يتطلع علي كل عام إلى جانب عيد ميلاده إلى الثالث من حزيران، "اليوم العالمي للدراجات الهوائية ".
وبسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا على السفر الجوي عام 2020، فقد وجّه علي شغفه بالمغامرة إلى دراجته الجبلية وخوذته وقميص الركوب الرياضي المنقوش بالأخضر البراق بكلمة "العراق".
وشكل علي مع بعض أصدقاءه فريقاً لركوب الدراجات الهوائية ووضعوا سوية جدولاً أسبوعياً لجولاتهم بهدف استكشاف جمال وطنهم. وخصصوا يوم الإثنين من كل اسبوع لجولاتهم بالدراجات في أحياء العاصمة العراقية بغداد، بينما اتفق أعضاء الفريق -المؤلف من عشرة راكبي دراجات مفعمين بالحيوية- على تخصيص عطلات نهاية الأسبوع للاستمتاع بالمواقع والمعالم التاريخية الملهمة في كافة أنحاء المحافظات العراقية.
يقول علي، وقد علت وجهه ابتسامة عريضة: "لقد كانت بضع سنوات مفيدة لهوايتي في ركوب الدراجة الهوائية". ويروي كيف بدأ في ركوب دراجته بهدف التسلية في حيه السكني في بغداد وكيف تطور اهتمامه والتزامه بركوب الدراجات بمرور الوقت. وناهيك عن الحفاظ على لياقته الجسدية، لاحظ علي أن هوايته أضفت قوة وهدوء إلى عقليته، ويقول: "أفضل ما في الأمر هو أن الفوائد الصحية الإضافية لركوب الدراجات لم تتطلب أية تكلفة إضافية".
قد أقر اليوم العالمي للدراجات الهوائية، الذي تم اعتماده في عام 2018 من خلال قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، بتعدد استخدامات الدراجة الهوائية وموثوقيتها وبساطتها، مما يجعلها وسيلة مواتية وبديلة لتعزيز حل قابل للتحقيق من أجل تقليل بصمتنا الكربونية. واستُخدمت الدراجة الهوائية منذ أوائل القرن التاسع عشر، لذا يعد اختيار الاستثمار فيها كوسيلة نقل خضراء ونظيفة هو بالفعل خيار صحي لكوكبنا الثمين ولأجسامنا.
وبصرف النظر عن العواصف الترابية أو درجات الحرارة المفرطة الارتفاع في الصيف أو هطول الأمطار أو البرد القارس في الشتاء، نادراً ما كان علي يفوت نظامه اليومي في ركوب الدراجة. ومع ذلك، فهو يتمنى وجود المزيد من الممرات المخصصة للدراجات، كتلك التي خصصت مؤخراً في أحد شوارع بغداد التي تم تجديدها، بهدف مساعدة سائقي الدراجات على التنقل عبر الازدحامات المرورية، كما أنه يأمل بأن يحظى راكبو الدراجات بالاحترام بوصفهم مستخدمين للطريق يستقلون وسيلة نقل على قدم المساواة مع الوسائل الأخرى، إضافة إلى زيادة حملات التوعية الوطنية التي تشجع على القيام بأنشطة بشأن تغير المناخ.
وبينما أحكم علي ربط أشرطة خوذته، ووضع نظارته الشمسية العصرية، وانطلق مع فريقه على دراجاتهم، التفت إلينا قائلاً: "ابدأوا العمل الآن: "اضغطوا على الدواسة- لنركب الدراجات الهوائية في العراق"!