بيان صحفي

قيام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بإنجاز مشروعين تجريبيين لتطوير تجمعات السكن العشوائي وتسليمهما الى السلطات المحلية في الموصل والرمادي

٢٩ سبتمبر ٢٠١٩

أجريت أعمال التطوير في إطار البرنامج الوطني لإعادة تأهيل وتنظيم تجمعات السكن العشوائي ومناطق النازحين، بتمويل من وزارة الخارجية الأمريكية.

بدأ التعاون بين مكتب الولايات المتحدة للسكان واللاجئين والهجرة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) في عام 2015 بهدف دعم حكومة العراق في مواجهة التحديات ذات الصلة بـالنازحين الذين قُدِرَ عددهم بنحو مليون نازح في ذلك الوقت، حيث يعيش العديد منهم في ظروف محفوفة بالمخاطر في تجمعات السكن العشوائي التي أخذت تنتشر بسرعة في جميع أنحاء البلد. وتحت إشراف اللجنة التوجيهية التي يرأسها الأمين العام لمجلس الوزراء، قام برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، بالاشتراك مع الأدارة التنفيذية للحد من الفقر، بوضع استراتيجية وطنية لإيجاد حلول دائمة طويلة الأجل للنازحين وخارطة طريق لحصر تجمعات السكن العشوائي وتطويرها وتسوية أوضاعها.

في عام 2016، نفذت وزارة التخطيط مسحاً جديداً على المستوى الوطني حيث سجل أكثر من 3 ملايين شخص من القاطنين في تجمعات عشوائية داخل حدود البلديات. وفى مواجهة هذا التحدي الذى لم يسبق له مثيل، من الواضح أنه ينبغى للسلطات المحلية تعزيز سيطرتها على التجاوزات على الأراضي المخصصة للخدمات العامة والزراعة، ولكن يتعين عليها أيضاُ وضع حلول دائمة لتلبية احتياجات المواطنين ذوى الدخل المنخفض والنازحين والعائدين فيما يتعلق بالمساكن ميسورة الكلفة والحيازة الآمنة والإستجابة الفعالة لها بما يتماشى مع حقوق الإنسان الأساسية.

من هنا، وبموازاة الجهود الجارية لضمان إقرار قانون العشوائيات الجديد الذي تمت صياغته بدعم من مكتب السكان واللاجئين والهجرة، بدأ برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في أواخر عام 2018 مشاريع تطوير تجريبية في تجمعات عشوائية مختارة في الموصل والرمادي والبصرة بالتشاور مع السلطات المحلية ومجالس التنمية المجتمعية التي أنشئت لهذا الغرض. واعتمد المشروع نهجاً تخطيطياً مجتمعياً يقوم على المشاركة لتنفيذ تدخلات إنمائية محددة لكل سياق تهدف إلى المساهمة في تحقيق الإنتعاش الإجتماعي والإقتصادي الطويل الاجل لهذه المناطق.

ففي منطقة حي التنك العشوائية غربي الموصل، قام البرنامج بتنفيذ شبكة جديدة لتصريف مياه الأمطار، وربط 362 منزلا بشبكة جديدة لمياه الشرب، وتنظيم حملة لتنظيف ورفع النفايات لمدة شهرين، وتسوية الشوارع ورصفها بمادة السبيس وزرع صفين من أشجار النخيل الباسقة عند مدخل المنطقة.

في منطقة ال "كيلو 7" العشوائية غربي الرمادي، قام البرنامج بربط 432 منزلاً بشبكة جديدة لمياه الشرب (بما في ذلك 178 منزلاً في منطقة الكيلو 5) ، وتنظيم حملة لتنظيف ورفع النفايات لمدة شهرين وإنجاز حديقة عامة جديدة من خلال استصلاح مساحة شاغرة ومهملة في وسط هذه المنطقة بالتنسيق مع البلدية التي شرعت في دمج المنطقة ضمن توسعاتها الحضرية المخطط لها. وقد أمكن تحقيق ذلك من خلال التنسيق الوثيق مع السلطات المحلية والمجتمعات المحلية المستهدفة للنازحين والعائدين.

وعلى مدى ثلاثة أشهر، وفر البرنامج ما يقرب من 1000 يوم عمل للفرد للعاطلين عن العمل من الرجال والشباب القاطنين في المناطق المستهدفة، مع إتاحة فرص كسب الرزق على أساس التناوب وذلك من خلال برنامج العمل مقابل النقد والعمل القصير الأجل مع المنظمات غير الحكومية والمقاولين المشاركين في هذه الأعمال. وبشكل عام ومن خلال هذا المشروع، فقد أصبح 6,000 شخص من الفئات الضعيفة من القاطنين في مناطق عشوائية في الموصل والرمادي والبصرة يتمتعون بإمكانية أفضل للحصول على الخدمات الأساسية وضمان أفضل للحيازة، بما يتماشى مع الإستراتيجية الوطنية لتطوير العشوائيات.

وأثناء حفل التسليم في حي التنك بالموصل، وصف الشيخ بشير خضر، رئيس مجلس التنمية المجتمعي، الظروف المأساوية التي كان يعيش فيها سكان هذه المنطقة من قبل - دون مياه صالحة للشرب وشوارع لا يمكن الوصول إليها. وقال " لقد شعرنا طوال سنوات عديدة بأننا منسيون، ولكن الأمور تغيرت الآن ، وأخيراً نشعر بأننا بشر".

وصف عبد الله موفق / أحد السكان ، كيف كان الحي في الماضي أشبه بساحة للنفايات "لم نتمكن من الخروج من منازلنا بسبب الرائحة ، وكانت الأنابيب مكسورة ومتسربة. لدينا الآن صناديق القمامة الخاصة بنا والطرق والجوار نظيفة وتم إصلاح شبكة المياه. يمكن لأطفالنا الآن اللعب في الخارج. لا نعرف حقًا كيف نشكر هابيتات الأمم المتحدة على التغييرات التي حدثت فيى حياتنا".

وحضر حفل التسليم الذي أقيم في منطقة الكيلو 7 بالرمادي معالي الدكتور علي فرحان محافظ الأنبار الذي أشاد بالأعمال وحث الحكومة العراقية على إيجاد حلول لتجمعات السكن العشوائي، مشيراً إلى أن "إضفاء الطابع الرسمي على منطقة الـكيلو 7 وإمكانية امتلاك الناس لممتلكاتهم يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام". وأبدى كل من السيد إبراهيم العوسج قائمقام الرمادي، و المهندس جاسم محمد علوان، معاون مدير بلدية الرمادي نفس القدر من التأييد لجهود برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في معالجة القضية وتطلعهما إلى توسيع نطاق البرنامج. وبعد إلقاء الكلمات، قام المسؤولون الحكوميون بقص الشريط إيذاناً بافتتاح الحديقة الجديدة وحضروا مراسم غرس شجرة – في اشارة رمزية الى تعهد الحكومة والسلطات المحلية لجعل العراق أكثر خضرة، في أسبوع قمة العمل المناخي التي عقدت هذا الأسبوع في نيويورك.

آلان ميران

مسؤول النشر والإعلام

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة