منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية توحدان جهودهما لمكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في العراق
١٩ نوفمبر ٢٠٢٣
بغداد، العراق - في منطقة القائم غرب العراق بالقرب من الحدود السورية، واجهت عائلة مالك تحدي الجذام - وهو مرض استوائي مهمل غالباً ما يمر دون أن يلاحظه أحد.
عانى مالك (42 عامًا) وزوجته هدى (39 عامًا) وابنتهما سناء* البالغة من العمر 12 عامًا من تقرحات جلدية مسطحة حمراء على أذرعهم وأرجلهم. وعلى مدار بضعة أشهر، جعلت القروح جلدهم متصلبًا وجافًا، مما أدى إلى فقدان الإحساس في المناطق المصابة، مما بات يشكل خطرا" عند التعرض لاي إصابة.
ومع تدهور حالتهم، أدركت الأسرة الحاجة الملحة لطلب الرعاية الطبية، فقامت بزيارة مركز الرعاية الصحية الأولية في مدينة القائم. وبعد فحص الأسرة، قرر الطبيب المعالج إحالتها إلى احد المستشفيات ذات الخدمات التخصصية الثالثية لإجراء التشخيص والإدارة المناسبين. لكن محنة الأسرة لم تنته بعد: لم يكن لدى المستشفى مخزون من علاج الجذام وهذا ما يعكس وضع الجذام باعتباره مرضاً استوائياً مهملاً غالبا ما يتم التغاضي عنه.
وإدراكاً منها لأهمية الحصول العاجل على العلاج الفعال للعائلة، قامت إدارة المستشفى بالتواصل مع الجهات الصحية العليا لبحث خيارات الحصول على الأدوية العلاجية. ونظراً لالتزام منظمة الصحة العالمية بالصحة العامة، طلبت وزارة الصحة العراقية المساعدة من مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق لتوفير أدوية الجذام اللازمة للمرضى.
وتماشياً مع سياسة التعاون القائمة بين منظمة الصحة العالمية والوزارة، وشراكتهما الفعالة في التصدي لتحديات الصحة العامة، بدأت منظمة الصحة العالمية في العراق جهود استجابة سريعة ومنسقة شملت التعاون على جميع مستويات منظمة الصحة العالمية الثلاثة: القطرية والإقليمية والمقر العام للمنظمة.
نجح هذا النهج ثلاثي المستويات في تأمين التدخل الطبي العاجل وتم توفير العلاج بشكل فعال. وبعد نقلها من المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف إلى مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط في القاهرة، تم تسليم الأدوية في نهاية المطاف إلى العراق لدعم تعافي الأسرة المصابة. وبعد العلاج المكثف الذي تطلب الصبر والرعاية الجادة، تعافى مالك وهدى وابنتهما الشابة تمامًا.
"لقد واجهنا المعاناة من هذا المرض المقيت معًا، وبالأمل والعلاج، حاربناه يدا واحده" قال مالك مضيفا": "إننا نعرب عن امتناننا العميق لوزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية والأطباء المتعاطفين معنا والذين أرشدونا الى الطريق نحو التعافي".
وقال الدكتور وائل حتاحت، القائم بأعمال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق: "تسلط هذه القصة الضوء على التأثير البارز للجهود التعاونية بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في العراق. وهو ما يجسد فعالية التنسيق المباشر والعاجل من خلال الروابط القوية القائمة بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة."
وأضاف الدكتور حتاحت، مؤكدا على التأثير العميق لقصص النجاح هذه: "يتردد صدى هذا الإنجاز في أروقة منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، ويذكرنا بالقوة الرائعة التي تنشأ من العمل يداً بيد. معًا، يمكننا التغلب على التحديات الصحية وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر صحة للمحتاجين."
نهاية
* تم تغيير الأسماء لحماية هوية الناجين.