مكافحة العواصف الرملية والترابية العابرة للحدود في جنوب العراق والكويت
٠٣ فبراير ٢٠٢٣
28 كانون الثاني 2023، البصرة، العراق. شرع موئل الأمم المتحدة مع شركائه، اليوم، في مشروع جديد لتحسين قدرة المدن على مواجهة تأثير العواصف الرملية والترابية. تم الاحتفال ببدء المشروع في شكل ورشة عمل شارك فيها أكثر من 50 مشاركًا، واستضافتها محافظة البصرة والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.
يعد العراق من بين الدول العشر الأكثر عرضة لتغير المناخ في العالم اليوم وقد أصبحت أزمة المناخ حقيقة واقعة بالفعل. تؤثر درجات الحرارة الشديدة والجفاف وانتشار العواصف الرملية والترابية تأثيرًا كبيرًا ليس فقط على الزراعة وإنتاج الغذاء أو على اقتصاد العراق، بل تؤثر أيضًا على المدن وسكان المدن بشكل مباشر. أصبحت العواصف الرملية والترابية من قضايا الصحة العامة في الكويت والعراق مع زيادة أمراض الجهاز التنفسي والأشخاص الذين يلقون حتفهم بسبب هذه الظواهر الجوية الشديدة.
العبء الاقتصادي مرتفع بنفس القدر: تشير التقديرات إلى أن التأثير على الاقتصاد الكويتي وحده يتجاوز 190 مليون دولار أمريكي سنويًا، مع وجود تأثيرات شاملة، بما في ذلك الطيران وصناعة النفط وجميع أنواع الأنشطة التجارية التي يجب تُجَمَّد حالياً، بينما سحابة الغبار تأخذ البلد بأكمله كرهينة بشكل فعلي.
يتبع مشروع تحسين القدرة على الصمود ضد العواصف الرملية والترابية العابرة للحدود في الكويت وجنوب العراق نهجًا ثلاثي الأبعاد: فهو يحسن قاعدة المعرفة وفهم الظروف التي تخلق العواصف الرملية والترابية، فضلاً عن تأثيرها على صحة الإنسان، وتدابير الوقاية والتخفيف اللازمة. ثانيًا، يبذل جهدًا كبيرًا لاستعادة النظم البيئية في مناطق منبع العواصف الرملية والترابية. ثالثًا والأهم، إنه يساعد على تعزيز صمود وقدرة السلطات المحلية والمجتمعات الأكثر ضعفًا في جنوب العراق، للتكيف مع تأثير التصحر والمساهمة في التخفيف من الأسباب الجذرية للعواصف الرملية والترابية.
رحبت الدكتورة راوية محمود، المدير العام لدائرة الغابات والتصحر في وزارة الزراعة العراقية، ببدء هذا المشروع في الوقت المناسب ووصفه بأنه "اجتماع ناجح ومهم للغاية لإيجاد الحلول المناسبة وتشخيص الأسباب، بما في ذلك تغير المناخ، أي تؤثر على العراق والكويت ". وأضافت: "نحن على استعداد تام للتعاون في التنفيذ بهدف تحقيق أهداف هذا المشروع التنموي الرائد الذي سيقلل من مخاطر العواصف الرملية والترابية ويحسن الظروف البيئية في كل من العراق والكويت".
وأكد الدكتور محمد صادقي من الصندوق الكويتي أهمية هذا المشروع باعتباره الأول من نوعه وأضاف: "دولة الكويت هي المستفيد الرئيسي من المشاريع من حيث الآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عن العواصف الرملية والترابية. حيث أن هذا التواجد الطبيعي يسبب مشاكل صحية متعددة ويؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الكويتي بسبب تأثيره على هجرة الكثبان الرملية على الطرق ومحطات الطاقة ومصافي النفط. من المتوقع أن يؤدي المشروع إلى تحسن كبير في الظروف المعيشية في الكويت والمنطقة ".
سلط المهندس وائل الأشهب، مدير البرنامج القطري لموئل الأمم المتحدة في العراق، الضوء على "التأثير الشديد لتغير المناخ على العراق ودول أخرى في المنطقة، حيث أصبح الجفاف وندرة المياه يمثلان تحديًا كبيرًا للحكومة والسلطة المحلية، وهذه المبادرة المهمة جاء نتيجة التبرع السخي من الصندوق الكويتي ". وأضاف أن "موئل الأمم المتحدة يهدف إلى استقدام دول الخليج الأخرى المتضررة من العواصف الرملية للتوسع في تغطية هذه المبادرة الإقليمية لمكافحة التصحر والحد من تأثير هذه الظاهرة البيئية".
أكدت الدكتورة أميرة الحسن، رئيس البرنامج القطري لموئل الأمم المتحدة في الكويت، وممثل موئل الأمم المتحدة لدى مجلس التعاون الخليجي: "تهدف ورشة العمل إلى تعريف أصحاب المصلحة والشركاء في المشروع بنطاق العمل والتعريف بأهدافه، وكذلك تحديد دور كل كيان داخل المشروع. يأتي ذلك نتيجة لإعطاء موئل الأمم المتحدة الأولوية لمواءمة الجهود لضمان التآزر في التنفيذ، حيث يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في الشرق الأوسط. يضمن تعاون المشروع بين شركاء متعددين كل منهم يؤمن بأهمية تنفيذه بشكل صحيح وتحسين نتائجه في المستقبل، فيما يتعلق بمكافحة آثار تغير المناخ على مستوى العالم، حيث يؤثر على سكان المدن الحضرية والساحلية على حد سواء فيما يتعلق بالآثار الاقتصادية والصحية ".
سيتم تنفيذ مشروع تحسين القدرة على الصمود ضد العواصف الرملية والترابية العابرة للحدود في الكويت وجنوب العراق على مدى السنوات الأربع القادمة، ويتم تمويله بالكامل من قبل الصندوق الكويتي بميزانية إجمالية قدرها 4 ملايين دينار كويتي.