زار وفد من اليونيسكو وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) مؤخراً مدينة بابل التاريخية، أحد معالم بلاد ما بين النهرين والتي اشتهرت بحدائقها المعلقة.
في سياق رغبة السلطات العراقية وجهودها الرامية إلى تقديم ترشيحها لموقع بابل الأثري لإدراجه على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي، زار وفد من اليونيسكو وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) مؤخراً مدينة بابل التاريخية، أحد معالم بلاد ما بين النهرين والتي اشتهرت بحدائقها المعلقة الأسطورية.
وتكتسب مدينة بابل الأثرية، والواقعة في محافظة بابل على مسافة نحو 80 كيلومتراُ جنوب العاصمة بغداد، أهميتها من مواقعها الأثرية الفريدة. وكانت حدائق بابل المعلقة إحدى العجائب السبع في العالم القديم.
وكان في استقبال وفد الأمم المتحدة، الذي ضم السيد جورجي بوستن، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية والانتخابية في العراق، والسيدة لويز اكستهاوزن، مديرة مكتب اليونسكو في العراق، كان في استقبال الوفد السيد رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة بابل، فضلاً عن رئيس وأعضاء "فريق مستقبل بابل". وعقب لقاء أولي تم التطرق خلاله إلى الإرث الثقافي لمدينة بابل، أقيم نشاط إعلامي تم التركيز خلاله على الاستعدادات الجارية في ملف الترشيح لإدراج موقع بابل الأثري على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وتعمل لجنة تشمل أعضاء من وزارة الثقافة العراقية وأعضاء من فريق مستقبل بابل على إعداد هذا الملف.
وأشار السيد بوستن إلى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي العراقي الغني، حيث أكد قائلاً: "التراث ملك الجميع، وعلينا أن نبذل ما في وسعنا للحفاظ على عجائب العراق المعمارية لصالح الأجيال القادمة". وأشاد بالشراكة والتعاون الراسخين اللذان تقيمهما المؤسسات العراقية مع اليونيسكو، وشجع على المضي قدماً لضمان إدراج مدينة بابل التاريخية على لائحة التراث العالمي وحمايتها.
وتروي الأسطورة أن الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، الذي حكم ما بين عامي 605 و562 قبل الميلاد، شيد الحدائق المعلقة لزوجته التي كانت تفتقد التلال والوديان المعشبة الخضراء في موطنها. وخلال جولة في موقع المدينة التاريخية الأثري الذي لوّحته الشمس، أعرب وفد الأمم المتحدة عن انبهاره بنسخة بوابة عشتار الكبيرة والتمثال المهيب لأسد بابل. وعبر الوفد عن تقديره للسرد التاريخي والمعلومات المباشرة عن الاحتياجات والتحديات بشأن عملية المحافظة على الموقع، فضلاً عن الصورة الواضحة التي حصل عليها عن الجهود الجارية للحفاظ على واحد من أهم وأشهر مواقع العراق التاريخية وحمايته.
ورحبت السيدة اكستهاوزن، مديرة مكتب اليونسكو في العراق بالجهود الجارية لوضع اللمسات النهائية على ملف ترشيح موقع بابل الأثري، وشددت على ما يمثله الترشح للائحة التراث العالمي من التزام طويل الأمد بالحفاظ على التراث الثقافي وإدارته وفق المعايير الدولية. وفي هذا السياق، شجعت الجهات المحلية المعنية على مواصلة العمل على نحو وثيق مع السلطات العراقية، وعلى وجه الخصوص وزارة الثقافة، فضلاً عن كافة الشركاء الدوليين ذوي العلاقة، وبالأخص صندوق الآثار العالمي، لدعم تعزيز إجراءات الحفاظ على الموقع وإدارته.