تتشارك وكالات الأمم المتحدة العاملة في العراق هذا العام الإعلان عن بيانًا مشترك للاعتراف بالدور المحوري للمشاريع المصغرة والصغيرة والمتوسطة في أي جهد يصب في التعافي المرن من آثار جائحة الكورونا التي ضربت العالم والصراعات القائمة في غير مكان من الأرض والأزمات التي يثيرها التغير المناخي. تساهم هذه المشاريع في التحول الهيكلي للاقتصادات عبر توليد فرص العمل اللائقة وفرص كسب الدخل الكريمة، سيما للفئات الضعيفة من السكان، ومن ثم معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.
ورد على لسان المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في العراق، السيدة إيرينا فوياكوفا-سولورانو: "في أعقاب الصدمات الاقتصادية التي خلفتها جائحة الكورونا، وبالنظر إلى انعدام الأمن الغذائي في الوقت الراهن، بإمكان المشاريع المصغرة والصغيرة والمتوسطة أن تصبح عوامل تغيير فاعلة للمساعدة في تقدم جهود إعادة البناء والإنعاش."، وأضافت: "تمتلك هذه المشاريع أيضًا القدرة على توظيف إجراءات ضمن ممارساتها التجارية من شأنها أن تسهم في إعادة البناء بشكل أفضل، وفي التكيف مع التغير المناخي والتخفيف من حدته". تحتاج المشاريع المصغرة والصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة إلى الدعم كي تصبح قوى دافعة باتجاه الابتكار واغتنام الفرص الجديدة "الصديقة للبيئة"، فضلاً عن تحسين قدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات مستقبلا. وعليه، يمكن أن يساهم تمكينها في التحول نحو اقتصادات ومجتمعات مستدامة بيئيًا لمصلحة الجميع وبناء قدر أكبر من الاستقرار والمرونة.
تشكل المشاريع المصغرة والصغيرة والمتوسطة في العراق نسبة كبيرة من القطاع الخاص، وإن دعمها ضروري تحقيقا للتنويع الاقتصادي وتمكين النساء والشباب وضمان جهود بناء السلام المستدامة. كما يمثل دعمها أخذا بيد الشباب بوصفهم أرباب العمل والموظفين المرتقبين، وللاستفادة من العائد الديموغرافي للعراق. ترسم صحيفة الإصلاح الاقتصادي البيضاء أهداف الحكومة العراقية المتمثلة في جذب الاستثمارات والتنمية الشاملة و ادخال انظمة الحوكمة وتعزيز الإنتاج المحلي. من خلال البناء على هذا الزخم الإصلاحي ودعم هذه المشاريع، ستتمكن الأمم المتحدة المساعدة في تحسين بيئة الأعمال العامة لهذه المشاريع وتعزيز قدرتها التنافسية ومساعدة الحكومة العراقية في تحقيق أهداف الصحيفة البيضاء.
تعمل الأمم المتحدة في العراق بأسلوب تعاوني دعما لهذه المشاريع، لا سيما في القطاعات ذات الإمكانات العالية تحقيقا للتنويع الاقتصادي وتوليد فرص العمل، كقطاع الزراعة وسلاسل القيمة الغذائية الزراعية والثقافة والصناعات الإبداعية. توجد حاجة ماسة إلى تحسين القدرة التنافسية لهذه المشاريع إلى جانب فرص ترقية سلسلة القيمة في الوقت الحاضر في العراق لتعزيز الاقتصاد المحلي وتوليد فرص مستدامة لكسب العيش. من الضروري للغاية وضع الاستراتيجيات ومبادرات واضحة ورصينة تعزز بعضها بعضا، وتعزيز التحالفات المنتجة، وبناء أواصر بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز رأس المال البشري والاجتماعي مع التركيز على الشباب.
تحتاج المشاريع المصغرة والصغيرة والمتوسطة إلى إجراءات منسقة ودعم هادف لاستثمار إمكاناتها تحقيقا للنمو المستدام والشامل وتوليد فرص العمل اللائق. وسنستمر في جهودنا لدعم هذه المشاريع في العراق لضمان امتلاكها القدرة والموارد التي تصب في التحول الأخضر، وزيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية وتعزيز فرص العمل.
لقد حان وقت العمل!
السيدة إيرينا فوياكوفا-سولورانو، المنسقة المقيمة والإنسانية للأمم المتحدة في العراق
أريك بوشوت، مدير البرنامج القطري في مركز التجارة الدولية
د. صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الغذاء والزراعة في العراق
مها قطاع، المنسقة القطرية في العراق لمنظمة العمل الدولية
جورج غيغاوري، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق
اريك وليمز، المنسق الاقليمي مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية UNCTAD
زينه علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق UNDP
باولو فونتاني، مدير وممثل اليونيسكو في العراق
جين-نكولاس بيوز، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في العراق
مادز أوين، ممثل لليونسيف
علي رضا قريشي، ممثل برنامج الأغذية العالمي في العراق