إعادة بناء صناعة الراشي في بعشيقة ما بعد داعش
![Rebuilding Bashiqa’s Tahini Industry Post-ISIS](/sites/default/files/styles/hero_header_2xl_1x/public/2021-04/b8d4c0aba43bd42167ec5c1aafff9528_xl.jpg?itok=ZAiSY-lG)
من قبل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) العراق
بعشيقة هي ناحية تبعد 12 كيلومترا شمال شرق الموصل مشهورة بإنتاج الراشي الذي يصنع من تحميص وطحن بذور السمسم.
الراشي مشهور في الشرق الأوسط و يحظى بشعبية كبيرة عند غالبية الاسر كمادة أساسية على مائدة الإفطار ممزوجا برب التمر وكأحد مكونات مأكولات حوض البحر المتوسط كالحمص.
قبل قيام داعش باحتلال الناحية في عام 2014 كان هناك 25 مصنعا للراشي في المنطقة.
مع مجيئ داعش دمرت هذه الصناعة المزدهرة واجبر السكان على النزوح الى إقليم كوردستان العراق.
"قبل عام 2014 ، كنا نملك مصانع متطورة وعندما جاء داعش ، فقدنا كل شيء" أوضح صباح جبور وهو أحد أصحاب مصانع الراشي.
افتتح جبور، وهو مدرس متقاعد يبلغ من العمر 67 عامًا، مصنعه لأول مرة خلال حرب الخليج الأولى عام 1990.
بعد تحرير الناحية في أواخر عام 2016 وتحسن الوضع الأمني ، بدأ النازحون في العودة إلى ديارهم.
وأضاف "عندما عدنا، وجدنا أن مصانعنا تعرضت للنهب أو الحرق أو التلف الجزئي أو التدمير الكامل".
بعد عودته، وجد أن نصف مصنعه قد هُدم في غارة جوية، ونُهبت المعدات والمواد أو دُمرت، وفقد أيضًا 350 شجرة زيتون ودواجن.
يقول جبور إنه في السابق كان يوفر فرص عمل لما يقرب من 40 شخصًا. منذ إعادة فتح مصنعه العام الماضي، أصبح لديه الآن القدرة على توظيف ستة إلى ثمانية عمال فقط.
يعمل سيد حاجي، صاحب مصنع آخر في بعشيقة، في إنتاج الراشي (الطحينة) منذ عام 1980، حيث تعمل عائلته في هذه الصناعة لعدة أجيال.
"لقد فقدت 800000 دولار بسبب داعش" ، أوضح حاجي ، "حيث تم هدم الجدران في مصنعه وسرقة جميع المعدات والمواد الخام".
كان حاجي يشغل ما يقرب من 45 شخصًا وينتج أكثر من 10 أطنان من الراشي يوميًا. الآن يعمل لديه أقل من 20 موظفًا وينتج في اليوم أربعة أطنان فقط.
اليوم، أعيد فتح 17 مصنعًا فقط، وهذه الخطوة كانت صعبة ولازال الإنتاج اقل بكثير عما كان عليه سابقًا.
يقول جبور " لدينا الإرادة والرؤية. لقد كنا أقوياء وتمكنا من إعادة فتح مصانعنا من خلال العمل أثناء النزوح وتوفير المال ". مأكدا "نحن بحاجة إلى دعم دولي لإعادة البناء" وبان ذلك " أمر عاجل والهجرة أصبحت مرضًا بسبب انعدام الأمن الوظيفي."
وفي هذا السياق تقوم منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في المساعدة على إعادة تأسيس صناعة الراشي في ناحية بعشيقة بنينوى.
وقالت جوفيتا كولاتون فيراي ، كبير المستشارين الفنيين: "ما نقوم به هو جزء من عملية المساعدة في إنعاش الاقتصاد المحلي والمساعدة في توفير فرص العمل في بعشيقة. إن إعادة تنشيط الصناعات التي كانت تعمل قبل النزاع ودعم أنشطة توفير الموارد الاقتصادية على مراحل سلسلة الانتاج يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في هذه العملية ".
من خلال توفير التدريب على التقنيات الحديثة في تشغيل المصانع وكذلك سلامة الأغذية والنظافة، سيحسن أصحاب المصانع عملياتهم التجارية التي ستسمح في النهاية بتوفير المزيد من فرص التوظيف في المجتمع.
وأوضح محمود خوشناو ، المنسق الوطني لليونيدو ، "لقد ركزنا على الراشي لأن بعشيقة معروفة بإنتاجها للراشي، خاصةً مع استخدام السمسم المحلي في الانتاج ".
وأضاف أن 16 من أصحاب مصانع الراشي شاركوا في التدريب الذي استمر عشرة أيام في قضاء بردرش ابتداءً من منتصف أغسطس.
وقال خوشناو: "لقد ركزنا على سلامة الأغذية والنظافة وتخطيط المصنع وجميع المعايير الفنية اللازمة لمصانع معالجة الأغذية للعمل في بيئة آمنة وإنتاج أغذية آمنة وصحية".
وغطى التدريب أيضا إدارة الأعمال والإدارة المالية وكذلك مهارات ريادة الاعمال.
ستتيح اليونيدو الوقت لأصحاب المصانع لتنفيذ ما تعلموه في التدريب وتخطط لإجراء تقييم ومتابعة بحلول أواخر سبتمبر.
بناءً على التقييم، قال خوشناو إن المشروع سوف يقدم مساعدة تقنية إضافية بما في ذلك بعض المعدات لدعم المستفيدين من التدريب.
كان المشاركون في البرنامج سعداء بالتدريب الذي قدمته اليونيدو ويتطلعون إلى تطبيق المعلومات الجديدة لتحسين مصانعهم والمساعدة في ايجاد وظائف في مجتمعهم.
"لقد تلقينا الكثير من المعلومات الجديدة ، ليس فقط بالنسبة لمعامل الراشي، ولكن أيضًا لتجهيز الأغذية وسلامتها وكيفية تخزين الأطعمة لمنع البكتيريا والتلوث" ، قال حاجي مضيفا "لقد تعلمنا أيضًا عن تخطيط المصنع وإدارة المصنع".
كما وأوضح جبور معلقا على نتائج تدريب اليونيدو بانه أدرك أن تخطيط وإدارة مصنعه "فوضويين" للغاية.
كان الأمر كما لو لم يكن لدينا مصنع من قبل. وقال جبور: "المدرب متمكن جدا ونحن سعداء به".
وأضاف أن كل جوانب التدريب كان مفيدًا. وسلط الضوء على بعض النقاط المهمة التي لم يتم تنفيذها من قبل مثل تعلم الهيكل التنظيمي للموظفين، وإدارة تخطيط المصنع، والعملية الفيزيائية والميكانيكية لكيفية تنظيف الآلات بشكل صحيح وكذلك معايير سلامة الأغذية والنظافة.
وقال "في هذا البرنامج التدريبي، تلقينا الكثير من المعلومات الجديدة". "كمدرس، أستطيع أن أقول إن هذا البرنامج التدريبي ناجح للغاية".
تقوم اليونيدو بتنفيذ تدريب مصانع الراشي بتمويل من الحكومة اليابانية من أجل المساعدة في إنعاش الاقتصاد المحلي في ناحية بعشيقة، محافظة نينوى.