قامت الحكومة العراقية والمنظمة الدولية للهجرة لأول مرة بنشر نتائج ملف الهجرة على الصعيد الوطني
١٩ ديسمبر ٢٠١٩
بغداد – مقارنة بالدول المجاورة في الشرق الأوسط مثل الأردن ولبنان، يستضيف العراق أقل عدد من المهاجرين ذات الصلة بالسكان. ومع ذلك، فقد زاد عدد السكان الأجانب في البلاد بنسبة ٣٣٨ في المائة بين عامي ١٩٩٠ و ٢٠١٧، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى تدفق اللاجئين من سوريا. فالهجرة في شمال العراق مرتبطة إلى حد كبير بالصراع، في حين أن الهجرة في جنوب العراق ترتبط في أغلب الأحيان بعوامل كسب العيش مثل فقدان الأراضي الصالحة للزراعة وندرة المياه.
فقد تم الكشف عن هذه النتائج وغيرها التي توصل إليها ملف الهجرة الأول للعراق يوم الخميس (١٩ كانون الأول) من خلال مؤتمر صحفي في فندق بابل في بغداد. تم تطوير ملف الهجرة من خلال عملية بناء القدرات التي يشرف عليها مجموعة العمل الفني الذي تم إنشائه من قِبل مجموعة من الوزارات التابعة للحكومة العراقية، من ضمنها وزارة الهجرة والمهجرين، وزارة الداخلية، وزارة الخارجية، وزارة العدل، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة التخطيط، وكذلك مكتب الإحصاء المركزي إلى جانب المنظمة الدولية للهجرة. حيث يعرض ملف الهجرة حقائق وأرقامًا عن الهجرة، ويعتبر على أنه أول نظرة إحصائية عامة على الإطلاق للهجرة في العراق، وسيساعد في إنشاء قاعدة من الأدلة التي من شأنها التأثير على سياسات واستراتيجيات الهجرة الوطنية. ففي تشرين الأول ٢٠١٩، أكملت المنظمة الدولية للهجرة أيضًا تقييم مؤشر حوكمة الهجرة الذي يقيس القدرات الوطنية عبر ٩٠ مؤشرًا للحوكمة في ستة مجالات موضوعية.
قال السيد أحمد رحيم ، مدير إدارة الهجرة الخارجية في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ، "إن ملف الهجرة هو نتيجة اجتماعات السنة الأولى بين الوزارات العراقية والمنظمة الدولية للهجرة. وكذلك سوف يؤثر بصورة ايجابية على سياسات الهجرة القريبة والبعيدة المدى".
وبهذا الصدد، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، السيد جيرارد وايت، "يوضح ملف الهجرة التزام الحكومة العراقية بتسخير النهج القائم على الأدلة والحكومة بأكملها من أجل تكوين إدارة قوية للهجرة". وأكمل حديثه قائلاً، "حيث يمكن الاستفادة من بيانات الهجرة في السنوات القادمة، لتعميم عملية الهجرة في السياسات والاستراتيجيات".
كما يظهر الملف أنماط الهجرة إلى الخارج التي تغيرت بشكل كبير منذ عام ٢٠٠٣. فخلال الفترة ما بين حرب الخليج حتى ٢٠٠٣، كانت إيران الوجهة الرئيسية للعراقيين الذين يهاجرون إلى الخارج. أما بعد ٢٠٠٣، برزت الأردن وسوريا كوجهات رئيسية للمهاجرين العراقيين، لكن بعد ٢٠١٤، أصبحت أوروبا مقصداً رئيسياً لهم، وبالأخص السويد وألمانيا والمملكة المتحدة حيث برزت هذه الدول على أنها من أهم بلدان للهجرة اليها.
فخلال السنوات الأخيرة، شكل النزوح الداخلي الناجم عن الحرب ضد داعش مصدراً رئيسياً للقلق وكان يعتبر حالة خاصة من نوعها، لأنها تسببت في تفوق النزوح الداخلي على الهجرة الدولية، ويعزى ذلك بشكل جزئي إلى أن البلدان التي لجأ اليها المهاجرين العراقيين سابقا،ً سوريا مثلاً كانت نفسها تعاني من الأزمات، أو بلد قد يتعذر الوصول إليه مثل الأردن. ونتيجة لوجود داعش في العراق، امتدت الهجرة إلى تركيا وأوروبا والدول الغربية بدلاً من إيران والأردن وسوريا.
وبالنسبة للنتائج الأخرى للملف، فتتعلق بالجالية العراقية وبإتجاهات الهجرة غير النظامية وبالطلاب العراقيون الذين يدرسون خارج البلاد، ومواضيع أخرى. کما أجرت المنظمة الدولية للهجرة دراسات مماثلة في أكثر من ٨٠ دولة حول العالم بإعتماد نهج قياسي للبحث. حيث يعتمد ملف الهجرة الوسائل التالية: المعلومات والأدبيات المتاحة، المقابلات مع الحكومة والمنظمات الدولية، بيانات الكمية العامة المتاحة، والبيانات غير العامة التي تتشاركها كل من السلطات العراقية والمنظمات الدولية.