زار ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) المدرسة المستنصرية.
زار ممثلون عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) المدرسة المستنصرية معربين عن تقديرهم العميق لأقدم مركز للتعليم في بغداد، في مسعىً منهم لإثبات أن الهمجية والإرهاب من أي نوع وفي أي زمان، لا يمكن أن يسودان على الثقافة والمعرفة.
وتشكل المدرسة المستنصرية، هذا المعلم البارز الذي صمد بوجه الصراعات وتعاقب الأزمان، تشكل دليلاً حياً على صمود العراق وصلابته.
وخلال الغزو المغولي لبغداد عام 1258، قام هولاكو بنهب هذه المؤسسة التعليمية العظيمة، التي شيدت في العصور الوسطى وسط بغداد والتي بناها الخليفة المستنصر عام 1233 على ضفاف نهر دجلة إبان العصر العباسي، وتم قتل طلابها وألقيت الكتب في نهر دجلة، وهي أفعال لا تختلف عمّا حدث منذ زمن قريب في أعالي مجرى دجلة في نينوى والموصل على يد عصابات داعش، وذلك بعد مضي سبعة قرون ونصف.
وكانت المدرسة تضم في زمن ما، مكتبة تزخر بـ 450 ألف كتاب ومجلد. ونهضت المستنصرية من جديد، بيد أنها شهدت غزوتين مغوليتين أخريين لبغداد على يد تيمورلنك عامي 1392 و1400 حيث نُهبت جميع المدارس مرة أخرى. وعلى الرغم من الإهمال والحروب العديدة وأعمال العنف التي شهدتها العقود الأخيرة، لا يزال بناءها شامخاً في منطقة الرصافة في بغداد كصرح يشهد على ماضي المدينة المتألق.
وتعرب كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) عن تأييدهما لإعادة إعمار كافة الجامعات والمدارس ومراكز التعليم التي دمرتها همجية داعش، وتشجعان كل الطلبة والتدريسيين على مواصلة تحصيلهم الدراسي ونشاطهم التربوي كي يبقى العراق منارةً مضيئةً للثقافة والمعرفة.