة أليس وولبول فريقاً من أسرة الأمم المتحدة في العراق ضم اليونسكو وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ومكتب الأمم المتحدة للتنسيق الإنمائي في إجراء زيارات إلى الموقعين في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 بهدف تقييم البُنى واستكشاف سبل المساعدة في أعمال الترميم.
القشلة التي بُنيت في عام 1863 كمقر شتوي لحامية الجيش العثماني هي اليوم على شفا الانهيار، وهو ما يثير مخاوف جدية من أنه في حال عدم تدعيم الهيكل المتبقي فقد يتعرض للانهيار قريباً. أما القلعة فهي أقدم جزء من كركوك، إذ بُنيت سنة 884 قبل الميلاد كجدار دفاعي بارتفاع 18 متراً. وأُضيفت لها الأبراج لاحقاً وتطورت القلعة كقلبٍ للمدينة، تضم مئذنةً عمرها 1000 سنة وتضم الكنيسة الحمراء.
الدكتور إياد طارق، مدير دائرة الآثار والتراث في كركوك، نشأ في هذه القلعة. ويتذكر الدكتور طارق كيف أنه عندما كان طفلاً صغيراً كانت القلعة مركز المدينة. وكانت تضم 850 أسرة، ومدرسة ومسجدين ومآذن وكنيسة ومعالم ومطاعم ومقاهي ومناطق ترفيهية وسوقاً مزدحمة. الدكتور طارق قال إنه وبدعم من اليونسكو والمجتمع الدولي، يمكن استعادة القلعة إلى مجدها السابق.
ويقول رئيس مكتب الأمم المتحدة للتنسيق الإنمائي في كركوك السيد مارتين دلهويزن إن القلعة تمثل رمزاً للمجتمع المتعدد الثقافات في كركوك. إذ تضم القلعة معالم عربية ومسيحية وإسلامية ويهودية وكردية وسلجوقية وتركية وتركمانية. وتماماً مثل المنتدى الروماني في روما، يمكن للقلعة أن تكون رمزاً قيّماً للمصالحة والتعافي باستعادتها في قلب مدينة كركوك المتنوعة. كما ستوفر عملية الترميم العديد من فرص العمل الجديدة للحرفيين والصنّاع وعمال البناء، بينما تعزز السياحة والزيارات الدينية وتعزز الشعور بالفخر لدى الكركوكيين بعد تحرير أجزاء من المحافظة من إرهابيي داعش.
وقبل زيارة المواقع، عُقدت اجتماعاتٌ بين السيد جيوفاني فونتانا، وهو مهندسٌ معماريٌّ من اليونسكو متخصصٌ في الحفاظ على التراث التاريخي، والسيد سامي الخوجة، مسؤول البرنامج الثقافي الذي عمل على ترميم قلعة أربيل. وقدّم الدعم للزيارة التقييمية كلٌّ من محافظ كركوك وكالةً السيد راكان الجبوري والدكتور طارق من دائرة الآثار والتراث والعقيد وسام عبد الله من شرطة حماية الآثار في كركوك.
الصور للمكتب الإعلامي ليونامي/ حارث العبيدي