الاستثمار في مجال الصحة يمكن أن يسهم في تحقيق مكاسب السلام

فقد أدى النزاع الذي دام ثلاث سنوات في العراق الى تضرر و دمار 14 مستشفى وأكثر من 170 مركزاً صحياً في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك. كما تحتاج خدمات المياه والطاقة التي تعتمد عليها المؤسسات الصحية إلى إصلاحات عاجلة.

وإلى جنب الأضرار المادية الجسيمة، تسببت الأزمة في ضغوط واضطرابات نفسية لا يمكن تصورها لملايين الناس إضافة إلى عشرات الآلاف من العراقيين الذين أصيبوا بإصابات جسدية شديدة كما عرقلت خدمات التلقيح الروتيني لملايين الأطفال وقللت من خدمات الصحة الإنجابية للفتيات والنساء في سن الإنجاب وأعاقت توفير الأدوية الأساسية والمعدات الطبية إضافة إلى إيقاف التعليم الطبي لمئات الآلاف من العاملين الطبيين الطموحين.

وفي هذا السياق، صرح ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق قائلاً": "إن أكثر من 2.4 مليون عراقي ما زالوا نازحين ويحتاجون إلى رعاية صحية مباشرة. وهناك أكثر من 3.3 مليون عراقي عادوا إلى مناطقهم التي حررت والتي يجب إعادة بناء النظام الصحي فيها بالكامل تقريباً. إن الملايين من العراقيين في جميع أنحاء البلاد يعملون على إعادة بناء حياتهم التي تاثرت بالنزاعات وهنا تحرص منظمة الصحة العالمية على دعم السلطات الصحية الحكومية لتتمكن من تزويدهم بخدمات الرعاية الصحية المناسبة والكريمة."

وقد عملت منظمة الصحة العالمية مع الشركاء في مجموعة الصحة لدعم حكومة العراق في تقديم الخدمات الصحية الطارئة وتعزيز نظام الرعاية الصحية لضمان حصول المصابين على الخدمات الصحية الجيدة. ففي عام 2017 قدم الشركاء الصحين أكثر من 6 ملايين استشارة طبية في مختلف الميادين الصحية في جميع أنحاء العراق. وتم تحقيق ذلك من خلال إنشاء ودعم ما لا يقل عن 29 عيادة صحية ثابتة في مخيمات النازحين إضافة إلى الخدمات الصحية الأولية وحملات التوعية الصحية من خلال أكثر من 64 عيادة طبية متنقلة. ومن الجدير بالذكر أن المنظمة وفرت الخدمات الصحية الطارئة المنقذة للحياة لأكثر من 24 ألف شخص من خلال خمسة مستشفيات طواريء ميدانية قريبة من خطوط المواجهة الأمامية في الموصل والحويجة والقائم.

ومن أجل حماية المكاسب الإنسانية الحالية و تقليل الإصابات، تظهر الحاجة الماسة إلى مزيد من الاستثمارات في مجال الصحة. وتناشد منظمة الصحة العالمية والشركاء الصحيون المجتمع الدولي إظهار الالتزام الحازم لدعم إعادة بناء النظم الصحية وتوفير الأدوية المنقذة للحياة ورفع مستوى التكنولوجيات الطبية لضمان تاهيل وإعادة بناء نظام رعاية صحية سريع الاستجابة ليمكن المعنيين في مجال الصحة من تحقيق عوائد سلمية وكريمة وآمنة فضلاً عن إعادة تاهيل وإحياء المناطق الجديدة التي أصبح الوصول إليها ممكنا.