بيان صحفي

بَيان مُنسِّقة الشؤون الإنسانية في العراق، السيّدة مارتا رويدس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لتحرير مدينة الموصل

٢١ يوليو ٢٠١٨

(بغداد، 21 تموز/ يوليو 2018): يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لانتهاء العمليات العسكرية التي شنّتها القوات المسلحة العراقية على تنظيم داعش لاستعادة مدينة الموصل في محافظة نينوى. إذ تسبب احتلال الموصل من قبل هذا التنظيم منذ حزيران/ يونيو 2014 وحتى تموز/ يوليو 2017 في كارثة إنسانية ومعاناة كبيرة وتدمير مادي هائل. 

فقد اضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الفرار من النزاع في الموصل. إنَّ التقييمات التي أجرتها الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني وجدت بأن المستشفيات والجسور والمدارس ومحطات معالجة المياه ومحطات الطاقة ملوثة بكميات كبيرة جداً من مخلفات المتفجرات والقنابل يدوية الصنع التي تركها تنظيم داعش.

وفي هذا الصدد، صرّحت السيدة مارتا رويدس، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق: "بعد مرور عام، يمكن ملاحظة العديد من الإنجازات الإنسانية". "حيث عاد ما يقرب من 870،000 شخص الآن إلى الموصل. وتعمل حكومة العراق والأمم المتحدة وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية من أجل ضمان العودة الآمنة والطوعية والكريمة للنازحين من سكان الموصل وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة واستعادة سُبل العيش".

أنشأت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستة مخيمات للنازحين في محافظة نينوى وإقليم كردستان وقدمت خدمات الحماية و المساعدة الأساسية للنازحين في المخيمات وكذلك في المستوطنات العشوائية. كما قامت المنظمة الدولية للهجرة، بالإضافة إلى دعم النازحين غير القادرين على العودة، بالمشاركة مع مركز المشترك للتنسيق والرصد التابع للحكومة العراقية بإنشاء مركزين للموارد المجتمعية في الموصل لتسهيل إعادة إدماج العائدين. كما ساعدت اليونيسف في إعادة التأهيل الأساسي لثلث المدارس الـ 638 التي أعيد فتحها، وعلى أثر ذلك تمكن أكثر من نصف مليون صبي وفتاة من العودة إلى المدارس المحلية. وقدم برنامج الأغذية العالمي والحكومة وجبات مدرسية طارئة إلى 87،000 طفل في المدارس الابتدائية في 145 مدرسة ابتدائية وأربعة رياض أطفال في غرب الموصل من آذار/ مارس وحتى أيار/ مايو.

كما دعمت اليونيسف السلطات المحلية في إصلاح شبكات المياه واستفاد أكثر من 800،000 شخص من توفير مياه الشرب المأمونة. وفي العام الماضي، خصّصت منظمة الصحة العالمية 53 سيارة إسعاف في هذه المحافظة لضمان حصول المرضى الذين يعانون من ظروف خطيرة على الرعاية الثانوية. وفي غرب الموصل، حيث تضررت ستة مستشفيات رئيسية، نقلت منظمة الصحة العالمية مستشفيين ميدانيين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الطارئة للعائدين، وتدعم ستة مراكز للرعاية الصحية الأولية حيث يستفيد منها حوالي 150،000 نازح. وبما أن تنظيم داعش قد أغلق معظم صالات الولادة والمستشفيات في الموصل، فقد استجاب صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى الاحتياجات الكبيرة في مجال الصحة الإنجابية والحماية، وكان يدعم بالفعل غرفة الولادة في شرق الموصل في كانون الأول / ديسمبر 2016. وفي عام 2017، دعمت 16 عيادة للرعاية الصحية الأولية من خلال توفير ما يقرب من 800،000 استشارة طبية حول الصحة الإنجابية للنساء والفتيات، وتم نشر ستة عيادات متنقلة لفرق الصحة الإنجابية في المدينة. وقد أعاد برنامج الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بناء البنية التحتية في هذه القطاعات أيضاً، وهو يعمل على إعادة بناء الشبكة الكهربائية التي ستحافظ على الصحة والتعليم وإمدادات المياه في الموصل.

ومنذ تحرير الموصل، أزالت فرق الألغام التابعة للأمم المتحدة أكثر من 43،700 لغم من المتفجرات، بما في ذلك 1000 عبوة ناسفة من الطرق والجسور والمدارس والجامعات والمستشفيات والعيادات ومحطات معالجة المياه والمباني التابعة لبلدية مدينة الموصل. بالإضافة إلى ذلك، قامت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتطهير 550 موقعًا أساسيًا للبنية التحتية من مخاطر التفجيرات، الأمر الذي يسمح باستئناف الخدمات الأساسية لسكان الموصل والعائدين. وقدم برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية مساعدة قانونية لأكثر من 1،200 أسرة عائدة في 12 منطقة في شرق الموصل لتسوية حقوقهم في السكن والأرض والممتلكات، كما تمت إعادة تأهيل 257 منزلاً متضرراً من النزاع في غرب الموصل، وبذلك تمكّن نحو 3،000 شخص من العودة إلى ديارهم.

على الرغم من هذه الإنجازات، لا تزال هناك احتياجات إنسانية واسعة النطاق في الموصل ومختلف مناطق العراق. إذ تم تمويل 54% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018، التي تهدف إلى الوصول إلى 3.4 مليون شخص من الأشخاص الأكثر ضعفاً الذين يحتاجون إلى مساعدات تُنقذ حياتهم ومساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. وأضافت السيدة رويدس: "بينما نشعر بالارتياح لرؤية عودة الحياة مُجدداً إلى الموصل، فإن ما يقرب من مليوني شخص في العراق لا يزالون نازحين، كما يواجه أولئك الذين اختاروا العودة إلى المدينة وغيرها من المناطق المحررة العديد من التحديات". "ويحتاج الشركاء على وجه السرعة إلى مبلغ إضافي قدره 260.5 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات الحرجة للعراقيين الذين عانوا سنوات من النزاع والنزوح. إنهم يستحقون السلام والحياة الطبيعية في حياتهم دون مزيد من التأخير ".

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة