تدشين أول خطة استراتيجية للعنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق

وتوفر الخطة رؤية استراتيجية وتوجيهات تشغيلية لتطوير تنفيذ وتنسيق التدخلات المستدامة المتعلقة باستجابة النظام الصحي للعنف القائم على النوع الاجتماعي والحد من عواقبه الصحية والطويلة.

وتشير الدكتورة رنا محمد علي، مسؤولة برنامج العنف القائم على النوع الاجتماعي في مكتب منظمة الصحة العالمية في العراق، إلى أن الخطة الاستراتيجية تهدف إلى دمج خدمات صحية شاملة ومنسقة بشكل جيد للعنف القائم على النوع الاجتماعي في المرافق الصحية على كافة المستويات الأولية والثانوية والتخصصية.

وتضيف: "تهدف الخطة أيضاً إلى زيادة وعي المجتمع حول الوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وتسعى جاهدة لمكافحة الوصم ودمج العنف القائم على النوع الاجتماعي في الاستجابة الصحية الإنسانية والطوارئ".

وصُمِمَت الخطة الاستراتيجية لتغطي تدريجياً جميع محافظات العراق بما في ذلك إقليم كردستان العراق من خلال خطة مرنة ومصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات لكل محافظة.

ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور أحمد زويتن: "تُركز هذه الاستراتيجية على الحد من تأثير العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال ضمان توفير رعاية جسدية ونفسية ملائمة لجميع الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي". ويضيف: "نحتاج إلى العمل بشكل جماعي لتصحيح الأسباب الجذرية للعنف والتأكد من أن أبناءنا وبناتنا يتلقون تعليماً صحيحاً ويمتلكون الوعي حول احترام بعضهم البعض".

وتزداد حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال الأزمات الإنسانية حيث تزداد أوجه الضعف التي يعاني منها المجتمع، خصوصاً مع غياب المساءلة. وتفاقمت أوجه عدم المساواة بين الجنسين خلال جائحة كوفيد-19 كما ازدادت أشكال هذا العنف، لا سيما العنف المنزلي.

وأكد معالي وزير الصحة الدكتور هاني بدر العقابي على ضرورة وجود خطة استراتيجية للعنف القائم على النوع الاجتماعي باعتبارها الركيزة الأساسية التي يمكن من خلالها تقديم الخدمات العلاجية والوقائية والنفسية للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال: "تلتزم وزارة الصحة بأن تكون جزءاً فاعلاً من التغيير المؤسسي للحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني".

وفي العراق، فإن حوالي 1.32 مليون شخص معرضون لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بأشكاله المختلفة، وتشكل النساء والفتيات المراهقات أكثر من 75٪ من هذه الفئة. وترتبط 77٪ من حوادث العنف المبني على النوع الاجتماعي بالعنف الأسري. ويقدّر تقرير منظمة الصحة العالمية حول العنف ضد المرأة، والذي دُشن مؤخراً، أن معدل انتشار عنف الشريك الحميم يبلغ 26٪ بين النساء المتزوجات/ الشريكات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاماً في العراق.

وتُعرّف الأمم المتحدة العنف ضد المرأة بأنه "أي فعل من أفعال العنف القائم على النوع الاجتماعي يؤدي أو من شأنه أن يؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو عقلية للنساء والفتيات، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء في الحيز العام أو الخاص".