يواجه العالم تحديات متشابكة وغير مسبوقة في مجال حقوق الإنسان.
فالجوع والفقر - اللذان هما إهانة لمئات الملايين من الناس تمس حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية - في ازدياد.
والحيز المدني في انحسار.
وحرية الإعلام وسلامة الصحفيين في تراجع خطير في كل منطقة من مناطق العالم تقريبا.
والثقة في المؤسسات تتلاشى، وخاصة في أوساط الشباب.
وأدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم مظاهر العنف المرتكب ضد النساء والفتيات.
وكثرت مظاهر العنصرية والتعصب والتمييز.
والتحديات التي تجابه حقوق الإنسان ناجمة عن الأزمة العالمية الثلاثية ألا وهي تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث.
أما فهمنا لما يشكله بعض التكنولوجيات الجديدة من خطر على حقوق الإنسان فما زال في بدايته.
إن هذه الأوقات العصيبة تتطلب منا أن نبعث الحياة من جديد في التزامنا بجميع حقوق الإنسان، المدنية منها والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وتضع مبادرة الدعوة إلى العمل التي أعلنتها في عام 2020 حقوق الإنسان في صميم الحلول الموضوعة من أجل التغلب على التحديات التي نواجهها.
وتتجسد هذه الرؤية في تقريري عن خطتنا المشتركة الذي يدعو إلى إبرام عقد اجتماعي جديد يرتكز على حقوق الإنسان.
ويجب انتهاز فرصة حلول الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان العامَ المقبل للعمل في هذا الشأن.
وأحث الدول الأعضاء وهيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص وغيرها على أن تجعل حقوق الإنسان في صلب ما يبذل من جهود للحد من المظاهر الضارة المتفشية في الظرف الراهن.
إن حقوق الإنسان هي أُسُّ الكرامة الإنسانية وهي الركن الذي لا بد منه لإقامة مجتمعات يسودها العدل والمساواة وتنعم بالسلام والرخاء ولا يستثنى فيها أحد.
فهي عامل للتوحيد وشعار للتعبئة.
وهي تجسد أهم عنصر يجمع بيننا ألا وهو إنسانيتنا المشتركة.
إن يوم حقوق الإنسان هو مناسبة لنا لإعادة التأكيد على عالمية جميع الحقوق وعدم قابليتها للتجزؤ في سياق جهودنا من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان للجميع.