حضرات الصحافيات والصحافيين - شكرا على حضوركم.
إني سعيد جداً بالعودة إلى إقليم كردستان العراق.
في زياراتي السابقة إلى المنطقة، بما في ذلك بصفتي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، لطالما تأثرت بشدة بسخاء وتضامن الشعب الكردي تجاه الفارين من النزاع والكوارث.
واليوم، في خضم الدمار الذي خلفته الزلازل التي وقعت في سوريا وتركيا، أود أن أعرب عن خالص شكري لكم على مد يد العون مرة أخرى.
لقد اختتمت للتو اجتماعات مثمرة مع الرئيس ورئيس الوزراء ونائب رئيس الوزراء ورئيس البرلمان.
وشكرتهم على الشراكة الوثيقة مع الأمم المتحدة.
لقد ناقشنا العلاقات مع بغداد، وكما قلت هناك، فإن الانتقال من الإدارة المستمرة للأزمات إلى حوار مؤسسي أكثر تنظيما هو في مصلحة - ولصالح - الجميع.
وهناك عدد من القضايا التي تتطلب اتفاقا، بما في ذلك: الموازنة الاتحادية لسنة 2023، وقانون النفط والغاز، وتعزيز التعاون الأمني، وتسريع تنفيذ اتفاق سنجار، ووضع اللمسات الأخيرة على حوار كركوك.
إلا إنني وفي مناقشاتي هنا وفي بغداد على حد سواء، لمستُ التزاما حقيقيا بالمضي قدما وأحث الجميع على تحويل هذا الالتزام إلى واقع ملموس.
السيدات والسادة،
إن الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير، فضلا عن العمليات السياسية والانتخابية الشاملة، هي ركائز أساسية للاستقرار ومحركات للازدهار.
وأشجع جميع الجهات السياسية الفاعلة في جميع أنحاء إقليم كردستان العراق على العمل معا لضمان إجراء الانتخابات البرلمانية المؤجلة هذا العام.
إن وجهات النظر المتنوعة - وحتى المتعارضة - وكذلك النقد البناء هي شريان الحياة لأي ديمقراطية.
وعلى الرغم من الخلافات الحماسية، أحث الجميع على وضع مصالح الشعب في إقليم كردستان العراق في المقام الأول.
حضرات الصحافيات والصحافيين،
من الأساسي في جميع الأوقات أن يكون هناك احترام كامل لمبادئ السيادة والسلامة الإقليمية وحسن الجوار.
وأحث الجميع على مواصلة الحوار والمساعي الدبلوماسية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لدرء المزيد من عدم الاستقرار واحتواء مخاطر التصعيد الإقليمي.
وأخيرا، اسمحوا لي أن أكرر ما قلته في بغداد: إن زيارتي هي زيارة تضامن وأمل في المستقبل.
ولكن تحقيق غد أفضل يتطلب العمل اليوم. إنه يتطلب دبلوماسية حازمة وحوارا بناء - وشجاعة لتقديم التنازلات اللازمة.
وبعد اجتماعاتي ومناقشاتي، أنا مقتنع بأن إحراز تقدم هامّ أمر ممكن تماماً الآن.
وتقف الأمم المتحدة إلى جانب شعب إقليم كردستان العراق للمساعدة في بناء ذلك المستقبل الأفضل الذي يستحقونه.
واسمحوا لي بملاحظة شخصية، لقد جئت إلى هذه المنطقة عدة مرات في الماضي بصفتي المفوض السامي لشؤون اللاجئين، كما سبق أن أتيتُ بصفتي الأمين العام في لحظة عصيبة عندما كان داعش قريباً وكان القتال شرساً. وتعلمت أن يكون لدي إعجاب كبير بكرم وتضامن الشعب الكردي. أريد أن أقول إننا في رأيي نقف الآن أمام فرصة للعراق وفرصة لإقليم كردستان العراق. وهذه الفرصة يمكن أن تترجم نفسها إلى حقيقة واقعة إذا ما كان العراقيون قادرين على الالتقاء وتوحيد الكلمة، وإذا ما استطاع الناس في هذه المنطقة أن يجتمعوا ويتحدوا.
إن العراق بلدٌ غنيٌّ بإمكاناته ويمكنه أن يضمن لشعبه مستقبلاً من الازدهار. وكُلّي أملٌ بأن يصبح هذا قريباً حقيقة كاملة.
وشكرا لكم.