داستان: "هناك تغييرات يتعين إجراؤها لتوفير التعليم لمزيد من الفتيات والشبان."
السيدة داستان عبد الله سعيد تدرّس مادة اللغة الإنكليزية العامة لطلبة المرحلة الأولى في قسم الهندسة البرمجية والمعلوماتية بجامعة صلاح الدين في أربيل. وعملتْ سابقاً كمراقبة على اختبارات اللغة الإنكليزية (آيلتس) في المجلس الثقافي البريطاني في أربيل ولديها اهتمام كبير بالعمل كمتطوعة للتطوير التعليمي والأكاديمي في العراق.
المكتب الإعلامي ليونامي: من خلال خبرتكِ في القطاع التعليمي، برأيكِ، ما الذي ينبغي تغييره لتوفير التعليم لعدد أكبر من الفتيات؟
داستان: "هناك تغييرات يتعين إجراؤها لتوفير التعليم لمزيد من الفتيات والشبان. إذ علينا إنشاء مشاريع جديدة وأن نعمل جاهدين وبشكل تطوعي لصالح المدارس والجامعات العامة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تأسيس منظمة أو مركز للعمل التطوعي ليتسنى لذوي الخبرة والتعليم العمل فيه معاً كفريق وتسليط الضوء على المشكلات الراهنة في قطاع التعليم وإجراء البحوث وإيجاد الحلول العملية. فالعمل التطوعي هو المفتاح الآن خاصة وأن الإقليم يمر بأزمة اقتصادية حادة."
"أنا متطوعة شغوفة بعملي، وشخصياً أعتقد بضرورة فتح مركز لتطوير التعليم أو دورة تحضيرية لغوية ليتسنى لخريجي المدارس الإعدادية الانضمام لورشات العمل فيها وتطوير مهاراتهم اللغوية. وأود أن أقترح تنظيم دورة تحضيرية مجانية للغة الإنكليزية لطلبة المدارس الإعدادية المقبلين على الدراسات الجامعية. كذلك، نحن بحاجة لتشجيع الطلبة على قراءة المزيد من الكتب القصصية باللغة الإنكليزية بهدف تطوير مهاراتهم في القراءة والكتابة."
المكتب الإعلامي ليونامي: برأيك، كيف تغيرت حياة النساء العراقيات خلال السنوات الخمس الأخيرة من حيث العمل في القطاع الخاص أو العام؟
داستان: "من وجهة نظري، أعتقد أن حياة النساء العراقيات قد تغيرت بحيث صار لدى المرأة الكردية اليوم العديد من الخيارات في أن تكون معلمة أو محاضِرة أو أستاذة أو مديرة أو محاسبة أو موظفة مكتب أو سكرتيرة أو مديرة مسؤولة أو محامية أو طبيبة أو عضوة في البرلمان إلخ."
"شخصياً، عملت كموظفة مكتب في الجامعة لمدة سنتين بعد إكمالي لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة سنة 2014، ولا زلت أدرّس مادة اللغة الإنكليزية لطلبة المرحلة الأولى لقسم الهندسة منذ سنة 2014. وعندما عملت كمراقبة على اختبارات آيلتس في المجلس الثقافي البريطاني في أربيل رأيت العديد من النساء المرشحات يخضن الاختبار جنباً إلى جنب مع الرجال. وهذا يعني أن النساء الآن يرغبن بإكمال دراسات الماجستير أو الدكتوراه أو كليهما من أجل الحصول على وظائف أفضل."
بدأ شغف داستان بالعمل التطوعي يؤتي ثماره فعلاً. ففي تموز 2017، حضرت فعالية "الخطوة القادمة" بصحبة عدد من طلبتها لإطلاق أكبر شبكة عمل تطوعي في إقليم كردستان تحت عنوان شبكة شباب نيشتيمان (NYN)، وأصبحت أكبر شبكة معنية بالعمل التطوعي في إقليم كردستان العراق تنفذ برامج تطوير على يد متطوعين للتعليم والإسهام بمهاراتهم في إحداث تغيير إيجابي. كذلك، تعنى هذه الشبكة بالدعوة إلى تنمية قدرات الشباب والنساء وإيجاد أساليب تستند إلى الحلول فيما يخص قطاعات التعليم والصحة والبيئة. وأصبحت داستان فيما بعد عضوة رسمية في الشبكة، وسيكون بإمكانها الحضور وتنفيذ مشاريعها التطوعية من خلال هذه الشبكة. وهي تخطط لتنفيذ مشروع لخريجي الجامعات، وهو عبارة عن دورة مجانية لتعليم اللغة الإنكليزية والتطوير المهني، ومشروع آخر لطلبة المدارس الإعدادية من خلال تنظيم حلقات دراسية وتزويدهم بكتب اللغة الإنكليزية مجاناً. وتعتزم كذلك تقديم دورة مجانية لتعليم اللغة الإنكليزية لأطفال المقاتلين في البيشمركة.
إعداد سيليا تومسون (المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي)