منظمةٌ مدنيةٌ تهدف إلى تطوير الرياضات في إقليم كردستان تستخدم كرة السلة كأداةٍ لتهيئة الفتيات لأدوار قيادية، لا توقفهن حتى جائحة فيروس كورونا.
- بناء مجتمع متساوٍ من خلال الرياضة -
يناسب هذا النوع من المشاريع موضوع اليوم الدولي للمرأة 2021 ، "المرأة في القيادة: تحقيق مستقبل متساوٍ في عالم تتفشى فيه جائحة كوفيد-19."
"فيروس كورونا لا يمكنه أن يوقفنا لأن الملعب جاهز"، تقول كاما خليل البالغة من العمر 10 سنوات في لقاء معها. وهكذا، في يوم الجمعة، 6 آذار/ مارس، ارتدى فريق الفتيات كماماته وتوجه إلى دربندخان، في ضواحي محافظة السليمانية شمالي العراق، للتنافس مع نظرائهن الذكور في مباراة ودية.
"من أجل إعادة الفتيات إلى الملعب، قمنا بتعقيم الصالة الرياضية والمعدات بالكامل. وتستخدم الفتيات الكمامات والقفازات، ويغسلن ويعقمن أيديهن قبل وبعد المباريات. ولم تصب أية فتاة بالمرض"، يوضح الدكتور رزكار محمد رؤوف، مدير أكاديمية دريم الرياضية (DSA)، والتي تعمل في إطار نادي جيما.
كرة السلة النسائية ليست جديدة في إقليم كردستان حيث توجد فرق نسائية مزدهرة أُخرى في أربيل وحلبجة ودهوك. ومع ذلك، فإن إنشاء نادي جيما لكرة السلة للسيدات وأكاديمية DSA في السليمانية في عام 2016 يعزز الأمل في تطوير ثقافة الرياضة النسائية ضد السرد القائل بأن مكان المرأة هو المنزل.
"نحن ندرب نساءً قدوات. من خلال كرة السلة، نحن نطورهنّ نفسياً وجسدياً واجتماعياً. كما أننا ننمّي الكاريزما لديهن لصناعة قيادات نسائية قوية لمستقبل العراق،" يقول الدكتور رزكار. "نحن نمارس الرياضة؛ وليس الدين أو السياسة، وهدفنا هو تعزيز السلام والمحبة في مجتمعنا." يضيف الدكتور.
- حب اللعبة -
نزا خليل البالغة من العمر خمسة عشر عاماً تقود فريق تحت 14 عاماً وتعمل في الأكاديمية منذ أربع سنوات. أعربت عن حبها للعبة. وقالت: "أنا أحب كرة السلة وألعبها منذ أن كنت طفلةً. وحينما لم نكن نستطيع الحضور إلى صالة الألعاب الرياضية، كنا نتدرب في المنزل."ناز جهاد عمر، 8 سنوات، طالبة بالصف الثاني، بدأت بلعب كرة السلة منذ ستة أشهر. تقول ناز: "أشعر بالحماس عندما ألعب، وأريد أن أكون لاعبة جيدة. إنه شيء ممتع."
- التحديات -
مع وجود أكثر من مائة فتاة تتراوح أعمارهن بين 5 و17 عاماً في الأكاديمية، لا تخلو المؤسسة من التحديات. فبالإضافة إلى الحواجز الثقافية، يعد نقص التمويل أحد أكبر شواغل الأكاديمية التي يمكن أن تخلق عقبات أمام الفتيات مثل نيزا وناز لتنمية مواهبهن في الرياضة.
- آمال للمستقبل -
ولكن بغض النظر عن هذه التحديات، فإن هؤلاء الفتيات ليس لديهن النية للتوقف عن المراوغة بالكرة. "خطتنا لعام 2021 هي بناء أجسامنا حتى نصبح قويات في الملعب،" تقول نيزا بنبرة حازمة.
بمثل هذا الحماس، تأمل الفتيات في المشاركة في البطولات الإقليمية والدولية والفوز بالمزيد من الألقاب.
وخارج الملعب، تستثمر هؤلاء الشابات القدوات أيضاً في البيئة لجعلها أنظف وأكثر اخضراراً. فخارج أوقات تسديد الكرة نحو السلة، يقمن إما بتنظيف الشوارع أو زراعة الأشجار. تحت شعار "كل واحدٍ، يعلّم واحداً"، وبعد غرسها شجرةً مع الفريق، شجعت مينا أمانج البالغة من العمر 13 عاماً والدها على زرع شجرة هو الآخر.