أود أن أرحب بكم معنا في افتتاح المنتدى التجاري الوطني الثاني للعراق كما أتشرف بأن أكون هنا اليوم، إلى جانب صاحبَي المعالي السيد وزير التجارة والسيد وزير الزراعة والزملاء من الأمم المتحدة، بمن فيهم ممثلو مركز التجارة الدولية (ITC)، وممثلو المجتمع الدولي، ومن ضمنهم الاتحاد الاوربي، في هذا الحدث الهام.
يقام المنتدى هذا العام للاحتفاء بالقدرة على الصمود والابتكار والروحية المثابرة التي تمتاز بها المشاريع العراقية الصغيرة والمتوسطة.
ويوجد في العراق ما يزيد على المليون من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تغطي طيفاً واسعاً من القطاعات الاقتصادية، وتوفر ثلثي الوظائف في القطاع الخاص.
ويمثل ذلك قيمة مضافة هائلة للاقتصاد الوطني، الأمر الذي يتعين علينا الاستفادة منه على نحو فعال.
وفي العام الماضي تمخضت الجلسات بين أصحاب المشاريع عن صفقات بملايين الدولارات، مما يبين الإمكانات الكامنة الهائلة التي تتمتع بها المشاريع العراقية المحلية.
وعلى الرغم من القدرة الهائلة على الصمود التي تتمتع بها القطاعات الاقتصادية في العراق- وخاصة قطاع الزراعة- لا تزال هناك تحديات صعبة.
وتشمل هذه التحديات الأنظمة والحاجة إلى مزيد من الدعم والموارد لمساعدة المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم على الازدهار.
وتكافح المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضد ارتفاع الكُلَف ومحدودية الحصول على التمويل والتكنلوجيا.
إن حالات المزارعين غير القادرين على تحمل تكاليف البذور عالية الجودة ورواد الأعمال الشباب الذين يفتقرون إلى المهارات الرقمية، تؤكد على الحاجة الملحة للدعم الشامل والحلول الجديدة.
إن معالجة هذه المشاكل لا يتعلق بالنمو الاقتصادي فحسب، بل يتعلق بالوصول إلى غايتنا المشتركة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
سيداتي وسادتي،
إن المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العراق تمثل أكثر من مجرد أعمال تجارية، فهي أساس لتحول المجتمع وتوجيه النمو والحد من الفقر وتمكين النساء والشباب.
أن هذه المشاريع تلعب دوراً حاسماً في تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنويع الزراعة وتعزيز الممارسات التجارية المراعية للبيئة.
وبالتعاون مع وزارة الزراعة ووزارة التجارة وبدعم من مركز التجارة الدولية وأسرة الأمم المتحدة في العراق بأكملها، نحن ملتزمون بتعزيز بيئة مواتية لنمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.
وبغية تحقيق هذا الهدف، تشارك عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة، بجهود يقودها مركز التجارة الدولية إلى جانب منظمة العمل الدولية والمنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، مشاركةً فعالةً في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العراق لإحراز تقدم في النهوض بسياسات الاستثمار وأنظمة الملكية الفكرية وممارسات الشراء وتعزيز القدرة التنافسية.
حضرات الضيوف الكرام
لنتصور مجتمعاً لا يحظى فيه كل رائد أعمال بالتقدير فحسب، بل يتم كذلك دعمه وتمكينه لتحقيق إمكاناته كاملةً.
لا بد أن يتجاوز التزامنا التغلب على التحديات الحالية وتعزيز رؤية جماعية للابتكار والتعاون والارتقاء ببعضنا البعض وإنجاز نسيج من قصص النجاح يغطي كافة أرجاء العراق.
قد تكون الرحلة أمامنا طويلة، ولكن مع تفانيكم وقدرتكم على الصمود وشراكتكم، أنا واثق أننا معاً نسير على الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً واستدامة للعراق.
أشكركم على حضوركم وعلى تبني هذه الرؤية.
ولنحوّل معاً هذه الرؤية إلى حقيقة.