الأجواء الإيجابية يمكنها أن تخلق فرصاً متساوية بين الجنسين
٠٨ مارس ٢٠٢٢
ميادين متكافئة من أجل التميّز
كركوك، العراق – في عام 2015، تبنّت الأمم المتحدة 17 هدفاً للتنمية المستدامة، ويركز الهدف الخامس منها على المساواة بين الجنسين من أجل تمكين جميع النساء والفتيات. فائزة، والتي تدير مدرسةً في كركوك، وآويزان، ضحيةٌ تحولت إلى مدافعة، وعلي، مناصرٌ لحقوق المرأة، يمثلون شهادةً حيةً على المكاسب المجتمعية التي يمكن تحقيقها من خلال العيش والعمل في بيئة يتمتع فيها كلٌّ من النساء والرجال بحقوقهم وفرصهم.
تقول السيدة فائزة حسين علي الكاكائي، رئيسةُ مؤسسة باباكركر للتربية والتعليم الأهلي في كركوك: "أعتقد أن النساء والرجال هما على كفتيّ ميزان ... إذا لم يرتفع أي جانب فوق الآخر، فهذا مقياس للعدالة." وتشرح السيدة فائزة الصعوبات التي واجهتها في قطاعٍ يهيمن عليه الذكور، لكنها تنسب جزءاً كبيراً من نجاحها إلى الدعم الذي تلقته من الذكور من أفراد أسرتها ومن زملائها الذين قابلتهم في حياتها المهنية.
وقالت فائزة في مقابلة حديثة: "كانت رحلتي طويلة وصعبة، لكنها كانت جميلة. كانت صعبة بسبب بعض العقبات التي واجهتها للشروع بمثل هذه المؤسسة الهامة."
واستذكرت فائزة كيف أنها اضطرت لبيع بعض ممتلكاتها لتمويل مشروع باباكركر والعمل على مدار الساعة مع المقاولين لإنهاء المبنى حتى تتمكن من إطلاق المشروع في الموعد المقرر. وأضافت بابتسامة واثقة: " لقد كان وقتاً عصيباً في حياتي، لكنني نجحت ليس فقط في إنشاء المدرسة، ولكن في توسيعها أيضاً".
وأعرب زوجها إسماعيل محمد صالح الكاكائي، وهو أيضاً عضو مؤسس لباباكركر، عن إيمانه بقدرة زوجته على التفوق في دورها القيادي. وقال: " أجد فائزة امرأة واثقة وتقدمية، وقد دعمتها بالكامل لتنجح في مهمتها. لقد أكسبت اسم العائلة تقديراً عالياً وهي امرأة مهمة في مجتمعنا وفي حياتي."
ومثل زوج فائزة، كذلك كان د. جهاد عبد الله رضا (على اليمين)، وهو مدير مدرسة باباكركر، طوقَ نجاةٍ ومصدراً للأجواء الإيجابية لدعم فائزة في إدارة المدرسة وضمان تمكين مئات الفتيات والفتيان على قدم المساواة من خلال التعليم وفقاً لنهج التعليم 2030.
نشاط لمواجهة العنف ضد المرأة
آويزان نوري حكيم، كاتبةٌ ونائبةُ رئيس مركز بنا لمناهضة العنف ضد المرأة في كركوك، المنظمة غير الحكومية، وهي إحدى الناجيات من العنف والانتهاك القائم على النوع الاجتماعي، وتعرضت للزواج المبكر. وبالتالي، فليس من المستغرب أن تشارك آويزان بنشاطٍ في مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بهدف توفير مساحةٍ آمنة ومتساوية من أجل تنمية المرأة العراقية.
ومع 15 عاماً من الخبرة، تُشبِّه آويزان العنف القائم على النوع الاجتماعي بالسرطان الذي يحدّ من تقدم المرأة. وترى أن الافتقار إلى الإنفاذ السليم لسيادة القانون لردع الجناة المحتملين هو السبب الأساسي الذي يجعل بعض النساء العراقيات ما زلن غير قادراتٍ على اتخاذ خيارات حياتهنّ ويتعرضن لأشكالٍ مختلفة من العنف والمعاملة غير المتكافئة في المجتمع.
وقالت آويزان: " إذا أردنا أن يكون لدينا مجتمع سليم فنحن بحاجة إلى أن نبدأ على مستوى الأسرة، ثم على مستوى المؤسسات التشريعية والحكومية. ويجب أن يشارك جميع أصحاب الشأن في منع العنف."
مناصرة حقوق المرأة من الذكور
علي حمود علي عطوان (على اليمين) يدعو إلى منع وإنصاف حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي. وهو يعمل عن كثبٍ مع سرود أحمد (على اليسار)، والتي ترأس مكتب كركوك الفرعي لجمعية الأمل، وهي منظمة غير حكومية عراقية. وقالت السيدة سرود، ولها من الخبرة 17 عاماً في العمل على معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق: " بدأت عقلية الشباب بشأن قضايا النوع الاجتماعي بالتغير في اتجاه إيجابي ونحن نرى الآن، على سبيل المثال، رجالاً يدافعون عن استمرار الفتيات في الدراسة." ولكن في قضايا أمن المرأة في كركوك، تأمل سرود في أن تقوم وزارة الداخلية بزيادة عدد ضابطات الشرطة حتى تتمكن النساء من تقديم شكاواهن بأمان.
وفي عام 2021، بدأت جمعية الأمل العراقية بالتركيز على الاستفادة من المدافعين الذكور عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين لتوعية الرجال، وخاصة الشباب، بأهمية تعزيز حقوق المرأة وحمايتها. وعلي هو أحد هؤلاء النماذج من الذكور، وهو يقوم بتيسير جلسات التوعية الإيجابية.
وعن تأثير انخراطهم في التوعية قال علي: "نحن نبني جيلاً يتقبل مشاركة المرأة في مختلف مجالات العمل. ونركز أيضاً على تثقيف النساء حول الحقوق القانونية لتمكينهن من فهم كيفية السعي لتحقيق العدالة لهن."
وفعلاً، وكما تقولها فائزة بكل وضوح: "يمكن للمرأة أن تحقق أي شيء تعتزم فعله إذا كانت تؤمن بنفسها."
===
ترجمة: رشوان صالح ومحمد الياسري وحارث العبيدي (المكتب الإعلامي ليونامي)