ينتهك زواج الأطفال حقوق الفتيات في الصحة والتعليم والحصول على فرص عادلة في الحياة. إذ يجعل الفتيات عرضة للعنف ويضعهن في دائرة الفقر.
يتعرّض المراهقون للعديد من التغييرات في المراحل الأولى من حياتهم، وغالبًا ما تكون هذه التغيرات جسدية ونفسية وعاطفية وجنسية وغيرها. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن التغيير هو جوهر الحياة، يجد الشباب صعوبة في تقبله.
وخلال الحرب، يواجه الشباب إضافة الى التغييرات الطبيعية، الصدمة الناتجة عن الصراع. في سورية، دمرت الحرب التي دامت سبع سنوات معظم أنحاء البلاد، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الناس، فلجأ كثيرون إلى البلدان المجاورة مثل العراق.
كانت عائشة في الخامسة عشر من عمرها عندما هربت هي وعائلتها من القامشلي شمال شرق سورية للبحث عن ملاذ في العراق عام 2014 فوجدوا أنفسهم في مخيم دوميز 1 للاجئين السوريين في إقليم كردستان في العراق. ومع ذلك، فقد أجبرت الظروف المعيشية الصعبة والدها على السفر إلى أوروبا بحثًا عن فرص عمل.
وتقول عائشة: "شعرت بحزن شديد، فلم أخسر أصدقائي ومنزلي فقط، ولكن الآن أبي يتركني. أتذكر أنني كنت أقول لنفسي بأنني محظوظة على الأقل لمواصلة دراستي. كان لدي خطط للحصول على درجة وعندما نعود إلى المنزل أعيد بناء مجتمعي وبلدي".
وبعد عامين، قررت زوجة أبيها إخراجها من المدرسة وتزويجها لرجل يبلغ من العمر 45 عاماً ويكبرها بـ 28 عاما.
شعرت عائشة آنذاك بأنها وحيدة، وطلبت المساعدة من مركز النساء في المخيم حيث أخبرتهم قصتها. فتواصل مركز المرأة مع زوجة الأب وشرح لها مخاطر الزواج المبكر وتداعياته على الفتيات القصّر. لحسن حظ عائشة، تمكّنت المساعدات الاجتماعيات من إقناع زوجة الأب بالسماح لها بالعودة إلى المدرسة وإكمال تعليمها.
تضيف عائشة: "لا أبالغ بالقول إن ذلك اليوم كان الأفضل في حياتي إذ كنت قد تخليت عن فكرة الحصول على حياة طبيعية مجدّدًا. أما الآن فأشعر أن حياتي لها معنى من جديد. "
بعد فترة وجيزة، بدأت تردّد بشكل منتظم على مركز المرأة وتحضر جميع الجلسات وعندما كان يبحث المركز عن متطوعة بدوام جزئي تقدمت عائشة بسيرتها الذاتية وتم اختيارها للوظيفة.
وتقول عائشة: "أشعر بالرضا عندما أساعد النساء اللواتي يواجهن أوقات عصيبة. فيتحدثن معي، وأنا أستمع اليهن وأقدم لهن النصائح. بالإضافة إلى ذلك، إن المبلغ الذي أحصل عليه من الوظيفة يسمح لي بإعالة عائلتي ".
"إن هدفي الآن هو حماية الفتيات من الزواج المبكر وزواج الأطفال من خلال جلسات التوعية والأنشطة التي نقدمها في المركز الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان".
يبلغ عدد سكان مخيم دوميز 1 قرابة الـ 5,608 لاجئ سوري فروا من الحرب بحثاً عن ملاذ. ويدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان وحدة للصحة الإنجابية داخل مستشفى دوميز، ومركزًا للشباب، ومركزًا اجتماعيا للمرأة. تقدم هذه المراكز المشورة للشباب والنساء، والدعم النفسي الاجتماعي، وجلسات توعية وأنشطة ترفيهية، ودورات تعليم المهارات الحياتية.
***********
للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع القسم الإعلامي، الآنسة سلوى موسى smoussa@unfpa.org