بيان صحفي

رسالة المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

١٨ ديسمبر ٢٠١٩

18 كانون الأول/ديسمبر 2019 نحتفي في هذا اليوم العالمي للغة العربية برمز قوي لهوية ما يزيد على 400 مليون شخص في العالم. ونحتفي أيضاً بإرث ثقافي وعلمي ساطع، صيغ ونُقل باللغة العربية - لغة العلماء من طراز ابن سينا وأبي القاسم الزهراوي، ولغة الابتكارات العلمية والتكنولوجية بامتياز.

في بداية القرن الحادي والعشرين، تمر الإنسانية مجدداً بحقبة من الابتكارات التكنولوجية البارزة. وبوجه خاص، يفتح الذكاء الاصطناعي، وهو موضوع هذا اليوم العالمي، آفاقاً جديدةً ويكشف عن طائفة واسعة من الإمكانيات؛ ولا يمثّل ثورة تكنولوجية وعلمية واقتصادية فحسب، بل يمثّل أيضاً تحولاً أنثروبولوجياً يثير معضلات أخلاقية جديدة.

وسيكون لتطور الذكاء الاصطناعي تداعيات عديدة، بما في ذلك في مجال التعدد اللغوي والتنوع الثقافي. والحال أن مثل هذا التحول يطرح تحديات كبيرة، ولا سيما إذا أردنا تفادي اقتصار الانتفاع بالتكنولوجيات الجديدة على عدد محدود من اللغات. ومن أجل الحفاظ على هذا التنوع الثقافي الذي يضفي على الإنسانية ثراءها، من المهم الحرص على أن يكون الذكاء الاصطناعي تكنولوجيا شاملة للجميع بما في ذلك على المستوى اللغوي، لئلا تضاف عوائق لغوية إلى العوائق التكنولوجية.

ولئن كان الذكاء الاصطناعي ينطوي على عدد من المخاطر المحدقة بتعدد اللغات، فهو يحمل أيضاً في طياته العديد من الفرص والوعود. فمن شأنه أن ييسّر الحوار بين الشعوب والثقافات من خلال تطوير وسائل الترجمة الآنية. ومن شأنه أيضاً أن ييسّر تعلّم لغات عدة وأن يشجّع بذلك ازدهار اللغة العربية، من خلال تجويد التعليم وتكييفه.

وستكون جميع هذه المسائل ماثلة في أذهان المشاركين في مناقشات اجتماعات المائدة المستديرة المنعقدة اليوم في اليونسكو والرامية إلى تحفيز الحوار بين الأوساط العلمية وعشاق اللغة العربية، لكي تردف التكنولوجيا تعدد اللغات، بدل أن تحول دون تطوره.

واليونسكو هي المحفل الأنسب لإجراء مثل هذه المناقشات، بحكم طابعها العالمي، وخبرتها المتعددة التخصصات في مجال أخلاقيات العلوم، وتمسكها التام بالقيم الإنسانية. والدورة الأربعون للمؤتمر العام لليونسكو أتت تأكيداً للدور البارز الذي تؤديه منظمتنا في هذا المجال، إذ أسندت إلى اليونسكو مهمة وضع الوثيقة التقنينية العالمية الأولى بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

رسم معالم المستقبل بدلاً من ترك المستقبل يقرّر مصيرنا؛ والتوفيق بين التكنولوجيا والإنسانية؛ وتشجيع تقدم التكنولوجيا وتعزيز التنوع الثقافي في آن معاً: هذه هي التحديات الماثلة في أذهاننا في هذا اليوم العالمي للغة العربية.

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة